الإثبات الجنائى فى مجال الجرائم الناشئة عن استخدام شبكة المعلومات الدولية

Abstract

لا شك أن ثورة المعلومات أصبحت قوة لا يستهان بها فى أيدى الدول والأفراد, فضلا عن التطوير الهائل الذى شهده قطاعاً تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, والاندماج المذهل الذى حدث بينهما كان هو المحور الأساسى الذى قامت عليه هذه الثورة المعلوماتية( ). والواقع أن الثورة المعلوماتية ونتيجة للتقنيات العالية التى تقوم عليها, والتى تتمثل فى استخدام الحواسيب وشبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"( )، قد تركت أثراً إيجابيا وشكلت قفزة حضارية ونوعية فى حياة الأفراد والدول، حيث تعتمد القطاعات المختلفة فى الوقت الحالى، فى إعداد عملها بشكل أساسى على استخدام الأنظمة المعلوماتية، نظرا لما تتميز به من عنصرى السرعة والدقة، فى تجميع المعلومات وتخزينها ومعالجتها، ومن ثم نقلها وتبادلها بين الأفراد والجهات والشركات والمؤسسات المختلفة داخل الدولة الواحدة أو بين عدة دول، كما أصبحت هذه الأنظمة مستودعاً لأسرار الأشخاص المتعلقة بحياتهم الشخصية أو بطبيعة أعمالهم المالية والاقتصادية، وكذلك أمست مستودعاً لأسرار الدول الحربية والصناعية والاقتصادية، التى تعتبر على قدر من الأهمية والسرية. إلا أن هذا الجانب الإيجابى المشرق لعصر المعلوماتية، لا ينفى الانعكاسات السلبية التى أفرزتها هذه التقنية، والمتمثلة فى إساءة استخدام الأنظمة المعلوماتية، واستغلالها على نحو غير مشروع، وبصورة تضر بمصالح الأفراد والجماعات، وبالتالى بمصلحة المجتمع كله. حيث أدى هذا التطور الهائل إلى ظهور أنماط مستحدثة من الجرائم اصطلح على تسميتها بالجرائم الإلكترونية.