برنامج تدريبي للطالبة المعلمة لإنتاج الكتب التفاعلية لتنمية بعض الجوانب العقلية المعرفية لطفل الحضانة

Abstract

تمثل مرحلة الطفولة المبكرة أهم فترة في حياة الإنسان, فالطفل خلال هذه الفترة يُكوَن الأرض الخصبة لإدراك وتنمية المهارات المختلفة, فهى الأساس المتين الذي يُشيَد عليه بنيان عظيم فيما بعد. وتعد القدرات العقلية لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة من أهم القدرات التي يجب أن نوليها الإهتمام والرعاية, لذا وجب علينا توفير البيئة الغنية بالمثيرات الحسية والمتنوعة والتي تسهم في نمو المدركات العقلية المختلفة والتي يكتسب منها الأطفال المعلومات والمعارف المتعددة بأسلوب تربوي قائم على الفهم والتدريب من خلال اتباع الاستراتيجيات التربوية الحديثة التي تسهم بصورة أو بأخرى في احتفاظ الطفل بتلك المعلومات والمعارف والبيانات المختلفة مما يسهل استدعاؤها فيما بعد واستناداً لفلسفة منتسورى فإن تربية الحواس تعتبر أفضل المداخل للعمليات الفكرية – وأفضل مدخل للنمو, فالأطفال في المرحلة ما بين (3-6) سنوات يتعلمون من خلال جميع حواسهم عن طريق اللمس والشم ورؤيه وسماع وتذوق العناصر الموجوده فى البيئة المحيطة بهم فهذه التفاعلية من خلال الحواس تكسبهم معلومات قيمة عن عالمهم وتكسبهم الخبره والمعرفة التى تبنى عليها فى وقت لاحق (Johnson, 2010, 76), وبشأن هذا الصدد إشارت دراسة " لويز باركس" Louise Parks (2014) إلى أن تعليم طفل الحضانه من خلال حواسه يؤدى إلى تنمية الإدراك والتفكير لديه ويساعد فى التنمية المعرفية المتعلقه بالتفكير والاستكشاف. ونظراً لأهمية التنمية العقلية المعرفية لطفل الحضانه وأهمية اكتسابه المهارات الحسية المختلفه والمعارف المرتبطه بها, كان لابد أن يكون هناك دور واضح من قبل التربويين والقائمين على تعليم طفل الحضانة, وهذا ما تحاول الدراسة الحالية تحقيقة حيث تسعى إلى تنمية الجوانب العقلية المعرفية لطفل الحضانة, وذلك باستخدام نوع جديد من الكتب يطلق عليه اسم "الكتب التفاعلية" وهى شكل جديد من أشكال أدب الأطفال التفاعلي, ويرجع اختيار الباحثة لهذا النوع من الكتب إلى أنها تعد ركيزه أساسية في اكتساب المعرفه وتقريب مبادىء العلم للأطفال وتوسيع أفاقهم المعرفية, فهى تحتوي على العديد من الأنشطة التفاعلية التي تستثير انتباه الأطفال ودافعيتهم للتعلم وتزويدهم بالمعلومات والمهارات والسلوكيات الوظيفية, وتعتمد على أسلوب التعلم الذاتي وهو أسلوب من الأساليب التي تسهم في تحسين قدرة الأطفال على تعلم المهارات المختلفة, كما أنها تعمل على تنمية الإدراك والتواصل البصري, وتنمية المخيله الذهنية, والحصيلة اللغوية, والشعور بالمسؤوليه, وتنسيق الحركة, وحسن تقدير الذات, فهي وسيلة مثاليه للطفل للتعلم والاستمتاع بوقته. هذا بالإضافة إلى أن هذا النوع من الكتب يعتمد على إعطاء الطفل دوراً إيجابياً في عملية التعلم, وتتفق أُسسها مع ما جاءت به مبادىء التعلم النشط حيث أنها تدعو الطفل إلى المشاركة والتفاعل والاستخدام المتكرر فتجعلهم أكثر متعه وأكثر دافعية للتعلم. وعلى الرغم من هذه الأهمية للكتب التفاعلية إلا أن هذه النوعية من الكتب لم تلق اهتماماً كبيراً داخل الحضانات, ولا يزال هناك نقص شديد في إنتاجها. وانطلاقاً من الدور الهام للكتب التفاعلية في تربية وتعليم الأطفال بصفة عامة وطفل الحضانة بصفة خاصة, واستناداً إلى ما أشارت إليه نتائج البحوث والدراسات السابقة من أهمية الكتب التفاعلية في تنمية الجوانب العقلية المعرفية, جاء الاهتمام بتدريب الكوادر البشرية على إنتاجها. ونظراً لأن المعلمة هى محور العملية التعليمية وهى المحرك الأساسى لها, كان هذا الاهتمام بضرورة إعدادها قبل الخدمة للتعامل مع طفل الحضانة وتدريبها على تقديم الأنشطة التى تساعد على تنمية هؤلاء الأطفال وفقاً لما يناسب قدراتهم وإمكاناتهم وطبيعه نموهم العقلي فى هذه المرحلة