طبيعة مسئولية المراكز الطبية الخاصة (دراسة مقارنة في ضوء القانون الليبي والقوانين المقارنة)

Abstract

يقصد بالمراكز الطبية بصفة عامة المكان الذي من خلاله يباشر الطبيب عمله الطبي المعترف به قانوناً. وتنقسم المراكز الطبية إلى مركز طبي خاص يجري فيه العلاج بمقابل، ومركز طبي عام يتم فيه العلاج بدون مقابل أو مقابل زهيد( ). فالمراكز الطبية تعتبر كل مكان أعد للكشف على المرضى وعلاجهم سواء أطلق عليه اسم مستشفى أو مصحة أو مستوصف أو دار استشفاء أو غير ذلك. ولهذا فإن كلمتي الكشف والعلاج كافيتان للتدليل من الناحية الموضوعية على الأماكن التي تعد مؤسسة علاجية، إذ العلاج يتسع ليشمل العلاج بجميع أنواعه مثل العلاج الجراحي وتقديم الأدوية، ونقل الدم أو أحد مشتقاته للمريض تبعاً لظروفه الصحية. فلا يشترط في المركز الطبي أن يكون عبارة عن مبنى ضخم مجهز بأحدث الأجهزة الطبية، وإنما يمكن أن يكون حجرة لإجراء الكشف الطبي على المريض، مثل عيادة الأسنان، والقيام ببعض الجراحات البسيطة مثل إجراء اللوزتين، أو ختان الذكور (الطهارة) أو الإجهاض لدواعي صحية. وقد تكون مسئولية المراكز الطبية عن الأعمال الضارة التي تصيب المريض جنائية، وقد تكون مدنية، وقد تكون تأديبية. وفي نطاق المسئولية المدنية، إما أن تكون مسئولية المراكز الطبية عقدية أو تقصيرية، بحسب ما إذا كان مصدر الالتزم الذي أدى الإخلال به إلى إصابة المريض بالضرر هو العقد، أو اللوائح والقوانين( ).