اعتماد الجمهور العراقي على الصحافة العراقية في إدراك المشهد السياسي العراقي
جمعة محمد عبد الله;
Abstract
إن المقومات الأساسية للمشهد السياسي لكل بلد تتمثل في عناصر عديدة منها الاقتصادي والسياسي والأمني الاجتماعي وحتى التنوع الإثني
وإذا أيقنا أن المعلومات لا غنى عنها الآن في مناحي الحياة كافة ، فإن مهمة متابعة المعلومات والتحكم في إنتاجها وتدفقها المتزايد أصبح أمرًا يكاد يكون مستحيلاً، وهذا الحال ينطبق على المجتمعات التي تعيش حالة من الاستقرار، وتزداد وتيرتها من حيث الطلب والاعتماد على الأخبار والمعلومات في البلدان التي تعاني اضطراباً في شؤونها .. وهذا مايمكن تصوره عن العراق، فمنذ أن دخلت القوات الأمريكية للعراق في التاسع من نيسان عام 2003 معلنة الاحتلال الأمريكي للعراق ، وما تلاه من تداعيات عسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية هزت أركان المجتمع من جذوره ، شرعت سلطات الاحتلال بتطبيق سياستها التي بدأتها من خلال هدم مؤسسات الدولة وإعادة بنائها ، حسب رؤاها وأهدافها, تمثلت في إعادة بناء النظام السياسي العراقي، من نظام سياسي يقوده الحزب الواحد والقائم على المركزية الشديدة ، إلى نظام سياسي برلماني فيدرالي متعدد الأعراق والإثنيات، حيث تم تقسيم مقاعد البرلمان وتوزيع السلطات الرئيسة الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء) حسب المكونات العرقية والدينية (عربي سني, عربي شيعي, كردي) واستمر هذا التقسيم السياسي إلى ما بعد جلاء القوات الأمريكية من العراق عام 2011، وما ترك بدوره من أسباب عدم استقرار تسبب في نوع من الصراع السياسي في الاستحواذ على مقومات السلطة في هذا البلد ، بين المكونات المشكِلة للمجتمع والدولة (الذي أصبح عسكريا الآن)، والذي ترك بدوره ظلالاً قاتمة في رسم حالة اللا استقرار التي يعيشها المشهد السياسي العراقي، وفي أفضل حالاته يكون هشاً سريع التأثر بالتطورات السياسية الاقليمية وحتى الدولية أحياناً، والذي بدوره ضغط بقوة على الحياة اليومية للمواطن العادي من حيث العمل والأمن والانتماء، وحتى الاستقرار الجغرافي للمواطن
كل هذه الأسباب تدفع المواطن العراقي إلى متابعة المشهد السياسي، من خلال اعتماده على وسائل الإعلام المتعددة عامة والصحافة العراقية خاصة، لمعرفة حيثياته ومساراته، ومن ثم تشكيل اتجاهاته الخاصة حيال هذا المشهد، لذا يسعى الباحث في هذه الدراسة إلى رصد أهم الصحف العراقية التي يعتمد عليها الجمهور العراقي العام بجميع مكوناته وأطيافه في متابعة الأحداث الجارية في العراق، والوقوف على طريقة استخدامه لها، وقدرة هذه الوسائل على تقديم المعلومة المناسبة أثناء عرضها للأحداث التي تقع في العراق، وأياً من هذه الوسائل أكثر قدرة على تقديم المعلومة، ودرجة اعتماد المواطن عليها، ودرجة مصداقيتها لديه في تشكيل مداركه السياسية.
