رواية المهجر العراقي الحديث دراسة سردية – نماذج مختارة

Abstract

لقد أصبحت روايات المهجر تعكس التجربة التاريخية للأدب العراقي ، وقد استطاعت تلك الروايات أن تجعل لها مكانة قوية وصوتاً أدبياً مختلفًا ينبض بالعروبة الأصيلة وحب العراق ، وأصبح ذلك المنجز الروائي المهجري في طليعة المنجز السردي العراقي والسرد العربي في الوقت المعاصر ، إذ أنّ ظاهرة المهجر التي تجلّت في الآونة الأخيرة على الساحة العربية والعراقية بشكل خاص كانت مصدر غزارة للإنتاج الروائي من ناحية أهمية الظاهرة وتداعياتها ومضمونها التي طرحتها روايات المهجر ، حيث تعد تلك الروايات وثيقة أدبية هامة في عالم الأدب شديدة الصلة بالمجتمع العراقي، أخذت على عاتقها إعادة التاريخ المعاصر للعراق وتداعيات الحروب المتكررة التي خاضها وعانى منها المواطن العراقي ، كما وأخذت على عاتقها مناقشة الكثير من القضايا والاجتهادات في تقديم رؤى وأفكار وتصورات عن التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي . وقد اقتضى توضيح عناصر السرد في رواية المهجر العراقي الحديث أن تتوزع الدراسة إلى تمهيد وأربعة فصول وخاتمة، وقف التمهيد على مفهوم المهجر الحديث في الروايات المعاصرة والشوط العراقي ، وجاء الفصل الأول الرواي المهاجر في أربعة مباحث وهي : الروائي / الراوي ، تعددية الأصوات ، تجربة المهجر ، وصورة الذات في مرآة الآخر ، أمّا الفصل الثاني فقد درسنا تقنية الزمان وارتباطها بالمكان من خلال الزمن وجماليات المكان الأصلي ومشاهد أماكن المنفى ومفارقات الاختلاف ، وجاء الفصل الثالث في الأيديولوجيات المسيطرة والاتجاهات الفكرية في حين كان الفصل الرابع يدرس جماليات اللغة والتشكيل السردي من خلال طبيعة اللغة والتهجين الثقافي والشخصية وشعرية الوصف وحركية الحوار، وختمنا بعرض لنتائج الدراسة . وخلصنا إلى أن الإبداع الروائي في المهجر سرديا لدى الروائيين العراقيين باعتباره قوة خفيّة جعلت ملاحظاتهم وأفكارهم تنبثق كصور حيويّة للحياة في المهجر، وكان للنسق السلطوي والسياسي وما رافقه من تحولات في الوعي والفكر بعد هجرة الروائيين العراقيين له الحضور الواضح وهو المرتكز في بلورة الرؤى الأيديولوجية والفكرية، وعليه كان النمط الثابت في تلك الروايات مليئا بالأوجاع والتشتت والغربة وشعور بشيء مفقود، وهذا أنتج شخصيات أغلبها مصابة بضعف الإرادة والاستسلام والهشاشة وسهولة الانكسار من الداخل، ومع كل ذلك فإنَّ روائيي المهجر قد تجاوزوا واقعهم ولجأوا إلى الإبداع الروائي مصلحين ما تفشى في واقعهم وموضحين تداعيات الهجرة وأثرها الإيجابي والسلبي بواسطة اللّغة من خلال نسج صور تحوّل شيفرات النص الداخلية إلى تقنيات و تعبيرات عازفين على وتر الواقع بكل تناقضاته دون خوف وتنكيل واضطهاد .