تفعيل التشارك المعرفي في البحث العلمي لتحقيق الميزة التنافسية بالجامعات المصرية

Abstract

تعد إدارة المعرفة أحد أهم المداخل المستخدمة لتحقيق التميز والإبداع والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ، حيث يرتبط مفهوم إدارة المعرفة ارتباطا وثيقا بالتعلم التنظيمي الذي يشير إلى توسيع وتعميق المعرفة في إطار مناسب للمؤسسات الثقافية والتعليمية وذلك من خلال توفير البيئة التعليمية والتنظيمية التي تشجع مشاركة المعارف والخبرات، ووضع الخطط والأطر التنظيمية والاستراتيجيات والآليات التي تهدف زيادة قدرة الجامعات والمؤسسات التعليمية على التكيف مع المتغيرات السريعة في البيئة المحيطة ومواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين لكي تحقق أهدافها بشكل مميز وذلك من خلال تدعيم وتشجيع العوامل والمكونات التي تدعم التشارك المعرفي وبناء مجتمع المعرفة وتبادل المعارف بإعتبارها الحل الأفضل لتميز ورقي الجامعات ، فضلا عن كونها المورد الاستراتيجي الأكثر أهمية للمؤسسات في عالم ديناميكي متغير وتنافسي، من حيث إيجاد الميزة التنافسية والحفاظ عليها ، والاستفادة من الوعي والخبرة ورأس المال الفكري للموظفين، وتنمية الذكاء الاجتماعي لتطوير التعلم والابداع . وتبرز أهمية التشارك المعرفي في أن كل فرد داخل المؤسسة يمتلك معرفة ظاهرة ومعرفة ضمنية، ويجب عليه أن يتشارك كل تلك المعارف مع زملائه حتي يتم إنشاء معارف جديدة، حيث إن التشارك المعرفي هو الأساس الذي يمكن المؤسسة من تطبيق المعرفة والابتكار، كما أنه يؤدي دورا مهما في إدارة المعرفة . ولما أصبحت سمعة الجامعة ومكانتها تقاس بإرتفاع أداء أعضاء هيئة التدريس، وأن أي تطور وتنمية ومحاولة الارتقاء بالمستوى الجامعي لابد أن تمر بركائز أساسية من أهمها أعضاء هيئة التدريس باعتبارهم عماد العملية التعليمية التربوية، فهم الذين يقومون بإجراء البحوث التطويرية لحل المشكلات التي تبرز في المجتمع وتقديم الحلول والتوصيات ، فإن قيامهم بالتشارك العلمي والمعرفي والبحثي من شأنه أن يولد معارف جديدة مبتكرة تسهم في تحقيق ميزة للجامعة، خاصة في ظل تحول الجامعات من الأداء التقليدي إلي الأداء القائم علي المنافسة، والتحول بمخرجاتها من المحلية إلي العالمية ، وفي ظل ظهور التصنيفات العالمية للجامعات التي دعت كل جامعة إلي امتلاك أفضل الوسائل والأداءات في وظائفها الثلاث التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع بما يحقق لها السبق والتميز علي غيرها من الجامعات المنافسة، وزيادة قدرتها علي تنمية وتهيئة مخزون من رأس المال الفكري يضم اساتذة وقادة وعاملين مؤهلين للتفكير الاستراتيجي لتعزيز الأداء الأكاديمي لرفع جودة الخدمات التعليمية المقدمة، فبعد أن كانت المنافسة مقصورة علي جامعات العالم المتقدم دخلت المنافسة إلي الساحة المحلية فأصبح التنافس قائما بين الجامعات الخاصة مع بعضها البعض، والجامعات الحكومية وبعضها البعض، والجامعات الخاصة المحلية مع الجامعات الدولية أو الاقليمية، والجامعات الخاصة مع الجامعات الحكومية، وأخيرا تنافس كل ماسبق ذكره مع الجامعات الأجنبية التي أتت لتستثمر أموالها وتمارس خدماتها محليا، أو تلك التي تنشئ برامج تعليمية مشتركة مع جامعات محلية أو تستقطب الطلاب للدراسة بها بالخارج.