التأثيرات النفسية والثقافية والإعلامية الناتجة عن العلاقات المتبادلة بين السائح والمجتمع المضيف

Abstract

يعيش العالم فترات تطور وتحول سريع علي كافة المستويات، ومع هذا التغير الجديد الذي لمس كافة جوانب الحياة بدأت صناعة السياحة تنمو بشكل سريع وضخم. ونظرا لخطورة ما تحدثه السياحة من تأثيرات علي الجوانب النفسية و الاجتماعية والثقافية للمجتمع المضيف أهتم علماء النفس والاجتماع والأنثروبولوجي بدراسة هذه التأثيرات، وانقسمت الأراء حول ذلك فبعضهم رأى أن للسياحة والاحتكاك بالسائح تأثيرا سلبياً علي المجتمع المضيف لما له من تأثير علي سلوكيات وعادات الشعب وتقاليده، والبعض الأخر رأى أن السياحة تأثيراً ايجابياً حيث تكسب الدول المضيفة المعارف والخبرات والمهارات المختلفة وتتيح فرصة الاتصال بالدول المتقدمة حضاريا واقتصادياً لذلك فهي وسيلة هامة من وسائل الاتصال الفكري والتبادل الثقافي و النفسي وأداة لإيجاد روح التفاهم والتسامح بين الشعوب وهو ما يعنى أن مختلف الجوانب النفسية والثقافية في البلد المضيف لابد وأن تتأثر بقدوم السائح حيث يحدث نوعا من الاتصال الثقافي والتفاعل السلوكي بين السائح والمضيف فالسائح عندما يأتي إلي المجتمع المضيف ويدخل في علاقات مع أبناء المجتمع المضيف الذين لهم أنماط سلوكية وطرق حياة تختلف تماما عن نمط الأفكار والقيم التي تكون لدى السائح يحدث نوعاً من التفاعل الثقافي أو المحاكاة أو التقليد بين السائح وأبناء المجتمع المضيف كما يحدث نوعاً من التقليد للسمات المادية مثل (الملابس، والمقتنيات المادية كالسلع المستوردة) والسمات اللامادية مثل (بعض العبارات والتحيات ومحاولة تعلم اللغة). ولا نغفل دور وسائل الإعلام المختلفة في توجيه وتشكيل تلك العلاقات المتبادلة بين السائح والمجتمع المضيف، والتي تؤثر علي اتجاهات ومواقف المجتمع المضيف للسائح، وتغيير الاصول المعرفية وإحلالها بأصول معرفية جديدة بدلا منها، كما لوسائل الإعلام المختلفة دور في إبراز التأثيرات النفسية والثقافية للسياحة علي المجتمع المضيف.