" عن الرحمة " بين سينيكا وتوركواتو تاسو دراسة مقارنة
محمود كمال عبدالمولى الجمال;
Abstract
لقد مر الأدب اللاتيني بعدة مراحل, بدءا من مرحلة البدايات, والتي تمتد من عام 735 حتى عام 240ق.م. وقد خلفت هذه المرحلة مجموعة من الأشعار التي كتبت بالوزن الساتورني, والتي كانت تتحدث عن الطقوس والأعياد, ولكن هذه الأشعار لم ترق بأي حال من الأحوال إلى مستوى الأدب الناضج الرفيع. وقد كان النثر اللاتيني أوفر حظا من الشعر, حيث كان لفن الخطابة وكتابة الحوليات على يد الكهنة ونصوص القوانين الرومانية التي كانت تعلن على الملأ دور كبير في تطور النثر اللاتيني حتى أصبح وسيلة تعبير أدبية ناضجة, وهكذا فقد تفوق النثر اللاتيني على الشعر قبل وصول التأثير الإغريقي بنقاء اللفظ وصفاء العبارة.
ومع عام 240ق.م. بدأ الأدب الإغريقي يحدث أثره في الأدب اللاتيني, ومن ثم فقد ولد الأدب اللاتيني متعدد الاتجاهات ومتشعب الأغراض بفضل استناده منذ النشأة الأولى إلى النماذج الإغريقية, ومع ذلك لا يمكن إنكار الدور الحضاري للأدب اللاتيني, فهو الذي نقل ثمار التجربة الإغريقية الكلاسيكية عبر الأدب السكندري وعبر الترجمات والشروح العربية إلى عصر النهضة الأوربية.
وقد شهد الأدب في العصر الأوغسطي (27ق.م-14م) حالة من الازدهار قلما نجد ما يضاهيها في التاريخ, حيث تميزت تلك الفترة بغزارة الإنتاج الأدبي لكتّاب عظام أمثال فرجيليوس وهوراتيوس وأوفيديوس, الذين كان لهم دور كبير في ازدهار الأدب وغزارته في تلك الفترة, ولكن بعد وفاة هؤلاء الشعراء بدأ الأدب اللاتيني في الانحدار حتى ظهور أدباء وشعراء أمثال سينيكا الذي كان له الفضل في أن يستعيد الأدب اللاتيني ازدهاره ومجده, وكان أيضا له تأثير كبير على الكتّاب اللاحقين, سواء أكان ذلك في عصر النهضة الأوربية أو في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وكان توركواتو تاسو, أعظم شعراء عصر النهضة, من بين هؤلاء الكتّاب الذين تأثروا بسينيكا, وهذا ما يتضح لنا من خلال هذا البحث, الذي يتناول مفهوم فضيلة الرحمة عند كل من سينيكا, وذلك من خلال عمله "عن الرحمة " De clementia " موضوع الدراسة, وتوركواتو تاسو من خلال محاورته " عن الرحمة " il Costante, overo de la clemenza موضوع الدراسة.
وتعتبر صفة الرحمة من أهم الفضائل البشرية والسبب في ذلك, هو أن صفة الرحمة التي تعني الوسطية والتلطف في الحكم واللين والعفو عند المقدرة والاحترام المتبادل مع الرعية والقدرة على سماع الرعية وتلبية مطالبهم, إذن كل هذه الفضائل الأخلاقية تتبلور في صفة واحدة محددة هي الرحمة, وهذا السبب هو ما دفع الباحث لتوضيح مفهوم الرحمة عند كل من سينيكا وتوركواتو تاسو.
وتكمن أهمية هذا البحث في أنه يتناول بالدراسة المقارنة عملين أدبيين لشاعرين كبيرين عاشا في عصرين مختلفين, أولهما هو سينيكا ذلك الفيلسوف والسياسي المخضرم والشاعر الذي لم يسهم بإنتاجه الأدبي في الأدب اللاتيني فقط, بل في الأدب الأوربي, فهو إلى جانب كونه أديبا فهو فيلسوف بارع تحتل أعماله الفلسفية مكانة مرموقة في كتب التاريخ الفلسفي, إذ إنها المصدر الرئيسي للفكر الرواقي. والآخر هو توركواتو تاسو أعظم شعراء عصر النهضة.
