فاعلية برنامج لتنمية المفاهيم فى التأثير على كل من تقدير الذات والدافعية للانجاز لدى عينة من المكفوفين من تلاميذ المرحلة الابتدائية "دراسة تجريبية"

Abstract

تعتبر نسبة الأطفال المكفوفين نسبة لا يستهان بها على مستوى العالم، وبالأخص في الدول العربية والنامية منها على وجه التحديد، لذا تسعى الدول والمنظمات لتنمية مهارات هؤلاء الأطفال وقدراتهم للاستفادة بهم باعتبارهم طاقات منتجة في المجتمع؛ بل في إمكانهم أن يحولوا من محنتهم منحة من الله ينطلقون فيها لألوان التميز والتفوق في عدة مجالات؛ علمية واقتصادية واجتماعية وسياسية بل وفنية.

وتعتبر مقارنة المكفوف بالمبصر مقارنة غير متكافئة؛ لأن المكفوف وإن فقد بصره إلا أنه يتمتع بقوة تفوق المبصر في باقي الحواس بما يفتح له المجال للتفوق والإبداع. ومن هنا كان اهتمام العلماء بتنمية الجوانب العقلية، وبالتحديد في البحث الحالي التركيز على العمليات المعرفية وخاصة تنمية المفاهيم والتصورات الذهنية المجردة في مرحلة لا يلبث فيها الطفل الكفيف أن يكون صور ذهنية حقيقية أو صحيحة للبيئة والأشياء من حوله، وهي مرحلة الطفولة الوسطى؛ ذلك لأن البصر هو مرآة الطفل لخبراته اليومية المتعلقة بالصورة واللون والشكل فيحرم من تكوين المفاهيم الذهنية المجردة.

هذا النمو المطرد في المفاهيم يؤثر حتمًا على تقدير الطفل لذاته ومن ثمَّ يؤثر على دافعيته بشكل عام، ودافعيته للإنجاز والتحصيل بشكل خاص، هذا مع الأخذ في الاعتبار خضوع الأطفال المكفوفين لمبدأ الفروق الفردية واختلافهم فيما بينهم مثل سائر أفراد المجتمع.

وتقوم الدراسة الحالية بدراسة وقياس كل من تقدير الذات ودافعية الإنجاز، ولكنه ليس بالقياس المباشر لهذه المتغيرات، وإنما قياس مدى تأثر مثل هذه المتغيرات بالجوانب العقلية والمعرفية والمتمثلة في الدراسة الحالية في تنمية المفاهيم والتصورات الذهنية لدى عينة من التلاميذ المكفوفين في مرحلة الطفولة الوسطى، باستخدام مجموعة من الأنشطة والألعاب تقوم على أسلوب اللعب التعليمي القائم على استراتيجية التعلم بالاكتشاف.

ونجد الدراسة الحالية في جانبها النظري تعرض لكف البصر كأحد الإصابات الحسية، وعلاقتها بقضايا تنمية الذات والدافعية للإنجاز، كما نجد استعراض لمجموعة من المفاهيم الذهنية والتصورات التي يمكن أن يفقد المكفوف منذ الميلاد معناها الحقيقي خاصة في مرحلة الطفولة الوسطى، وتمثلت هذه المفاهيم في المفاهيم الجسدية، والمفاهيم المكانية، ومفهومي اليمين واليسار وأخيرًا المفاهيم البيئية. وتضمن الجانب النظري أيضًا أهم الدراسات التي اهتمت بالمكفوفين وبرامج تنمية المفاهيم للمكفوفين، والدراسات التي تناولت متغيرَي الدراسة الحالية - تقدير الذات والدافعية للإنجاز- بالبحث، مع استعراض لأهم النتائج المستخلصة منها؛ من حيث أوجه الاتفاق والاختلاف، انتهاء إلى فروض الدراسة.