"التنمية المهنية لمعلمي التعليم العام بالمملكة العربية السعودية فى ضوء مداخل التجديد التربوي" ( دراسة تقويمية )

Abstract

تعد التنمية المهنية للمعلم عملية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها؛ لتحسين الأداء، وتلبية حاجات التغيير، ومتطلبات العصر، ولتطوير قدرات المعلم الذي يعد أحد الركائز الأساسية في المنظومة التعليمية، فهو الذي يحمل العبء الأكبر في تحقيق أهدافها، وهو المسئول المباشر عن نجاح أو فشل أي مخطط خاص بالعملية التعليمية، ومن ثم فإن نجاح أي نظام تعليمي أو فشله يعتمد إلى حدٍ كبير على وجود المعلم المؤهل تأهيلاً جيداً(1)، فالمعلم الجيد هو مفتاح التعليم النوعي، تتوفر فيه عدة صفات، منها :إيمانه بأنه قابل للتطوير، وتقبل النقد، والتعلم من الآخرين، والقدرة على التعلم الذاتي، والقدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين، وهذه الصفات تجعل المعلم مهيئًا وقادرًا على الاستفادة من برامج التنمية المهنية إلى أقصى حد، وفقدان أية صفة منها قد يقلل فرص الاستفادة من برامج التنمية المهنية للمعلمين(2)، والتي قد لا تكون فعالة إلا بإجراء إصلاحات شاملة للنظام التعليمي. لقد شهد النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية محاولات جادة للإصلاح، كان من أبرزها مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام "تطوير"، والذي هدف إلى الإسهام الفعال في رفع قدرة المملكة التنافسية، وبناء مجتمع المعرفة من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج لتطوير المناهج ومواد التعلم، وتحسين البيئة المدرسية لتعزيز التعلم، وتوظيف تقنية المعلومات لتحسين التعلم، إلا ان النظام التعليمي السعودي لا زال يعاني عدة مشكلات، مثل تدني تحصيل الطلاب بحصول نسب كبيرة منهم على تقديرات منخفضة في الرياضيات، واللغة الإنجليزية، واللغة العربية(1)، مما يدل على وجود بعض القصور في كفاءة المعلمين، والحاجة إلى تطويرهم، وتنميتهم مهنياً لمواكبة المستجدات. وعلى الرغم من جهود المؤسسات التربوية والتعليمية المعنية بالتنمية المهنية للمعلم في المملكة العربية السعودية، إلا انها تعاني بعض القصور في برامجها المختلفة لتنمية المعلمين مهنياً، فهي في أغلبها برامج تقليدية تحتاج إلى التحديث والتطوير المستمر لتواكب العصر، ولترقى للمستوى المأمول، ولتعالج أوجه القصور في أداء المعلمين، وتسهم بشكل فعال في تطويرهم. ان التجديد في التنمية المهنية لمعلمي التعليم العام بالمملكة العربية السعودية يمكن أن يكون من خلال مجموعة من المداخل المعاصرة والاتجاهات والخيارات التي قد يتطلب الوضع القائم استخدامها في سبيل الاصلاح، فالتجديد التربوي عملية إبداع وإنتاج شيء أو فكرة جديدة أو التوليف بين أشياء موجودة من قبل توليفا جديداً، فهو "مجموعة التغيرات التي تحدث في نظام تربوي معين ؛ بقصد زيادة فاعليته أو جعله أكثر استجابة لحاجات الفرد والمجتمع الذي تنشأ فيه"(2)، والتنمية المهنية للمعلمين من الاستراتيجيات المطلوبة لخروج النظم التعليمية من أزمتها، والاستجابة لمتطلبات ثورة المعلومات، ومتابعة الجديد في مجال التدريس وطرائقه والتكنولوجيا والمعرفة، واستشراف الحاجات والاتجاهات المستقبلية للفرد والمجتمع، فمن خلالها يتم تحديث معارف المعلمين، وصقل خبراتهم ومهاراتهم المهنية، كما أنها ضرورة لرفع كفايات بعض المعلمين الذين التحقوا بالمهنة دون إعداد كافٍ ولمواجهة أوجه القصور في برامج الإعداد بكليات التربية، وبالتالي رفع مستوى الأداء بما يسهم في تطوير العملية التربوية(3).

ثانياً) مشكلة الدراسة: مما سبق، يتضح أن ثمة مشكلة تحتاج إلى الدراسة والبحث والتقصي، ووضع البدائل والمقترحات والحلول الناجعة؛ بهدف تقليص الفجوة بين واقع التنمية المهنية الحالي لمعلمي التعليم العام في المملكة العربية السعودية، وما ينبغي أن تكون عليه في ضوء مداخل التجديد التربوي والاتجاهات العالمية المعاصرة. لذا جاءت هذه الدراسة في محاولة للإجابة على الأسئلة البحثية التالية: 1. ما المقصود بالتنمية المهنية في الفكر التربوي المعاصر؟ 2. ما واقع التنمية المهنية لمعلمي التعليم العام في المملكة العربية السعودية في ضوء مداخل التجديد التربوي؟ 3. ما الجهود التجديدية التي بذلت في مجال التنمية المهنية لمعلمي التعليم العام بالمملكة العربية السعودية؟ 4. ما المداخل المعاصرة للتجديد في التنمية المهنية للمعلمين في الفكر التربوي المعاصر؟ 5. هل توجد علاقة ذات دلالة احصائية بين التنمية المهنية ومتغيرات : الوظيفة (معلم/ مدير تدريب) – والمرحلة التعليمية ( ابتدائي، متوسط، ثانوي) و(الخبرة – المؤهل)؟ ثالثاً) أهداف الدارسة: هدفت الدراسة الى ما يلي: 1. تحديد مفهوم التنمية المهنية، وأهدافها، وأساليبها لمعلمي التعليم العام بالمملكة العربية السعودية في ضوء مداخل التجديد التربوي. 2. تعرف الجهود التجديدية التي بذلت في التنمية المهنية لمعلمي التعليم العام بالمملكة العربية السعودية. 3. تعرف الاتجاهات العالمية المعاصرة ومدى الافادة منها في التنمية المهنية لمعلمي التعليم العام بالمملكة العربية السعودية . 4. تحديد المعالم الرئيسة لواقع التنمية المهنية لمعلمي التعليم العام بالمملكة العربية السعودية في ضوء مداخل التجديد التربوي. 5. الوقوف على طبيعة العلاقة بين التنمية المهنية، ومتغيرات الدراسة.