ويتكون هذا البحث من ثلاثة فصول:
الفصل الأول جاء بعنوان: سمات العصر ودوافع الكتابة, وينقسم إلى خمسة مباحث. المبحث الأول: سمات عصر سينيكا, وقد تطرق فيه الباحث إلى أهم السمات السياسية والاجتماعية والأدبية بداية من الإمبراطور أوغسطس حتي الإمبراطور نيرون المعاصر لسينيكا والذي اتسم عصره بالأحداث الجسام, ويتناول فيه الباحث أيضا مولد سينيكا ونشأته ومدى تأثيره على الإمبراطور نيرون. أما المبحث الثاني فجاء بعنوان: دوافع الكتابة عند سينيكا, وقد تطرق الباحث فيه للحديث عن أهم الدوافع التي جعلت سينيكا يكتب عمله "عن الرحمة" ويكرسه للإمبراطور نيرون, وذلك مع بداية توليه الحكم. المبحث الثالث: سمات عصر تاسو, ويتناول فيه الباحث أهم الأحداث السياسية والاجتماعية والأدبية لعصر النهضة في إيطاليا, سواء من سيطرة بعض العائلات على مقاليد الحكم لبعض المدن الإيطالية, كعائلة "ميديتشي" التي قد هيمنت على الساحة السياسية والثقافية في فلورنسا, وعائلة "إستنسي" التي سيطرت على مقاليد الأمور في فيرارا, ويتناول فيه الباحث أيضا مولد تاسو ونشأته وخدمته بالبلاط الفيراري, والمعاناة التي واجهها تاسو منذ مولده حتى وفاته. أما المبحث الرابع فهو بعنوان دوافع الكتابة عند تاسو, ويتطرق فيه الباحث للحديث عن أهم الدوافع التي جعلت تاسو يكتب محاورته " عن الرحمة " ويكرسها للدوق " فيرديناندو الأول دي ميديتشي ". المبحث الخامس وجاء بعنوان: الشكل الأدبي عند الكاتبين, حيث يعرض فيه الباحث أعمال كل من سينيكا وتوركواتو تاسو, ومن خلال هذه الأعمال يقوم الباحث بتوضيح الشكل الأدبي عند الكاتبين وبشكل خاص في عملهما " عن الرحمة ".
الفصل الثاني وجاء بعنوان: مفهوم الرحمة والنموذج الواجب على الحاكم الاقتداء به عند كلا الكاتبين, وينقسم إلى ثلاثة مباحث. المبحث الأول: مفهوم الرحمة, وقد تطرق فيه الباحث إلى تعريف الرحمة عند كلا الكاتبين, موضحا مدى تأثر تاسو عند كتابته لمحاورته " عن الرحمة" بعمل سينيكا " عن الرحمة ", حيث نجد أن سينيكا قد وضع عدة تعريفات لفضيلة الرحمة, حيث يسندها أحيانا إلى اللطف أو إلى الاعتدال, أما تاسو فنجده يستشهد بتعريفات سينيكا للرحمة, معقبا عليها وموضحا اختلافه واتفاقه معه, وفي النهاية يضع تاسو تعريفا للرحمة وذلك من خلال فضيلة الإنصاف. أما المبحث الثاني فهو بعنوان الرحمة والحاكم, ويتطرق إليه الباحث للحديث عن الرحمة وعلاقتها بالحاكم, حيث يؤكد كل من سينيكا وتاسو أن فضيلة الرحمة هي أكثر الفضائل ملازمة وملاءمة للحاكم تجاه رعاياه. أما المبحث الثالث فهو بعنوان الرحمة كفضيلة إنسانية والنموذج الإلهي, ويعرض فيه الباحث رأى كلا الكاتبين في كون الرحمة فضيلة إنسانية أم أنها فضيلة إلهية فقط, وكيف يتثنى للمرء أن يتحلى بفضيلة الرحمة, والنموذج الواجب الاقتداء به, وسنلاحظ في هذا المبحث التأثير الواضح لسينيكا في محاورة تاسو " عن الرحمة ".
