"تطور الفلسفة المشائية بعد أرسطو" "ثيوفراستوس نموذجًا"

Abstract

تُعُّد المدرسة المشائية واحدة من أكبر المدارس الفلسفية المؤثرة في تاريخ الفكر الفلسفي اليوناني، فمنذ تأسيسها على يد أرسطو، مرورًا بخلفائه على رئاستها وحتي إغلاقها نجدها قد عملت على إثراء الحياة الإنسانية بأفكار فلسفية ناقدة أسهمت في تنوير العقل البشري، وإمداده بطرق التفكير النقدي، والفحص الدقيق للأفكار والمعتقدات. وقد تناول ذلك البحث شخصية مهمة من شخصيات تلك المدرسة الكبري، وهي شخصية ثيوفراستوس الذي ترأس تلك المدرسة مباشرة بعد وفاة أستاذه أرسطو، الشخصية التي على الرغم من أهميتها وإسهامتها الفلسفية الواضحة فإنها لم تأخذ حقها في مكتبتنا العربية بالدراسة والبحث. في البدء نؤكد الدور الجوهري الذي لعبه ثيوفراستوس في التأريخ للاتجاهات الفلسفية اليونانية المبكره وحفظ أفكارها، فقد عمل في العديد من مؤلفاته، مثل : "الأراء الفيزيقية" و"المبادئ الأولي" وكذلك "في الإدراك الحسي" على التأريخ والتحليل لتلك الاتجاهات، وكانت نصوصه مصدرًا مهمًا في معرفتنا لتلك الاتجاهات. ومن ثم نستطيع القول إن ثيوفراستوس يُعد شخصية فلسفية مؤثرة أسهمت في حفظ التراث الفلسفي السابق عليه بمثل أهمية أستاذه أرسطو – الذي أدَّى دورًا مهمًا ورئيسًا في ذلك الشأن، وكذلك اللاحقين له أمثال "سمبليكوس" و"الإسكندر الأفروديسي"، وكذلك "سكتوس إمبريكوس".