الجامعة الذكية مدخلً لتطوير وظائف التعليم الجامعي على ضوء متطلبات العصر الرقمي

Abstract

يمر العالم في العصر الحالي بمجموعة من المتغيرات التي أثرت على حياة المجتمعات في مجالاتها المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكان أبرزها الثورة الصناعية الرابعة وذلك بسبب تأثيراتها و سرعتها الجامحة واتساع مجال تأثيرها سواء على الأفراد أو المجتمعات أو الأعمال . وأصبح التحول الرقمي والاندماج بين الذكاء البشري والذكاء الآلي حديث الساعة ، وأهم ما يميز الثورة الصناعية الرابعة هو دمج العوالم الفيزيائية والرقمية والبيولوجية ، لذلك عرفت بأنها "ثورة الأنظمة الفيزيائية السبرانية" ، كما عملت على تطويع التكنولوجيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي واستخدام الربوتات ، والواقع الافتراضي ، وأنظمة الحوسبة السحابية ، والبيانات الضخمة والبيانات المترابطة ، والطباعة ثلاثية الأبعاد ، والتكنولوجيا الحيوية ، وانترنت الأشياء ، لتحقيق التحول الرقمي في شتى المجالات . ومن هنا فإن التعليم يشهد الآن مرحلة جديدة وثورة شاملة غيرت الأهداف وطرق التعليم والتعلم ، تتراجع فيها الأنشطة والتكنولوجيا القديمة لتحل محلها أنشطة وتكنولوجيا حديثة ذات صلة بالعملية التعليمية ومكوناتها وعناصرها ، واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مما أدى إلى ظهور التعليم الذكي . لما كانت المؤسسات الجامعية من أهم مؤسسات التعليم العالي والذي يعد قمة الهرم التعليمي في جميع أنظمة التعليم في العالم ، لذلك من الضرورة إعادة النظر في الأوضاع الحالية للجامعات ، حيث إنها منوطة بتحقيق رسالة متميزة في مجالات المعرفة والفكر وفي تكوين نخبة ثقافية تنطلق من ثقافة العصر واحتياجات وتوجهات المجتمع ، كما تسهم في حل مشكلات المجتمع وتنميته .