المسئولية المدنية في مجال زراعة الأجنة البشرية

رضوى سيد سليمان سليمان عشري;

Abstract


الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، فقد خلق الإنسان في أحسن صورة، بعد مروره بعدة مراحل في حياته الرحمية، فقد قال الله تعالى "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين"( )، فقد صور الله الإنسان في أحسن تقويم، وكرمه وحرم الاعتداء عليه أو إزهاق روحه وأصبحت أهم وظيفة للإنسان على الأرض هي عبادة الله وإعمار الكون، لذلك فإن غريزة حب البقاء لدى الإنسان تعد من الدعامات الأساسية للكيان البشري، فقد أصبح إنجاب الذرية مطلب حيوي لدى الأزواج، فهو زينة الحياة الدنيا، لذلك فقد عنيت مختلف الشرائع السماوية بتنظيم هذا المطلب وإخراجه في أفضل صورة له وهو الزواج.
وبناء عليه فإن عدم الإنجاب يخالف فطرة الإنسان، ذلك أن العقم يعد من أخطر المشاكل الاجتماعية التي تواجه الأزواج، ودائما ما يسعى الإنسان لمكافحته والتغلب عليه، وقد أصبح اليوم طرق ووسائل التغلب عليه كثيرة ومتطورة، فقد قدم التقدم العلمي إمكانية التغلب على العقم عن طريق ما يسمى بالإنجاب الصناعي، والذي فتح باب الأمل أمام الأزواج في الإنجاب.
فقد أدى التقدم العلمي في المجال الطبي عامة وفي مجال الإنجاب الصناعي خاصة إلى اكتشاف وسائل عديدة يمكن من خلالها مكافحة العقم وأسباب عدم الإنجاب الأخرى لدى الأزواج بل والتغلب عليها وتحقيق آمالهم بالحصول على الذرية، وازدادت نسبة نجاح هذه العمليات، بل وتقدمت تقنيات الإنجاب الصناعي وتوصل الأطباء لحفظ النطف والبويضات لمدة طويلة دون تلف، ثم بعد ذلك تم التوصل إلى إمكانية حفظ وتجميد البويضات المخصبة في بنوك الأجنة على أن تعاد لها الحياة مرة أخرى عند الحاجة إليها، ولقد كان لوجود الأجنة المجمدة خارج الأرحام أكبر الأثر في إمكانية إجراء الفحوصات عليهم بل واكتشاف الأمراض الوراثية والعيوب والتشوهات الخلقية بل وعلاجها بإجراء بعض التدخلات الجراحية عن طريق التشخيص الجيني، والذي أصبح بإمكانه تحديد جنس الجنين بل وانتقاء مواصفاته، إلا إن حفظ النطف والبويضات في تلك البنوك، جعلها أكثر عرضه للاختلاط بغيرها الأمر الذي ينتج عنها اختلاط الأنساب، أو تعرضها للإصابة بالفيروسات والأمراض المعدية، الأمر الذي ينتج عنه أطفال مشوهه( )، كما جعل منها سلعة تباع وتشترى، ونقل تلك البويضات المخصبة في أرحام غير رحم صاحبة البويضة التقنية التي عرفت بالحمل لحساب الغير أو إيجار الأرحام، وخضوع تلك الأجنة إلى التجارب العلمية والعلاجية، وذلك لمواصلة التقدم العلمي واكتساب المعارف العلمية من أجل مكافحة العقم، بل وأجازت بعض الدول تخليق بويضات مخصبة من أجل إجراء التجارب العلمية عليها.


Other data

Title المسئولية المدنية في مجال زراعة الأجنة البشرية
Other Titles لا يوجد
Authors رضوى سيد سليمان سليمان عشري
Issue Date 2021

Attached Files

File SizeFormat
BB11219.pdf1.21 MBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 3 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.