البعد البيئي فى الرسوم المتحركة وأثرها على نمو الكلام عند الطفل

Abstract

الطفولة هي أول مراحل بناء شخصية الإنسان. والمجتمع المتقدم هو الذي يدرك أهمية هذه المرحلة وأثرها علي مستقبل الفرد والمجتمع فإعداد الأطفال ورعايتهم من كافة الجوانب هو إعداد المواجهة للتحديات الحضارية التي تقرضها مقتضيات التغير السريع الذي نواكبه في الآونة الأخيرة. وتتميز مرحلة الطفولة بالنمو اللغوي المتسارع, فالنمو اللغوي في هذه المرحلة يكتسب أهمية خاصة من حيث تطوير قدرة الطفل علي التغير والمضي قدما باتجاه التوافق الشخصي والاجتماعي والنضج العقلي. ورغم أن لغة الطفل ومظاهرها الدلالية قد أصبحت تشكل المجال الخصب لكثير من الدراسات ذات التوجهات المتباينة أحيانا والمتماثلة أحيانا أخري في كل من مجالي علم النفس اللغوي والتربية الخاصة, إلا أن هناك شبه إجماع علي أن تأخر اللغة واضطرابها يعزي لأسباب مختلفة تعود في معظمها إلي عوامل بيئية أسرية أو نفسية. وتكثر مشاهدة الأطفال للتلفاز وبالأخص الرسوم المتحركة حيث تلعب دورا هاما في بناء شخصية الطفل حيث تقدم لهم المعلومات من خلال قصة قصيرة مثيرة وجذابة مدعومة بالرسومات المتحركة ولذلك فهي تعد وسيله هامة لغرز القيم والموروثات للأطفال، فهي لم تعد فقط وسيلة من وسائل الترفية للأطفال وإنما أصبحت لها أبعاد أخري تؤثر علي أطفالنا تأثيراً إيجابياً أو تأثيراً سلبياً. وللرسوم المتحركة القدرة على جذب الطفل من خلال الخيال والتقنية التي تميزها فتجعله جالساً أمام شاشات التلفاز لعدة ساعات يشاهد برامجه المفضلة ويندمج معها كأنها جزء من الحقيقة فتؤثر في نفسيته وعقله وانطباعه عن واقع الحياة، وقد بات التلفاز يشكل مصدر قلق وخوف للأهل فهم يشاهدون أطفالهم يصبحون مجرد دمى تخضع لشروط المجتمع الاستهلاكي