أما الفصل الثالث والأخير من هذه الدراسة فهو بعنوان " العفو والشفقة وعلاقتهما بالرحمة", وينقسم إلى ثلاثة مباحث. المبحث الأول: العفو وعلاقته بالرحمة, ويتطرق فيه الباحث إلى تعريف العفو عند كلا الكاتبين, موضحا العفو الذي يعتبره سينيكا سمة من سمات الرحمة, والعفو الذي يعتبره تاسو سمة من سمات الرحمة, وسنلاحظ في هذا المبحث تعارض رأي تاسو مع سينيكا في هذا الأمر. أما المبحث الثاني فجاء بعنوان: الشفقة وعلاقتها بالرحمة, ويتناول فيه الباحث تعريف الشفقة عند سينيكا, وموقفه من تحلي الرجل الحكيم بالشفقة, والتمييز الذي وضعه سينيكا ما بين الشفقة والرحمة, ويوضح الباحث أيضا كيف اعتبر تاسو الشفقة سمة من سمات الرحمة, وسنلاحظ في المبحث عدم اتفاق تاسو مع سينيكا في هذا الأمر. أما المبحث الثالث فهو بعنوان " النماذج التي ذكرها الكاتبان ", وفيه يتطرق الباحث لعرض بعض الأمثلة والنماذج لملوك قد تحلوا بفضيلة الرحمة مع رعاياهم, حيث نجد سينيكا يذكر نموذجا عمليا للتحلي بالرحمة, والمتمثل في الإمبراطور أوغسطس, ونجد تاسو
أيضا يذكر بعض المواقف لبعض الملوك الذين استخدموا الرحمة مع رعاياهم, وسنلاحظ أيضا في هذا المبحث التأثر الواضح لتوركواتو تاسو عند كتابته لمحاورته " عن الرحمة " بعمل سينيكا " عن الرحمة ".
وقد اعتمد الباحث على مصادر ومراجع ومقالات متنوعة، ففيما يتعلق بالمصادر، فقد اعتمد الباحث في النص اللاتيني على المصدر :
Seneca: Moral Essays, translated by John W., the Loeb Classical Library, vol. 1, London: W. Heinemann, 1928.
كما قام الباحث بترجمة ما يلزم من النص اللاتيني والذي يخدم نقاط البحث. أما فيما يتعلق بالنص الإيطالي فقد اعتمد الباحث على المصدر:
Torquato Tasso: Dialoghi, a cura di Giovanni Baffetti, Classici Rizzoli, vol. 2, Milano, 1998.
كما قام الباحث بترجمة ما يلزم من النص الإيطالي والذي يخدم نقاط البحث.
ومع عام 240ق.م. بدأ الأدب الإغريقي يحدث أثره في الأدب اللاتيني, ومن ثم فقد ولد الأدب اللاتيني متعدد الاتجاهات ومتشعب الأغراض بفضل استناده منذ النشأة الأولى إلى النماذج الإغريقية, ومع ذلك لا يمكن إنكار الدور الحضاري للأدب اللاتيني, فهو الذي نقل ثمار التجربة الإغريقية الكلاسيكية عبر الأدب السكندري وعبر الترجمات والشروح العربية إلى عصر النهضة الأوربية.
وقد شهد الأدب في العصر الأوغسطي (27ق.م-14م) حالة من الازدهار قلما نجد ما يضاهيها في التاريخ, حيث تميزت تلك الفترة بغزارة الإنتاج الأدبي لكتّاب عظام أمثال فرجيليوس وهوراتيوس وأوفيديوس, الذين كان لهم دور كبير في ازدهار الأدب وغزارته في تلك الفترة, ولكن بعد وفاة هؤلاء الشعراء بدأ الأدب اللاتيني في الانحدار حتى ظهور أدباء وشعراء أمثال سينيكا الذي كان له الفضل في أن يستعيد الأدب اللاتيني ازدهاره ومجده, وكان أيضا له تأثير كبير على الكتّاب اللاحقين, سواء أكان ذلك في عصر النهضة الأوربية أو في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وكان توركواتو تاسو, أعظم شعراء عصر النهضة, من بين هؤلاء الكتّاب الذين تأثروا بسينيكا, وهذا ما يتضح لنا من خلال هذا البحث, الذي يتناول مفهوم فضيلة الرحمة عند كل من سينيكا, وذلك من خلال عمله "عن الرحمة " De clementia " موضوع الدراسة, وتوركواتو تاسو من خلال محاورته " عن الرحمة " il Costante, overo de la clemenza موضوع الدراسة.
