التحولات الاجتماعية والاقتصادية وانعكاسها على الاختيار للزواج في المجتمع المصري المعاصر دراسة سوسيولوجية في محافظة المنوفية

Abstract

إن التحولات العالمية المعاصرة بل والمستقبيلة تشكل تحديًا صارخًا أمام الأسرة المصرية مما يؤثر على بنيتها الاجتماعية. (إجلال حلمي، 1994، 13). حيث اتسم العصر الراهن بثورة معلوماتية عابرة للقارات وثورة معرفية لا تعرف الحدود فقد تطورت المعرفة العلمية بشكل مذهل وغير متوقع، وغيرت من ثوابت كادت تكون حاكمة لمنهجية الفكر الاجتماعي مثل "الزواج في ظل الحداثة". (أحمد مجدى حجازى، 2000، 92) حيث إن عصر الحداثة الذي نعيشه الآن أصبح مليئًا بالتناقضات. والدعوى إلى الوحدة ، وإلغاء الحواجز والفواصل بين الدول، لذا تعد الحداثة أحد التحديات التي تقف أمام بناء المجتمعات التقليدية ؛لأنها تحطم قدرات الإنسان فيها وتجعله إنسانًا مستهلكًا غير منتج، فضلًا عن التغيرات التي أحدثتها في شكل البناء التربوى ذاته الذي يسعى إلى إعداد فرد لعالم متغير تتنامى فيه النزاعات الفردية والاستقلالية والحرية والطموح وتغيير بعض الأفكار والمفاهيم المتعلقة بعملية التنشئة الاجتماعية وهذا ما دفع "إدوارد كورنيش " إلى استنتاجات خاصة بمستقبل الأسرة من حيث ازدياد معدل التفكك داخل الأسرة، انخفاض نسبة المتزوجين، والإحجام عن الزواج في كثير من الأحيان (Gamessm, Henslin, 1990, 504). حيث نجد اهتمام شديد لدى علماء الاجتماع في الغرب أو الشرق على السواء بالزواج وربما يكون مرجعه إلى التغيرات الواضحة التي طرأت على طبيعته وأهدافه وإلى المشكلات والأزمات والتحديات التي يواجهها، نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية والكونية التي تتعاظم يومًا بعد يوم. وربما يعود هذا الاهتمام كذلك إلى أن كثيراً من خبراتنا وعواطفنا ومشاكلنا تمتد جذورها في الحياة الأسرية التي نشارك فيها جميعًا بشكل أو بآخر. كما أن الانطلاق من تفهم قضايا الزواج المعاصر داخل الأسرة ومعاناتها في هذا العصر أمر لامفر منه خاصة إذا كانت الأسرة ستظل صاحبة الدور الحيوي في تشكيل قيم واتجاهات الإنسان المعاصر.