الاثار الاجتماعية للديون المتعثرة المرتبطة بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ( دراسة تطبيقية علي الشباب من الجنسين بمحافظتي القاهرة والفيوم )

Abstract

أدت التحولات الاقتصادية والسياسية إلي تغييرات جذرية في عالمنا المعاصر سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية وقد خلقت هذه التغييرات أوضاعاً جديدة تتعلق بأدوار الحكومات والكيانات المهنية والمجتمعية العاملة فيها وأعادت صياغة العلاقات فيما بينها، ولذلك قد بات واضحاً الدور الذي تلعبه المشروعات الصغيرة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية علي المستوي المحلي والقومي والدولي في ظل التحديات العالمية التي تشهدها دول العالم إثر حركة العولمة والتحرر الاقتصادي والمشكلات التي يواجهها مجتمعنا المعاصر وأهمها البطالة، ويشهد العالم اهتمام متزايد بقطاع المشروعات الصغيرة ويرتبط مبررات هذا الاهتمام بمشكلات الفقر والبطالة، والهجرة الداخلية والخارجية بحثاً عن فرص العمل، بالإضافة إلي العولمة والتوجه نحو آليات السوق الحر وخصخصة عوامل الإنتاج وتقليص دور وموقع القطاع العام. لذلك فإن التوجه نحو آليات السوق الحر أظهر الحاجة إلي دعم وتنمية المشروعات الصغيرة كقضية ذات أولوية بالمجتمعات المحلية الريفية والحضرية من خلال توفير فرص الحصول علي المساعدات التمويلية والفنية والتدريبية لصغار المنتجين. والمشروعات الصغيرة تحتل مكانة في مختلف الدول المتقدمة والنامية علي حد سواء وكذلك البرامج الإنمائية للمنظمات الدولية وهو ما يرجع إلي الدور الكبير الذي يمكن أن تقوم به هذه المشروعات في تفعيل استراتيجيات النمو المصاحب لزيادة فرص التوظيف ومواجهة الفقر وإعادة توزيع الدخل وتحقيق التنمية المحلية، وتمثل المشروعات الصغيرة والمتوسطة أكثر من 95% من إجمالي المشروعات في الدول المتقدمة وأكثر من 60% إلي 70% من إجمالي العمالة وخاصة أنها تخلق جزءً كبيراً من فرص العمل الجديدة داخل اقتصاديات تلك الدول ، وذلك إيماناً من الحكومات والأفراد في الوقت الراهن بأهمية الدور الذي تقوم به الصناعات الصغيرة والمتوسطة في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما توفره من فرص عمل أكثر وفرة واستمرارية والتخفيف من حدة البطالة التي تعاني منها معظم الدول وتنمية المواهب والإبداعات والابتكارات وإرساء قواعد التنمية الصناعية ، حيث أن فرص استغلال إمكانات المشروعات بشكل كامل تعتبر أكبر ما يمكن خاصة أنها لا تستطيع السماح لتواجد عمالة غير مستغلة أو خطوط إنتاج لا تعمل بكامل طاقاتها، وذلك نظراً لطبيعتها الصغيرة ، كما تمثل المشروعات الصغيرة من الناحية الفنية أحد أهم مفردات التطور التكنولوجي من حيث قدرتها الفائقة علي تحديث وتطوير عمليات الإنتاج بشكل أ