استراتيجية توليفية قائمة على عادات العقل المنتجة لتنمية مهارات القراءة الابتكارية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية

Abstract

تعد القراءة الابتكارية وسيلة مُهمة للتفكير عامة وللتفكير الابتكاري خاصة، فهي تحقّق لدى المتعلم الفَهم الواعي للمادة المقروءة، وتجعله يتفاعل معها رابطًـًا معارفه السابقة بمعلوماتها، واستخدام ذلك في إيجاد حلول مختلفة لمشكلة ما، واختبار هذه الحلول وإمكانية تطبيقها، كما أنها تساعد الفرد على إنتاج ما هو جديد من أفكار جديدة، وإضافة تفاصيل أخرى لم تكن موجودة بالنص، وتساعد على حل مشكلاته، وتجعل القارئ حسَّاسًا للمشكلات فيطرح الأسئلة محاولاً الإجابة عنها. ونظرًا لأهمية القراءة الابتكارية للفرد بصفة عامة، فإننا نلاحظ أهميتها بالنسبة لتلميذ المرحلة الإعدادية بصفة خاصة؛ فهي تنشط خبراته السابقة، فيعمد إلى تنظيمها وترتيبها بشكل يساعده على إنتاج معرفة جديدة، كما تساعده على التوصل إلى معان ومضامين لم يكن الكاتب مشيرًا إليها، كما أنها تعمل على تنمية قدرة التلميذ على التوقع والتنبأ بمخرجات المادة المقروءة، والتعبير عن الآراء الشخصية حولها، والتعبير عنها في شكل آخر مختلف لما كانت عليه، كأن يكون مسرحيَّةً أو مَوقفًا طَريفًا، وإعادة أفكار المادة المقروءة بصورة جديدة، وتحديد الأفكار المَفقودة والزَّائدة فيها، فالتلميذ في ظل القراءة الابتكارية تحوَّل بالنَّص إلى مُستقبِل ومُرسِل في آن واحد؛ حيث يقرأ التلميذ النص ويحلله، ويفسره، ويضيف إليه بعض التفاصيل والأفكار، ويعدّل فيه، ويحوّره، ويغيّر قالبه إلى قالب آخر، كأن يجعله مسرحية أو قصة أو إلى أي شكل أدبي آخر، وبذلك يُقدّم التلميذ القارئ نصًا جديدًا لما يقرأ. ولكي يكتسب تلميذ المرحلة الإعدادية مهارات القراءة الابتكارية، فإن الأمر يتطلب تبنّى بعض التَّوجُهات الحديثة المعنيَّة بتنميَّة الابتكار لدى التلاميذ، ومن هذه التّوجُهات ما يُعرَف بعادات العقل المنتجة والمبدعة التى تُضيف جديدًا للأشياء وللمعرفة. وتهتم هذه العادات العقلية بالطرق التي يتم من خلالها إنتاج المعرفة على نحو جديد؛ فهي تجعل المتعلم قادرًا على تنظيم معارفه بصورة تجعله يحل مشكلاته، والاستفادة من مهاراته المختلفة في عملية التعلم بوجه عام. وتأسيسًا على ذلك فالعادات العقلية وثيقة الصلة بالابتكار، ومن ثَمّ بالقراءة الابتكارية؛ فالتلميذ فى ظل العادات العقلية ينظم بناءه المعرفى من خلال الربط بين المعارف الماضية