مشكلة الدراسة وأهميتها
مشكلة الدراسة :
تتمثل مشكلة البحث في معرفة مستوى اعتماد الجمهور العراقي على وسائل الإعلام بشكل عام و الصحف العراقية بشكل خاص، في تكوين مداركه السياسية حول المشهد السياسي في العراق من خلال استقاء المعلومات من هذه الوسائل، وذلك في ظل التطورات الكبيرة التي شهدها ولا يزال يشهدها العراق, والدور الذي يمكن أن تؤديه هذه الوسائل في إحاطة الجمهور العراقي علماً بما يحدث في محيطه العام، حتى يتمكن من اتخاذ القرا
وإذا أيقنا أن المعلومات لا غنى عنها الآن في مناحي الحياة كافة ، فإن مهمة متابعة المعلومات والتحكم في إنتاجها وتدفقها المتزايد أصبح أمرًا يكاد يكون مستحيلاً، وهذا الحال ينطبق على المجتمعات التي تعيش حالة من الاستقرار، وتزداد وتيرتها من حيث الطلب والاعتماد على الأخبار والمعلومات في البلدان التي تعاني اضطراباً في شؤونها .. وهذا مايمكن تصوره عن العراق، فمنذ أن دخلت القوات الأمريكية للعراق في التاسع من نيسان عام 2003 معلنة الاحتلال الأمريكي للعراق ، وما تلاه من تداعيات عسكرية واقتصادية وسياسية واجتماعية هزت أركان المجتمع من جذوره ، شرعت سلطات الاحتلال بتطبيق سياستها التي بدأتها من خلال هدم مؤسسات الدولة وإعادة بنائها ، حسب رؤاها وأهدافها, تمثلت في إعادة بناء النظام السياسي العراقي، من نظام سياسي يقوده الحزب الواحد والقائم على المركزية الشديدة ، إلى نظام سياسي برلماني فيدرالي متعدد الأعراق والإثنيات، حيث تم تقسيم مقاعد البرلمان وتوزيع السلطات الرئيسة الثلاث (رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الوزراء) حسب المكونات العرقية والدينية (عربي سني, عربي شيعي, كردي) واستمر هذا التقسيم السياسي إلى ما بعد جلاء القوات الأمريكية من العراق عام 2011، وما ترك بدوره من أسباب عدم استقرار تسبب في نوع من الصراع السياسي في الاستحواذ على مقومات السلطة في هذا البلد ، بين المكونات المشكِلة للمجتمع والدولة (الذي أصبح عسكريا الآن)، والذي ترك بدوره ظلالاً قاتمة في رسم حالة اللا استقرار التي يعيشها المشهد السياسي العراقي، وفي أفضل حالاته يكون هشاً سريع التأثر بالتطورات السياسية الاقليمية وحتى الدولية أحياناً، والذي بدوره ضغط بقوة على الحياة اليومية للمواطن العادي من حيث العمل والأمن والانتماء، وحتى الاستقرار الجغرافي للمواطن
كل هذه الأسباب تدفع المواطن العراقي إلى متابعة المشهد السياسي، من خلال اعتماده على وسائل الإعلام المتعددة عامة والصحافة العراقية خاصة، لمعرفة حيثياته ومساراته، ومن ثم تشكيل اتجاهاته الخاصة حيال هذا المشهد، لذا يسعى الباحث في هذه الدراسة إلى رصد أهم الصحف العراقية التي يعتمد عليها الجمهور العراقي العام بجميع مكوناته وأطيافه في متابعة الأحداث الجارية في العراق، والوقوف على طريقة استخدامه لها، وقدرة هذه الوسائل على تقديم المعلومة المناسبة أثناء عرضها للأحداث التي تقع في العراق، وأياً من هذه الوسائل أكثر قدرة على تقديم المعلومة، ودرجة اعتماد المواطن عليها، ودرجة مصداقيتها لديه في تشكيل مداركه السياسية.
مشكلة الدراسة وأهميتها
مشكلة الدراسة :
تتمثل مشكلة البحث في معرفة مستوى اعتماد الجمهور العراقي على وسائل الإعلام بشكل عام و الصحف العراقية بشكل خاص، في تكوين مداركه السياسية حول المشهد السياسي في العراق من خلال استقاء المعلومات من هذه الوسائل، وذلك في ظل التطورات الكبيرة التي شهدها ولا يزال يشهدها العراق, والدور الذي يمكن أن تؤديه هذه الوسائل في إحاطة الجمهور العراقي علماً بما يحدث في محيطه العام، حتى يتمكن من اتخاذ القرا
Other data
| Title | اعتماد الجمهور العراقي على الصحافة العراقية في إدراك المشهد السياسي العراقي | Other Titles | Iraqi Audience Dependence on Iraqi Newspapers to realize the Iraqi Political Scene "A Field Analytical Study" | Authors | جمعة محمد عبد الله | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.