فاعلية برنامج لإكساب التسامح لأطفال ما قبل المدرسة باستخدام القصة

Abstract

تعتبر مرحلة ما قبل المدرسة الفترة التكوينية الحاسمة في حياة الإنسان, ذلك لأنها الفترة التي يتم فيها وضع البذور الأولى للشخصية والتي تتبلور وتظهر ملامحها في مستقبل حياته, وهي الفترة التي يكون فيها الإنسان صورة واضحة وسليمة وراسخة عن نفسه, وتتكون فيها مفاهيمه الذاتية النفسية والاجتماعية والأخلاقية, بما يساعده ويمكنه من التكيف السليم والمتوازن مع ذاته ومع الآخرين. وفي الوقت الراهن نجد أن معظم الدول النامية تولي اهتمامًا بالغًا بطفل ما قبل المدرسة وتحاول أن تصل به إلى حياة صحية ونفسية سليمة, ذلك إيمانا منها بأن أطفال اليوم هم شباب الغد الذين سيحملون مسئولية هذا المجتمع في المستقبل, ومن هذا المنطلق يجب الاهتمام بغرس القيم الأخلاقية الحميدة ومن أهمها التسامح مع الذات ومع الآخرين من خلال وضع برامج مختلفة توضح أهمية الالتزام بالقيم الأخلاقية بوجه عام وبقيمة التسامح بوجه خاص باستخدام الأساليب المختلفة والمحببة للأطفال كالقصص المقروءة والمسموعة ومسرح العرائس والسيكودراما وغيرها من أنواع القصص المختلفة, وذلك لمواجهة العنف المنتشر في مجتمعنا الحالي وانخفاض مستوى التسامح الملحوظ في سلوكياتنا اليومية, وإن ما يكتسبه الطفل في هذه المرحلة من عادات وقيم واتجاهات يتسم الثبات, ويصعب تغييره فيما بعد, وقد أوضحت العديد من الدراسات والأبحاث أن الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يحتاج إلى الأنشطة المتنوعة التي تساعده على تنمية قدراته ومدركاته, وعلى ذلك قامت بعض الدراسات بتصميم العديد من البرامج التربوية والتعليمية التي من شأنها إكساب الأطفال في هذه المرحلة المهارات المختلفة, إلا أن معظم البرامج المقدمة لطفل الروضة كانت تفتقر إلى البرامج التي تهتم بالمهارات الاجتماعية والأخلاقية بشكل عام, وتخلو من واحدة من أهم المهارات الاجتماعية ألا وهي مهارة حل المشكلات الاجتماعية, تلك المهارة التي تساعد الأطفال على نبذ مشاعر العدوان والعنف وغيرها من المشاعر السلبية, وتقلل من الصراعات والمشاحنات بين الأطفال, وتساعدهم على التعاون والمشاركة ونمو المشاعر الإيجابية التي من شأنها تمنحهم الصحة النفسية وحل المشكلات بشكل سلمي فيه تسامح وتصالح مع النفس, ومع الآخرين.