برنامج قائم علي التفكير الإيجابي لتعديل التوجه نحو المستقبل لدي عينة من طلاب الجامعة

Abstract

إن طلاب الجامعة بحكم المرحلة العمرية وما يتعرضون له من خبرات تعليمية يكونون أكثر ميلاً للنظر إلى مستقبل مجتمعهم على اعتبار أنهم أصحابه الحقيقيون، ومن ثم يكونون أكثر حرصًا على تغيير الواقع الماثل، وأكثر حساسية تجاه متغيراته، ويعد التفكير الإيجابي هدف تربوي هام لجميع الطلاب، لأهميته في مواجهة المصاعب والتحديات والأزمات التي يتعرض لها الطلاب في المرحلة الجامعية كالإجبار على دراسة تخصص معين إما بسبب مجموع الثانوية العامة ومكتب التنسيق أو لرغبة الأهل في ذلك التخصص لأنهم يرونه تخصص مناسب مستقبلاً لرفع اسم أبنائهم واسم العائلة، وحيث أن هناك تباين كبير بين المناهج وطرق التدريس في المدرسة والجامعة، ففي الجامعة يفترض على الطالب ألا يعتمد على المقرر الدراسي، ولا على ما يقوله الأستاذ الجامعي فقط، بل عليه أن يبحث باستخدام كل الوسائل للوصول إلى معلومات جديدة. ويشير سيلجمان وآخرون (Seligman,et al,2004:609) أن التفكير الإيجابي يساعد الطالب علي تخطى الفشل وتحمل التحديات المختلفة، حيث يعرف التفكير الإيجابي بأنه:"أسلوب ومهارة وفن يُمكِن للطالب أن يتعلمه ويتدرب عليه، وغالبية الطلاب يقعون في المنطقة الوسطى منه، وأقلية سعيدة من الطلاب تتزايد حظوظها من هذا النمط من التفكير". ويؤدي التفكير الإيجابي بالفرد إلى المقدرة على إدارة الأزمات ومشاعر إيجابية متفائلة ورؤية مُشرقة وانتقاء استراتيجيات المواجهة الإيجابية والضبط الشخصي للمشاعر والأفكار السلبية عند مواجهة مختلف التوترات وضغوط الحياة، ويتميز كذلك بالقوي والموارد النوعية الإيجابية التى تدعم السعادة والرضا عن الحياة. (على القريشي،2012: 249) والطلاب أصحاب التفكير الإيجابي طلاب متفائلون لديهم قدرات عالية لتذليل العقبات، وتحمل المشاق والمثابرة في مواجهة ضغوطات الحياة، وكذلك وضع الخطط التي تساعدهم لتحقيق النجاح، فهم يرفضون الاعتراف بالهزيمة أو العجز عند مواجهة التحدي، لذا اهتم البحث الحالي بمساعدة الشباب الجامعي على التوجه الإيجابي نحو المستقبل وذلك باستخدام بعض استراتيجيات التفكير الإيجابي المناسبة لموضوع الدراسة، وحل ما قد يظهر من مشكلات تعيق نجاحهم. إن اهتمام الفرد بمستقبله يعد من صميم تحمل المسئولية، والتفكير الإيجابي وترجمة هذه الأفكار إلى واقعٍ ملموس يؤدى بالفرد إلى تحديد أهدافه المستقبلية، فالإنسان يسير فى حياته دائمًا إلى الأمام وليس إلى الخلف فيلزم هذا التقدم أفكارًا جديدة كي يستطيع الفرد تنفيذ أهدافه المستقبلية، فالبحث عن المستقبل المشرق أمل كل فرد من أفراد المجتمع، كما أن الاهتمام بالتفكير الإيجابي والتفاؤل والاستبشار والأمل فى مستقبل أفضل يجعل الفرد يتوقع الأفضل ويرنو إلى النجاح. ( وليد حسين ،2018: 3)