"تقويم محتوى منهج التاريخ فى المرحلة الثانوية فى ضوء طبيعة التاريخ "

Abstract

تُسهم دراسة التاريخ فى زيادة فهم التلاميذ لمجتمعهم الذى يعيشون فيه ويوقفهم على القوى المؤثرة فيه , ويزيد من مشاركتهم فى الحياة اليومية , كما انه يساعد فى تفسير الحاضر , وزيادة فهمهم لمشكلاته والتفكير فيها تفكيراً يستند إلى العلم والمعرفة ؛ فدراسة التاريخ لا تعطى حلولاً للمشكلات لكنها تزود التلاميذ بالأُسس التاريخية لهذه المشكلات وأساليب دراستها , وهذا من شأنه أن يعَد مواطناً مستنيراً , ويتطلب النظر الى مادة التاريخ على أنها ليست ثابتة ومحددة وتعطى لذاتها ولا تراعى ظروف الحاضر واتجاهاته, بل النظر اليها على انها مادة ترتبط بحياته وتسهم فى فهم مشكلات هذه الحياة , وهذا من شأنه أن يجعل المادة وظيفية , وتساعد على تنمية المواطنة المستنيرة. ومنهج التاريخ يسهم فى إكساب التلاميذ مهارات متنوعة تساعدهم على التفاعل بإيجابية مع ما يدور حولهم من أحداث , فهو ينمى لديهم مهارة قراءة المصادر وتحليلها ونقدها, والحكم على مدى صدقها من كذبها , ومعرفة مدى قبول دليل أو تفسير أو وصف تاريخى أو رفضه . فالتاريخ ينبغى أن لا يركز على تعليم وتعلم الحقائق والمعارف فقط – مع أهميتها – بل يجب ان يركز على وظيفة هذه الحقائق والمعارف , بحيث تخدم التلميذ فى حياتة, فيفهم ما يجرى من أحداث , وما تطرح من تفسيرات متصارعة , وما تقدم من أدلة متنوعة , وما تقال من أوصاف لأشخاص أو دول أو حكومات , ويفهم ما تطرحه كل يوم وسائل الاعلام المتنوعة من آراء وتفسيرات , فلا يقبل منها إلا ما يخضعه لعملية التحليل والتقويم والنقد والبناء .