إستراتيجية تعليمية مقترحة قائمة على نظرية النَّظم لتنمية المفاهيم النحوية والبلاغية، وأثرها في الأداء الكتابي لدى طلاب المرحلة الثانوية بمملكة البحرين

Abstract

تغيرت النظرة إلى اللغة من مجرد اعتبارها وعاء الفكر وأداة للتعبير، إلى مفهوم أوسع وأعمق يتمثل في النظر إليها كطريقة في التفكير، وأداة لفهم العالم. وطريقة يفسر بها الإنسان ما يدور حوله. فبدون اللغة لا يمكن أن يفصح الإنسان عن ذاته، ولا أن يصف العالم حوله. وتحظى المفاهيم النحوية بمكانة مهمة بين علوم اللغة العربية، فالمفاهيم النحوية تصورات مجردة للقواعد والتعميمات تصف الجمل والكلمات في حال الاستعمال، وتبلور اللغة في قوانين عامة، وهي تضع المعايير النظرية العامة للغة، وتصمم تلك المعايير التي يتم بها سلامة القراءة، والكتابة، والتحدث، والاستماع. وترتبط ارتباطًا وثيقًا باللغة ودراستها، فهي إحدى وسائل تعلم اللغة، فدرس النحو والبلاغة وسيلة إلى ضبط الكلام، وتصحيح الأساليب، وتقويم اللسان، وكذلك الكتابة، وصحة فهم المقروء كما تحظى المفاهيم البلاغية بمكانة لا تقل عنها، فهي تتعامل مع النصوص الأدبية من حيث هي إبداع لغوي، ومن حيث هي بناء لغوي؛ لأن البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال، والقدرة على الإفهام، وتعتمد على بيان وجوه تحسين الكلام وإبرازه في صورة جميلة، كما أن لها دورًا في التمييز بين الجيد والرديء من منظوم ومنثور كلام العرب، بالإضافة إلى التدريب على صناعة الأدب وتأليف الجيد من المنظوم والنثر وتساعد الطلاب على تنمية التذوق الأدبي لديهم، والوقوف على مظاهر الجمال للصور البلاغية في الأساليب العربية الرفيعة كالقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والشعر، والنثر، وتوسع دائرة الخيال لدى الطلاب من خلال تحليقهم في الصور البيانية المتمثلة في التشبيه، والاستعارة، والكناية. وعلى الرغم من أهمية المفاهيم النحوية والبلاغية إلا أنه لايزال هناك ضعف لدى الطلاب في تلك المفاهيم، لذلك سعت كثير من البحوث والدراسات لمعالجة هذا الضعف من خلال استخدام الإستراتيجيات والبرامج والنظريات المختلفة. وهذا البحث هو أحد هذه البحوث والدراسات التي سعت لحل مشكلة ضعف الطلاب في المفاهيم