وتعتبر صفة الرحمة من أهم الفضائل البشرية والسبب في ذلك, هو أن صفة الرحمة التي تعني الوسطية والتلطف في الحكم واللين والعفو عند المقدرة والاحترام المتبادل مع الرعية والقدرة على سماع الرعية وتلبية مطالبهم, إذن كل هذه الفضائل الأخلاقية تتبلور في صفة واحدة محددة هي الرحمة, وهذا السبب هو ما دفع الباحث لتوضيح مفهوم الرحمة عند كل من سينيكا وتوركواتو تاسو.
وتكمن أهمية هذا البحث في أنه يتناول بالدراسة المقارنة عملين أدبيين لشاعرين كبيرين عاشا في عصرين مختلفين, أولهما هو سينيكا ذلك الفيلسوف والسياسي المخضرم والشاعر الذي لم يسهم بإنتاجه الأدبي في الأدب اللاتيني فقط, بل في الأدب الأوربي, فهو إلى جانب كونه أديبا فهو فيلسوف بارع تحتل أعماله الفلسفية مكانة مرموقة في كتب التاريخ الفلسفي, إذ إنها المصدر الرئيسي للفكر الرواقي. والآخر هو توركواتو تاسو أعظم شعراء عصر النهضة.
ويتكون هذا البحث من ثلاثة فصول:
الفصل الأول جاء بعنوان: سمات العصر ودوافع الكتابة, وينقسم إلى خمسة مباحث. المبحث الأول: سمات عصر سينيكا, وقد تطرق فيه الباحث إلى أهم السمات السياسية والاجتماعية والأدبية بداية من الإمبراطور أوغسطس حتي الإمبراطور نيرون المعاصر لسينيكا والذي اتسم عصره بالأحداث الجسام, ويتناول فيه الباحث أيضا مولد سينيكا ونشأته ومدى تأثيره على الإمبراطور نيرون. أما المبحث الثاني فجاء بعنوان: دوافع الكتابة عند سينيكا, وقد تطرق الباحث فيه للحديث عن أهم الدوافع التي جعلت سينيكا يكتب عمله "عن الرحمة" ويكرسه للإمبراطور نيرون, وذلك مع بداية توليه الحكم. المبحث الثالث: سمات عصر تاسو, ويتناول فيه الباحث أهم الأحداث السياسية والاجتماعية والأدبية لعصر النهضة في إيطاليا, سواء من سيطرة بعض العائلات على مقاليد الحكم لبعض المدن الإيطالية, كعائلة "ميديتشي" التي قد هيمنت على الساحة السياسية والثقافية في فلورنسا, وعائلة "إستنسي" التي سيطرت على مقاليد الأمور في فيرارا, ويتناول فيه الباحث أيضا مولد تاسو ونشأته وخدمته بالبلاط الفيراري, والمعاناة التي واجهها تاسو منذ مولده حتى وفاته. أما المبحث الرابع فهو بعنوان دوافع الكتابة عند تاسو, ويتطرق فيه الباحث للحديث عن أهم الدوافع التي جعلت تاسو يكتب محاورته " عن الرحمة " ويكرسها للدوق " فيرديناندو الأول دي ميديتشي ". المبحث الخامس وجاء بعنوان: الشكل الأدبي عند الكاتبين, حيث يعرض فيه الباحث أعمال كل من سينيكا وتوركواتو تاسو, ومن خلال هذه الأعمال يقوم الباحث بتوضيح الشكل الأدبي عند الكاتبين وبشكل خاص في عملهما " عن الرحمة ".
