التنمية المهنية لمعلمي المرحلة الابتدائية الأزهرية في ضوء مبادئ التعليم المستمر

Abstract

القرن الحادي والعشرين يشهد تقدمًا علميًا وتكنولوجيًا لم يسبق له مثيل على مر التاريخ، والتعليم الجيد هو الأداة المثلى لتحقيق النهضة في بلادنا العربية التي تعد أصل التقدم والحضارة والنهضة، ويعكس ما يقابلنا من تحديات عالمية وعربية ومحلية، وينبغي أن يكون للمدرسة موقف منه فكرًا وممارسة، تأصيلًا للهوية العربية في إطار عولمة مفروضة علينا، وعلى الأمة مواجهتها، والبحث عن مكان لها فيها، مكان مؤثر وفاعل لا تابع. وتعد المرحلة الابتدائية من أهم المراحل التعليمية في حياة الفرد، وهي الأساس الذي ترتكز عليه الدول في تكوين وإعداد الأجيال المقبلة. فهي أول مرحلة من مراحل التعليم، حيث تستقبل الطفل في أول عهده بالدراسة، وتتعهده بالتربية والتهذيب لوضع اللبنة الأولي في الجيل الناشئ، فتغرس فيه القيم والاتجاهات الكفيلة بتكوين المواطن الصالح القادر علي المحافظة علي التراث الثقافي والتقاليد، ونقلها من جيل إلى جيل؛ كما أنها تعد التلميذ لمتابعة الدراسة والتعليم في المراحل الدراسية التالية لها. فيمثل التعليم الابتدائى بداية السلم التعليمي؛ لذا يحتل مكانة مهمة، فهو السبيل إلى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن دون تفريق، وهو كذلك الخطوة الأولى في إعداد المواطن المستنير الذى يعرف ما عليه من واجبات وما له من حقوق، وفيه تتشكل شخصية التلميذ باكتسابه البدايات الأولى من المفاهيم والمهارات وبعض أساليب التفكير والقيم والاتجاهات التى تساعده على مواصلة تعليمه في المراحل التالية، وإعداده للحياة بمختلف جوانبها. وتمثل المرحلة الابتدائية الأزهرية القاعدة الأساسية للتعليم الأزهري، ويتوقف على نجاحها نجاح المراحل التالية لها (الإعدادية، والثانوية، والجامعية) ويتوقف تحقيق المرحلة الابتدائية لأهدافها في أي مجتمع على مستوى إعداد معلميها، حيث إن التدريس في هذه المرحلة يتطلب نوعًا من المقدرة والكفاءة التي يمكن تحقيقها عن طريق إعداد مهني خاص، كذلك لابد من متابعته الذاتية للجديد في مجال التخصص وبعض المجالات العامة، وهو ما يمكن أن نطلق عليه (التنمية المهنية) حيث إن المعلومات تتقادم مع مرور الوقت فلابد من تجديدها، كما أن المعرفة في تزايد مستمر وقد تناقص زمن تضاعف المعلومات؛ ولذلك أصبحت التنمية المهنية مطلبًا ملحًا لمعلم المرحلة الابتدائية وليس خيارًا، وتزداد أهميتها يومًا بعد يوم بسبب التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم كله، ويشهدها المجال العلمي والمجال التربوي في جميع دول العالم.