التأصيل التاريخي والأساس الفلسفي لمبدأ المساواة (في الفكر الوضعي والفكر الإسلامي)

Abstract

المساواة لفظ خالد ومعنى عظيم يتمتع بمكانة كبيرة وتقـدير بـالغ لـدى بنـي البشـر، فالمضطهدون يتوسمون فيه الأمل والسعادة، والمصلحون يهتفون به كشـعار ليزيح الحـواجز والفروق المصطنعة والمفتعلة ما بين الناس( ). وتعتبر المساواة هي الدافع الأساسي لكثير من الثورات قديمـًا وحديثًا، فما أكثر ما تهفو قلوب البشر إلى نوع من التساوي في الحظوظ والأرزاق، وعدم التمييز بينهم بسبب اختلاف ألوانهم، أو أجناسهم، أو أصلهم، أو لغتهم، أو عقيدتهم، أو ثروتهم( ). والإنسان كائن اجتماعي ويمتلك بطبيعته العديد من الحقوق والحريات التي تثبت له بموجب إنسانيته، كما يلتزم بمجموعة من الواجبات التي تفرضها عليه الحياة الاجتماعية المنظمة، ويأتي دور مبدأ المساواة باعتباره الضابط الأهم لإعمال تلك الحقوق والواجبات دون تمييز أو تفرقة تستند إلى اللغة، أو الدين، أو العرق، أو الجنس، أو الوضع الاجتماعي، أو الانتماء السياسي، وغيرها من صور التمييز التي يصعب حصرها.