العدالة فى مسرحيتى"انهيارعلى الرصيف الشمالى" و"فساد فى قصرالعدالة" للكاتب الإيطالى أوجو بتى ( دراسة فى ضوء علم اجتماع الأدب )

Abstract

تتناول المقدمة الحديث عن علاقة الأدب بالقضاء ، حيث توجد علاقة وثيقة بين الأدب الإيطالى والقضاء، وأول من تحدث عن هذه العلاقة هو الكاتب الإيطالى "جوفاني برونيللي" عندما قام عام 1906 بتحليل رواية " تاجرالبندقية" لشكسبير ليناقش من خلالها العلاقة بين القانون الوضعى والتفسير القانونى والأخلاقى، وكذلك أكد دارسون آخرون وجود علاقة متبادلة بين الأدب الإيطالى والقضاء مثل : بييرو كالامندراي ، أنتونيو داماتو، و فيروتشو بيرجوليزى. تتناول المقدمة أيضًا التعريف بالكاتب أوجو بتى و التكوين الفكرى والأدبي له وأهم أعماله. الفصل الأول وعنوانه : العدالة والمشاكل الوجودية والاجتماعية: ينقسم الفصل الأول إلى ثلاثة مباحث ويتناول مناقشة القضايا التى يعرضها الكاتب فى العملين محل الدراسة.

فى المبحث الاول وعنوانه العدل والظلم، قمنا بتوضيح رؤية الكاتب للعدالة، على الرغم من أن بتى كان قاضيا فإنه لايؤمن بالعدالة الإنسانية، حيث يؤكد فى المسرحيتين أنه لا توجد عدالة حقيقية فى هذا العالم لأن العدالة الإنسانية دائمًا ما تكون معيبة، وعاجزة عن الوصول للحقيقة. فى مسرحية "انهيار على الرصيف الشمالى" يسلط "بتى" الضوء على الظلم الاجتماعي والفساد والفقر فى إيطاليا بين الحربين العالميتين ويؤكد عدم جدوى القانون لتحقيق العدالة بين الناس و أن الرحمة هى الشكل الوحيد لتحقيق العدالة فى ظل مجتمع يعانى فيه الأفراد من الظلم الاجتماعى وعدم المساواة، أما فى "مسرحية فساد فى قصرالعدالة" يسلط "بتى" الضوء على مساوئ النظام القضائى مثل الفساد والابتزاز والنفاق الذي ساد فى نظام القضاء الإيطالى بعد الحرب العالمية الثانية ، مؤكداً عدم كفاءة القضاة فى إصدار الحكم على المواطنين، حيث يرى الكاتب أن قصرالعدالة يعد مؤسسة من المؤسسات الدنيوية التى يحكمها الإنسان بصفته قاضياً بين الناس ، و القضاة غيرمنزهين عما يقع فيه الناس العاديون من أخطاء.