تنمية الحب والتسامح لخفض درجة العنف لدى طلاب المرحلة الثانوية

مها المصري محمد أبو رقيقة;

Abstract


يُعد سلوك العنف سلوكاً غير حضاري يتسم منتهجه بالقسوة واللامبالاة والتحيز والتعصب والتسلط. فالعنف حالة سلبية وتعبير منحرف عن السلوك الإنساني السوي، فالإنسان قد يغضب وهذا شعور لا يخلو منه إنسان، ولكن المشكلة حين يتحول هذا الغضب إلى تعبير عنيف وطابع إجرامي يؤدي إلى إيذاء الآخرين والاستهانة بأرواحهم وممتلكاتهم.
فمشكلة العنف تحتوي جوانب متعددة اجتماعية وصحية واقتصادية وثقافية لها انعكاسات وخيمة على مكونات المجتمع نظراً للأثر العميق والتداعيات المترتبة عليه. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العنف مشكلة صحية نظراً لفداحة الآثار والإصابات والعاهات الناجمة عنه. بالإضافة للأضرار النفسية المترتبة عنه من قلق وخوف وتوتر وعدم الشعور بالأمان، بالإضافة إلى الأضرار الاجتماعية التي يتركها على ضحاياه. وهذا ما أكده (فرج عبد القادر طه وآخرون، 2003) إلى أن العنف هو السلوك المشوب بالقسوة والعدوان والقهر والإكراه، وهو عادة بعيد عن التحضر والتمدن تستمر فيه الدوافع والطاقات العدوانية استمراراً صريحاً بدائياً كالضرب والتكسير للأفراد والتدمير للممتلكات واستخدام القوة والإكراه للخصم وقهره، ويمكن أن يكون العنف فردياً يصدر عن فرد واحد، كما يكون جماعيً يصدر عن جماعة أو هيئة أو مؤسسة تستخدم جماعات وأعداد كبيرة على نحو ما.
إن العنف ظاهرة سلبية بحتة، فهو ظاهرة قديمة قدم الإنسان الذي يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي يعيش فيه، يؤثر فيه ويتأثر به، إلا أن مظاهره وأشكاله تطورت وتنوعت بأنواع مختلفة فأصحب منها: العنف السياسي، العنف الديني، العنف الأسري والذي ينقسم إلى العنف ضد الأطفال، والعنف ضد المرأة، والعنف ضد المسنين، وهناك العنف المدرسي والعنف لدى المراهقين الذي نحن بصدد دراسته. وينقسم إلى العنف الموجه للذات، والعنف الموجه للآخرين، والعنف الموجه للممتلكات العامة. وهذه الأنواع وغيرها يعد وجودها داخل المجتمع وانتهاجها من قبل الأفراد مؤشراً خطيراً ومنزلقاً خانقاً بشكل عام ولدى فئة المراهقين بشكل خاص لما لهذه الفئة العمرية من خصوصية في نموها. وقد أكدت (مروة الهندي، 2013، 20-76) أن التغيرات التي تطرأ على المراهقين سواء من الناحية الجسمية أو العقلية أو النفسية تكاد تكون تغيراً عاماً وتاماً في جميع النواحي، ولذلك فإن مرور هذه المرحلة بصورة سليمة يعد أمراً غاية في الأهمية والخطورة.
ويؤكد (محمد عودة الريماوي، 2003، 43) بأن العنف في مرحلة المراهقة ظاهرة عالمية وخطيرة وأهم العوامل المسئولة عن العنف خصائص الشخصية مثل ضعف القدرة على الدفاعات الانفعالية وعدم القدرة على التسامح والتجاوز وعدم القدرة على التفاعل بالحب والثقة مع الآخرين، ولذا فإن المساهمة في تخفيف مثل هذه السلوكيات السلبية الهدامة أمر مهم، وقد أشارت العديد من الدراسات مثل دراسة صلاح الدين عبد الغني (2003)، ودراسة سهير محمود أمين عبد الله (2005)، ودراسة علي بن محمد بن علي الوليدي (2010) على أهمية إعداد البرامج التدريبية لتعديل الأنماط السلوكية غير المقبولة وخفض العنف والسلوك العدواني واكتساب السلوكيات الإيجابية وضبط النفس وتعلم القدرة على حل المشكلات والحوار الإيجابي، وعلاج وإدارة والغضب والاتجاه إلى السلوك التسامحي المتمثل في العفو عند المقدرة والتجاوز عن الخطأ، والتماس الأعذار للآخرين، فمعاشرة الناس بالحب والمسامحة يزيد من الاستمتاع بهم.
كما أكدت دراسة فيوليت فؤاد إبراهيم (2014)، ودراسة هاني محمد شاهين (2015) على أن للبرامج التنموية والإرشادية والتدريبية دور فعال في خفض العنف ومسبباته، خاصة في مرحلة المراهقة. وأكدت أمل موسى حمادي (2017)، وسهام علي عبد الغفار (2019)، وحصة راشد اللوغاني (2019)، وصبحي عبد الفتاح الكفوري (2020) من خلال النتائج التي توصلت لها دراساتهم مدى مساهمة البرامج التي تم تطبيقها في الحد من العنف وتعديل السلوك، ومدى استمرار السلوك الإيجابي الذي تم اكتسابه بعد انقضاء فترة البرنامج. فمن خلال الخطوات العملية والمنهجية التي تم اتباعها نجحت البرامج في التخلص من السلوك السلبي المتمثل في العنف، وبالتالي فإن دعم السلوكيات الإيجابية القائمة على الحب والتسامح تعد من أبرز المقومات المكونة للسلوك الجيد المقبول والمحققة للتوازن الاجتماعي للفرد داخل بيئته. فالحب هو مفتاح لبوابة السلام النفسي والمجتمعي، إذ إن الحب من الحاجات الفطرية، وهذا ما أ كده ماسلو في تنظيمه الهرمي للحاجات الإنسانية، وتمثلت في الحاجات الفسيولوجية، وحاجات الأمن، وحاجات الحب والانتماء، والحاجة للتقدير، والحاجة لتحقيق الذات. وأكد على أن تدرج الحاجات هي الاحتياجات الأكثر أهمية في قاعدة الهرم.


Other data

Title تنمية الحب والتسامح لخفض درجة العنف لدى طلاب المرحلة الثانوية
Other Titles The development of love and tolerance to reduce the degree of violence Among Secondary School Students
Authors مها المصري محمد أبو رقيقة
Issue Date 2021

Attached Files

File SizeFormat
BB10044.pdf1.06 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 1 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.