حــمــايــة الــحــريــة الــفــرديــة الأصول الـتـاريـخـيـة والأســس الـفـلـسـفـيـة " دراسـة مـقـارنـة "

حسين محمود أحمد محمد عبد العال مبارك;

Abstract


في نهاية هذه الرسالة التي حاولنا فيها تحت عنوان حماية الحرية الفردية أن نتناول الحرية الفردية في إطار فكرة القانون الطبيعي باعتبارها من أهم الحقوق الطبيعية في هذا القانون ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، وأن الحرية الفردية هي معطي طبيعي يلازم الإنسان منذ ولادته حتي وفاته, وقد تبنى رجال الثورة الفرنسية فكرة القانون الطبيعى فى إعلانهم لحقوق الإنسان والمواطن الصادر فى 1789 والذى قرر أن للإنسان حقوقا طبيعية خالدة ومقدسة فيجب التمتع بها دائما وأبدا .
كما تناولنا فترة الحياة الطبيعية للإنسان قبل قيام المجتمع المنظم , ومدي تمتعه بالحرية الفردية في تلك الفترة وذلك في ضوء نظريات العقد الاجتماعي ودور الدولة في حماية الحرية الفردية بعد قيام المجتمع المنظم وعما إذا ما كان الإنسان بعد قيام المجتمع المنظم ظل يحتفظ بحريته أم تنازل عنها في مقابل حماية الدولة له .
حيث قد تمخضت عن فكرة القانون الطبيعيي فكرة الحقوق الطبيعية، والتي تقوم على أساس أن للفرد حقوقا وحريات طبيعية وجدت معه منذ ميلاده وتلازمه كونه فردا، ومع دخوله حياة الجماعة المنظمة احتفظ لنفسه بهذه الحقوق0كما عرضنا لدور الفكر السياسي وتأثيره علي الحرية الفردية, فقد كان وما زال لفكرة القانون الطبيعى مكانة واعتبار كبير لدى فلاسفة وكبار الساسة والفقهاء فى مختلف العصور والأماكن وكان لها بالغ الأثر فى تغيير كثير من المفاهيم القانونية، وتطبيقا لأهم مبادىء القانون الطبيعى وهدفه الأساسى، ألا وهو تحقيق العدل والمساواة بين بنى البشر جميعا، وقد انعكس ذلك على إحداث تغيرات جوهرية فى بعض الأنظمة القانونية، بما يحقق العدالة والمساواة بين بنى البشر تطبيقا لمبادىء القانون الطبيعى0 وكذا كان للحرية الفردية في الشريعة الإسلامية والفكر السياسي الإسلامي مكانة لا تضاهيها مكانة في فكر أو شريعة أخري, فالقانون الطبيعي عند المسلمين "الأصل بحسب الاتجاه الغالب فى الأمة الإسلامية وهم السلف الصالح من أهل السنة والجماعة بصفة عامة، وأن الحاكم هو الله سبحانه وتعالى، ولا حكم إلا ما حكم به الله عز وجل ،وأن حكم الله يعرف عن طريق الوحى المبلغ إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، فالحكم فى النهاية لله عز وجل، وهو الحكم الشرعى والمنزل من عند الله تعالي، فسبحانه وتعالى له الحكم وإليه يرجع الامر كله. إن العدل من أهم المبادئ الإسلامية التي تحقق سعادة الفرد والجماعة وهو من المفاهيم الإدارية والاجتماعية العظيمة التي ينبغي تفهمها وإدراك معانيها وأهميتها في نجاح العمل الإداري والاجتماعي سواء كــان ذلك تربوياً أم غير ذلك، وأن العدل في الإسلام يكون مع العدو والصديق لا فرق بينهما عندما يتعلق الأمر بتطبيق العدل0 بل إن فى الإسلام ما هو فى درجة أعلى من درجة العدل ,ألا وهى درجة الإحسان 0
الحرية في النظرة الإسلامية ضرورة من الضرورات الإنسانية، وفريضة إلهية وتكليف شرعي واجب، وليست مجرد "حق" من الحقوق، يجوز لصاحبه أن يتنازل عنه إن هو أراد ! فمقام الحرية يبلغ في الأهمية وسلم الأولويات مقام الحياة التي هي نقطة البدء والمنتهى، وجماع علاقة الإنسان بوجوده الدنيوي. النظرة الإسلامية للحرية ربطت قيمة الحرية بالإنسان، مطلق الإنسان وليس بالإنسان الم


Other data

Title حــمــايــة الــحــريــة الــفــرديــة الأصول الـتـاريـخـيـة والأســس الـفـلـسـفـيـة " دراسـة مـقـارنـة "
Authors حسين محمود أحمد محمد عبد العال مبارك
Issue Date 2016

Attached Files

File SizeFormat
G11422.pdf632.54 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 2 in Shams Scholar
downloads 3 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.