التصوف العرفاني في الأندلس وأبعاده السياسية والثورية منذ القرن الرابع وحتى السادس الهجري: نماذج تطبيقية

Abstract

يختزن الخطاب الصوفي أبعادا سياسية ودينية متعددة ومتنوعة، وكان عنصرا ضروريا للتوازن بين فئات المجتمع، فقد تشكل التصوف، وانطوى على أبعادا اجتماعية وسياسية كشفت عن معاناة الواقع، ولذلك لم يكن المتصوفة يوما بمعزل عن واقعهم الاجتماعي والسياسي. وقد ظلم التصوف الإسلامي كثيرا، تارة بتجاهله-رغم كونه وحده حقق بجانب الفكر الفقهي والأصولي، ذلك الحضور الأكبر المستمر في تاريخ الإسلام-، وتارة باتهامه بالسلبية والهامشية، مع أنه ليس ظاهرة مهمشة وجامدة، وإنما هو حركة دينية وفكرية أثرت وما زالت تؤثر في الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية. ويؤكد بولس نويا (Paul Nwyia) أنه: "توجد في التاريخ الديني للعالم الإسلامي مغامرة كبرى وحيدة لها قيمة كونية وارتقت بالإسلام إلى مستوى بحث حقيقي عن المطلق، هي مغامرة الروحانيين المتفق على تسميتهم بالصوفية" ويعترف بفضل المتصوفة، إذ إنهم أنشأوا بخبراتهم الذاتية والممارسات الحياتية لغة خاصة لهم، وهي لغة حية مليئة بمعان عميقة ذات صبغة ذاتية ملموسة". واشتمل الخطاب الصوفي في الأندلس على منطق الثورة؛ وحمل توجها سياسيا واضح المعالم؛ تدرج باستخدام الطابع النقدي على الصعيد السياسي والمستوى الاجتماعي ثم تجاوز مجرد الرغبة في الإفصاح عن أزمة الحكم إلى التأسيس لرؤية تهدف إلى بعث "مجتمع جديد" على يدي رجال التصوف حتى وصل إلى مرحلة الثورة والدعوة الصريحة لمناهضة الحكام ومقاومة الظلم والطغيان. أهداف البحث: أ-الإسهام بقراءة نقدية للعلاقة بين السياسي والصوفي في إسلام العصر الوسيط التي تراوحت ما بين الود والعداء. ب-تقديم نماذج عملية تطبيقية للصراع بين المتصوفة والسلطة. المنهج المتبع: سوف اتبع المنهج البحث التاريخي وأدواته منها: الوصف والتحليل حسب فقرات البحث وتوفر المادة العلمية؛ وكذلك استخدام المنهج العلمي من حيث التحليل والتعليل والربط والاستنتاج