كتاب " المنح السامية في النوازل الفقهية " للفقيه النوازلي المهدي الوزاني الفاسي المغربي ) ت 1342 هـ - 1923 م ( دراسة و تحقيق

Abstract

الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلقاه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين. أما بعد، فهذه مقدمة الرسالة تشتمل على عدة محاور في كتاب « االمنح السامية في النوازل الفقهية » للإمام محمد المهدي الوزاني (1342هـ)، وأسأل الله التوفيق والسداد في جميع أعمالنا، آمين، اللهم آمين. أولا : أهمية الموضوع: إن من القضايا المسلمة والحقائق الثابتة لدى كل مسلم أن الشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع السماوية وعامة لجميع البشر وشاملة لكل الحوادث والتصرفات. ومعلوم أنها لم تنص على حكم كل واقعة من الوقائع بل قيل: إن ذلك غير مقصود عقلا، وإنما جاءت بالنص والتفصيل على الأمور التي تحتاج إلى التنصيص كأصول العقيدة والعبادة وأسس المعاملات وبعض العقوبات المقدرة تلك الأمور التي لا تتغير بتغير الزمان أو تختلف باختلاف العرف والمكان, وما عدا ذلك مما هو قابل للاختلاف بينت مبادئه الأساسية، وأصوله الكلية، وقواعده العامة، ثم تركت التفصيلات فيه للاجتهاد، الذي فتح بابه لكل من استوفى شروطه ومؤهلاته. ومن هنا كان الاجتهاد في النوازل ضروريا من ضروريات هذه الشريعة وعنصرا حيويا من عناصر بقائها وخلودها، وهو سر مرونتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان. وقد كان للعلماء المغرب والأندلس مزيد اعتناء بهذا الفن من التأليف والبحث، فكثرت مؤلفاتهم في هذا الباب، ومن أهم المؤلفات التي كتبت: "الأحكام الكبرى" لأبي الأصبغ عيسى بن سهل الغرناطي، و"أحكام" أبي المطرف عبد الرحمن الشعبي المالقي، و"مسائل" أبي علي حسن ابن زكون، و"نوازل" أحمد بن سعيد ابن بشتغير اللخمي اللورقي، و"فتاوى" ابن رشد الجد، و"نوازل" ابن الحاج التجيبي، القاضي الشهيد، و"نوازل" أبي الوليد هشام بن أحمد الهلالي الغرناطي؛ المعروف بابن بقوي، و"أجوبة" ابن ورد التميمي، و"فتاوى" القاضي عياض السبتي، و"نوازل" الفقيه عبد الحق بن عبد الله ابن دبوس اليفرني، قاضي فاس( ) . ومن أشهر كتب النوازل فيما بعد: فتاوى أبي القاسم بن أحمد التونسي البرزلي. ومن العلماء النوازليين في القرن الرابع عشر الهجري العشرين الميلادي, الذين امتلأت المكتبات بفتاواهم وأبحاثهم، وصنفوا وألفوا وعم نفعهم الأقطار: جعفر بن إدريس الكتاني، ومحمد بن رشيد العراقي، وعبد الرحمن ابن القرشي الإمامي، وأحمد بن محمد الرهوني، وأحمد بن المأمون البلغيثي، ومحمد بن أحمد العلوي الإسماعيلي، ومحمد بن الحسن الحجوي، ومحمد بن عبد السلام السائح، ومحمد الراضي السناني، وأحمد الزواقي، وأحمد ابن الفقيه الجريري، ومحمد المكي البطاوري، وعبد الأحد بن عبد الحي الكتاني... وغيرهم من الفقهاء الكثير، خاصة الذين مارسوا القضاء في تلك الفترة، فكل من هؤلاء ترك نوازل تبلغ مجلدا أو مجلدات.