إنسان نياندرتال في منطقتي وسط وشمال آسيا خلال العصر الحجري القديم الأوسط

Abstract

هاجرت بعض المجموعات النیاندرتالیة خارج أوروبا منذ حوالی 200 ألف سنة، وشغلت منطقتي وسط وشمال آسيا. تمثل منطقة جبال ألتاي بشمال آسيا أقصى امتداد شرقي وصلت إلیه تلك الجماعات فی قارة آسیا(حتى الآن)، وذلك طبقاً للدراسات المورفولوجية والجينية لبعض البقایا البشریة المُكتشفة بكلتا المنطقتين. بينت الدراسة تردد الجماعات النياندرتالية إلى منطقتي وسط وشمال آسيا خلال العصر الحجري القديم الأوسط في شكل هجرات مُتعددة منذ حوالي 190 الف سنة مضت (بكهف دينيسوفا) إلى حوالي 33.5 ألف سنة مضت (بكهف أوكلادينكوف)، وتم تمييز خمس هجرات حتي الآن. كما بينت الدراسة أيضاً انه لم يكن النوع البشري الوحيد الذي شغل كلتا المنطقتين خلال عصر البليستوسين المُتأخر، بل عاصر أنواع بشرية أخري (كالإنسان العاقل المُبكر والإنسان الدينيسي والإنسان العاقل الحديث) نتج عن هذا التعاصر حدوث تزاوج بين المجموعات النياندرتالية والأنواع البشرية المُعاصرة له، وربما كان ذلك العامل الرئيسي في تداخل السمات المورفولوجية للبقايا النياندرتالية بكلتا المنطقتين حيث تُظهر مزيجاً من السمات القديمة (المُرتبطة بالإنسان المُنتصب) والأكثر تقدماً (المُرتبطة بالإنسان العاقل). بالإضافة إلى، عرض انماط الصناعات الحجرية بكلتا المنطقتين والتي أظهرت تبايناً من حيث تصنيف الأدوات الحجرية وتقنية صناعتها. فقد تم تحديد عدة أنماط من الصناعة المُوستيرية بالمواقع التي تم الكشف بها عن بقايا نياندرتالية، مثل: موستيرية دينيسوفا المُبكرة، موستيرية دينيسوفا المتطورة، موستيرية سلينجور، موستيرية تيشيك-تاش، موستيرية تشاجيرسكايا، وأخيراً موستيرية أوكلادينكوف. إلى جانب، عرض البقايا الحيوانية المُكتشفة بمواقع العصر الحجري القديم الأوسط في وسط وشمال آسيا لمعرفة النظام الغذائي للمجتمعات النياندرتالية بكلتا المنطقتين. فقد تبين استناد أنشطة الكفاف للمجموعات البشرية (خاصة المجموعات النياندرتالية) على صيد مجموعة مُتنوعة من الحيوانات، كانت الأغنام البرية السيبيرية والماعز البري أكثرهم شيوعاً، الخيول البرية وكذلك الأنواع المُنقرضة مثل حيد القرن الصوفي والماموث الصوفي والبيسون وغيرها. كما ظهر نوع من التخصصية في صيد الحيوانات بعدد من تلك المواقع.