تنمية عادات العقل المنتجة مدخل لخفض الاحتراق النفسي لدى معلمات التربية الخاصة

Abstract

على الرغم من المستحدثات التي زخر بها الفكر التربوي وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية, إلا أن المعلم لا يزال وسيظل العامل الرئيسي في مدى فاعلية العملية التعليمية، فهو الذي ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها. وقد تزايدت أهمية المعلم في العصر الحالي نتيجة تطور المعرفة وثورة المعلومات وتعقد الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, ولم يعد دور المعلم يقتصر على نقل المعلومات والمعارف بقدر ما هو مرشد ومنسق لبيئة التعلم؛ ويعمل على تنمية قدرات الطلبة ومهاراتهم عن طريق تنظيم العملية التعليمية وضبط مسارها التفاعلي, ومعرفة حاجات الطلبة وقدراتهم واتجاهاتهم وطرق تفكيرهم وتعلمهم. وقد فرض الاتساع في ميدان التربية أدواراً جديدة للمعلم, كما أن التغيرات المعاصرة فى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من ناحية والتطور الذى لحق بالفكر والممارسات التربوية من ناحية أخرى قد انعكست على أدوار المعلم. ويعد معلم التربية الخاصة أكثر مصادر المدرسة أهمية, ولا يمكن أن يتحقق النجاح لأي منهج إذا لم تظهر المهارات المطلوبة في المعلمين الذين يقومون بتدريس المنهج, ويعد المعلم من أكثر الأشخاص وعياً بالمظاهر أو الخصائص السيكولوجية التي ترتبط بذوي الاحتياجات الخاصة, ويلعب دوراً مهماً في الكشف عن صعوبات التعلُم لدى الطلاب وبالتالي يسهم في إعداد البرامج العلاجية من خلال الأساليب العلمية. وتزخر بيئة التعلُم بالعديد من المتغيرات والجوانب المتنوعة التي تؤثر في أداء المعلم إيجاباً وسلباً, وتتنوع أبعاد هذه المتغيرات والتحديات في المؤسسات التعليمية, كما تتعدد جوانبها وصورها, وتؤدي التحديات والمشكلات التي تواجه المعلمين إلى العديد من الضغوط النفسية, وقد يصلون في مرحلة ما إلى ما يسمى الاحتراق نتيجة هذه الضغوط, وأكد العديد من الباحثين أن العمل في مجال التربية والتعليم يأتي في مقدمة المهن التي يمكن أن تخلق مشاعر الإحباط لدى العاملين لما تقتضيه من متطلبات النجاح مع التوتر والقلق الذي قد يولد لدى العديد من العاملين الشعور بالإحباط وقلة الإنجاز والنجاح، مما يؤدي بهم إلى الشعور بالضغوط النفسية والمهنية والوصول إلى الاحتراق النفسي.