برنامج قائم علي الذكاءات المتعددة في علاج اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لدى الأطفال

Abstract

تًعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل العمر ، حيث يتم فيها إرساء المعالم الرئيسة للشخصية ، وتتبلور فيها فكرة الطفل عن نفسه ، ومفهومه عن ذاته ، ويكتسب فيها الطفل اتجاهاته الأساسية ، ويتعلم عاداته وأنماطه السلوكية التي تؤثر علي مراحل حياته اللاحقة ، وقد تظهر لدي بعض الأطفال في هذه المرحلة مشكلات مختلفة من الاضطرابات السلوكية التي تقلق الآخرين ، وتؤدي إلي حدوث العديد من المشكلات داخل الأسرة ، إضافة إلي الكثير من المشكلات التي تعوق تقدم الطفل أكاديمياً في المدرسة ،والتي منها علي سبيل المثال لا الحصر: اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد (ADHD). مشكلة الدراسة: وعليه بدا الاهتمام من الباحثين القائمين علي رعاية هؤلاء الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب بالأبحاث و الدراسات للحد من هذا الاضطراب , فقدت ظهرت العديد من النظريات التي حاولت العلاج و الحد من هذا الاضطراب بوجه عام فتعددت وجهات النظر في العوامل المفسرة له, و منها : إن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب هم ذوو قدرات سليمة إلا إن أسالبيهم المعرفية غير ملائمة لمتطلبات بيئة الدراسة , فهم ليسوا اقل قدرة من اقرأنهم , إلا إنهم يختلفون في أساليب استقبال المعلومات لوجود خلل في الطرق التي يستخدمها المعلمين مع هؤلاء التلاميذ , فالمتفق عليه تربويا إن عملية التعلم تتم في مستويات متتابعة يعتمد كل منها علي الأخر , و هذه المستويات تبدأ بالانتباه ثم إدراك المثير و التعرف عليه و تسجيله في الذاكرة, وكل هذه المكونات تعمل معا في علاقة دينامية تفاعلية, و هذا ما يفتقده التلاميذ الذين يعانون من اضطرابات قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد مما يترتب عليه عدم قدرتهم علي مواصلة التحصيل الأكاديمي و تكيفهم السلوكي مع اقرأنهم, لذا قدم "جاردنر" نظريته المعروفة بنظرية الذكاء المتعددة و القائمة علي استراتيجيات و فنيات تربوية متعددة تناسب كل ذكاء من الذكاء التي تكمن داخل كل تلميذ غير معتمدا فقط علي الذكاء العام كمحدد لاكتساب المهارات الأكاديمية. وعليه يعد من الأهمية التعرف علي استراتيجيات و فنيات تلك النظرية كمدخل للعلاج أو الحد من بعض الاضطرابات السلوكية بوجه عام, ومن ذوي اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد بوجه خاص , وهذا ما حدا الباحثة للاهتمام بدراسة استخدام استراتيجيات و فنيات الذكاء المتعددة في علاج اضطراب قصور الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لدي عينة من الأطفال ذوي هذا الاضطراب . والواقع أن نظرية الذكاءات المتعددة أحدثت منذ ظهورها ثورة في مجال الممارسة التربوية والتعليمية ، فقد غيرت نظرة المعلمين عن طلابهم ، وأوضحت الأساليب الملائمة للتعامل معهم وفق قدراتهم الذهنية ، كما شكلت هذه النظرية تحدياً واضحا للمفهوم التقليدي للذكاء ،ذلك المفهوم الذي لم يكن يعترف سوى بشكل واحد من أشكال الذكاء الذي ظل ثابتاً لدى الفرد في مختلف مراحل حياته ، فلقد رحبت نظرية الذكاءات المتعددة بالاختلاف بين الناس في أنواع الذكاءات التي لديهم وفي أسلوب استخدامها عن طريق إفساح المجال لكل صنف ، مما من شأنه أغناء المجتمع وتنمية ثقافته وحضارته ، ولقد كانت الممارسة التربوية والتعليمية قبل ظهور هذه النظرية تستخدم أسلوباً واحداً في التعليم لاعتقادها بوجود صنف واحد من الذكاء لدى المتعلمين الأمر الذي يفوت علي اغلبهم فرص التعلم الفعال ، وفق طريقتهم وأسلوبهم الخاص في التعلم. وإن تعدد الذكاءات لدى المتعلمين يقتضي إتباع مداخل تعليمية متنوعة ، لتحقيق التواصل مع كل المتعلمين الموجودين داخل الفصل الدراسي ، وهذا ما اهتمت به نظرية الذكاءات المتعددة .