الفصل الثاني وجاء بعنوان: مفهوم الرحمة والنموذج الواجب على الحاكم الاقتداء به عند كلا الكاتبين, وينقسم إلى ثلاثة مباحث. المبحث الأول: مفهوم الرحمة, وقد تطرق فيه الباحث إلى تعريف الرحمة عند كلا الكاتبين, موضحا مدى تأثر تاسو عند كتابته لمحاورته " عن الرحمة" بعمل سينيكا " عن الرحمة ", حيث نجد أن سينيكا قد وضع عدة تعريفات لفضيلة الرحمة, حيث يسندها أحيانا إلى اللطف أو إلى الاعتدال, أما تاسو فنجده يستشهد بتعريفات سينيكا للرحمة, معقبا عليها وموضحا اختلافه واتفاقه معه, وفي النهاية يضع تاسو تعريفا للرحمة وذلك من خلال فضيلة الإنصاف. أما المبحث الثاني فهو بعنوان الرحمة والحاكم, ويتطرق إليه الباحث للحديث عن الرحمة وعلاقتها بالحاكم, حيث يؤكد كل من سينيكا وتاسو أن فضيلة الرحمة هي أكثر الفضائل ملازمة وملاءمة للحاكم تجاه رعاياه. أما المبحث الثالث فهو بعنوان الرحمة كفضيلة إنسانية والنموذج الإلهي, ويعرض فيه الباحث رأى كلا الكاتبين في كون الرحمة فضيلة إنسانية أم أنها فضيلة إلهية فقط, وكيف يتثنى للمرء أن يتحلى بفضيلة الرحمة, والنموذج الواجب الاقتداء به, وسنلاحظ في هذا المبحث التأثير الواضح لسينيكا في محاورة تاسو " عن الرحمة ".
أما الفصل الثالث والأخير من هذه الدراسة فهو بعنوان " العفو والشفقة وعلاقتهما بالرحمة", وينقسم إلى ثلاثة مباحث. المبحث الأول: العفو وعلاقته بالرحمة, ويتطرق فيه الباحث إلى تعريف العفو عند كلا الكاتبين, موضحا العفو الذي يعتبره سينيكا سمة من سمات الرحمة, والعفو الذي يعتبره تاسو سمة من سمات الرحمة, وسنلاحظ في هذا المبحث تعارض رأي تاسو مع سينيكا في هذا الأمر. أما المبحث الثاني فجاء بعنوان: الشفقة وعلاقتها بالرحمة, ويتناول فيه الباحث تعريف الشفقة عند سينيكا, وموقفه من تحلي الرجل الحكيم بالشفقة, والتمييز الذي وضعه سينيكا ما بين الشفقة والرحمة, ويوضح الباحث أيضا كيف اعتبر تاسو الشفقة سمة من سمات الرحمة, وسنلاحظ في المبحث عدم اتفاق تاسو مع سينيكا في هذا الأمر. أما المبحث الثالث فهو بعنوان " النماذج التي ذكرها الكاتبان ", وفيه يتطرق الباحث لعرض بعض الأمثلة والنماذج لملوك قد تحلوا بفضيلة الرحمة مع رعاياهم, حيث نجد سينيكا يذكر نموذجا عمليا للتحلي بالرحمة, والمتمثل في الإمبراطور أوغسطس, ونجد تاسو
أيضا يذكر بعض المواقف لبعض الملوك الذين استخدموا الرحمة مع رعاياهم, وسنلاحظ أيضا في هذا المبحث التأثر الواضح لتوركواتو تاسو عند كتابته لمحاورته " عن الرحمة " بعمل سينيكا " عن الرحمة ".
وقد اعتمد الباحث على مصادر ومراجع ومقالات متنوعة، ففيما يتعلق بالمصادر، فقد اعتمد الباحث في النص اللاتيني على المصدر :
Seneca: Moral Essays, translated by John W., the Loeb Classical Library, vol. 1, London: W. Heinemann, 1928.
كما قام الباحث بترجمة ما يلزم من النص اللاتيني والذي يخدم نقاط البحث. أما فيما يتعلق بالنص الإيطالي فقد اعتمد الباحث على المصدر:
Torquato Tasso: Dialoghi, a cura di Giovanni Baffetti, Classici Rizzoli, vol. 2, Milano, 1998.
كما قام الباحث بترجمة ما يلزم من النص الإيطالي والذي يخدم نقاط البحث.
Other data
Title | " عن الرحمة " بين سينيكا وتوركواتو تاسو دراسة مقارنة | Other Titles | " De Clementia " between Seneca and Torquato Tasso A Comparative Study | Authors | محمود كمال عبدالمولى الجمال | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.