السياسة الخارجية للدولة التيمورية في بلاد القَبْجَاق (771 - 807ه/1369 - 1405م)
أحمد عبد المعين الدحروج;
Abstract
منهج البحث : فقد اعتمد الباحث على المنهج التاريخي الاستقرائي, والوصفي التحليلي.
وقد اشتمل البحث على : مقدمة, وتمهيد, وثلاثة فصول, وخاتمة . فبدأ البحث بتمهيدٍ وعنوانه : "بلاد القبجاق وما وراء النهر... تعريف جغرافي وسياسي قبيل قيام الدولة التيمورية", تناول فيه الباحث الحديث عن أصل تسمية القبجاق, ومن أين أتت, وعن الإطار الجغرافي لهذه البلاد, مع لمحة تاريخية عن تاريخ خانية القبجاق منذ وصول المغول إلى فترة ظهور توقتاميش الذي يعد محور العلاقة مع الدولة التيمورية في عهد تيمورلنك. كما قمت بالتعريف ببلاد ما وراء النهر- مركز الدولة التيمورية - تعريفاً جغرافيًّا, مسلطاً الضوء على تاريخ تلك المنطقة في ظل خانية جغتاي, ذاكراً أهم الحكام الذين حكموا حتى ظهور شخصية تيمورلنك.
وفي الفصل الأول- وعنوانه : "قيام الدولة التيمورية في بلاد ما وراء النهر "- تحدث الباحث عن مولد تيمورلنك, وأصله, وحياته المبكرة التي نشأ فيها إلى أن اشتد عوده, ودخل في خدمة الجغتائيين, وقيامه فيما بعد بالتمرد عليهم, وتحالفه مع الأمير حسين, حتى استطاعا طرد المغول من بلاد ما وراء النهر. كما تحدث الباحث عن علاقة تيمورلنك بالأمير حسين, حيث بدأت تلك العلاقة بالتحالف ضد مغول الجتة, لطردهم مما وراء النهر, وانتهت بالحرب, والتي راح ضحيتها الأمير حسين, وانفرد تيمورلنك بحكم ما وراء النهر . كما تناول الباحث الحديث عن أهم الأعمال التي قام بها تيمورلنك لتنظيم أمور دولته الناشئة, وعن أهم المؤسسات التي اعتمد عليها في تسيير أمور دولته, إضافة للحروب التي خاضها من أجل تأمين حدود تلك الدولة الناشئة .
وأشار الباحث في الفصل الثاني - وعنوانه : "العلاقة الخارجية بين الدولة التيمورية ومغول القبجاق"- إلى بدايات العلاقة بين الدولتين, منذ لجوء توقتاميش إلى تيمورلنك هارباً من أوروس خان, وكيف قام تيمورلنك بمد يد العون له أثناء حروبه مع أوروس خان, وخلفائه من بعده, إلى أن وصل لعرش خانية القبجاق. كما تحدث عن الأعمال العسكرية التي قام بها توقتاميش لتوحيد خانية القبجاق, وإخضاعه للإمارات الروسية المتمردة على المغول. بعد ذلك تناول الحديثَ عن تحول العلاقة بين تيمورلنك وتوقتاميش, وكيف وصلت إلى قيام الأخير بالاعتداء على الأراضي التيمورية بحملتين منفصلتين؛ الأولى : على تبريز مستغلًّا بُعد تيمورلنك, والثانية : على ما وراء النهر مستغلًّا غياب تيمورلنك عن مركزه .
وقد ختم الباحث دراسته للموضوع في الفصل الثالث- وعنوانه : "جهود الدولة التيمورية التوسعية في بلاد القبجاق"- والذي عرضت فيه للأعمال العسكرية التي قام بها تيمورلنك ضد خانية القبجاق, مفصلاً الحديث عن حملته الأولى, والتي تمخّض عنها معركة كوندوزتشا (793ه/1389م), وعن الحملة الثانية والتي كانت بدايتها معركة تيرك (797ه/1394م), والتي أخضع بها تيمورلنك بلاد القبجاق لسيطرته, وقام بتنصيب خانٍ موالٍ له عليها, ورجع إلى بلاده بعد تدميره لعاصمة مغول القبجاق "سراي", كما قام الباحث بالحديث عن أوضاع بلاد القبجاق بعد رحيل تيمورلنك عنها, فقد تنازع الأمراء هناك فيما بينهم, وظهرت مطامع دول أوربا الشرقية في خانية القبجاق, وخاصة ليتوانيا, التي استغلت هروب توقتاميش إليها لتوسيع حدودها على حساب الخانية, بحجة إعادة توقتاميش إلى منصبه, مسلطاً الضوء على الحروب والأوضاع التي كانت سائدة, من مغادرة تيمورلنك إلى مقتل توقتاميش.
وبعد ذلك جاءت الخاتمة والتي اشتملت على نتائج البحث .
ثم أرفقت بالبحث بعضَ الملاحق المهمة المتعلقة بموضوع , والتي تلق الضوء على بعض جوانبه وتزيدها اتضاحًا .
هذا وقد استلزم إعداد هذه الدراسة الرجوع إلى الكثير من المصادر والمراجع منها :
أولاً : المصادر العربية :
اعتمد الباحث في إعداد هذا البحث على مجموعة من المصادر العربية التي تناولت الحديث عن موضوع البحث, ومن أهمها :
1- ابن خلدون : (ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإشبيلي التونسي, تــ 808هـ/1405م), في كتابه "العبر, وديوان المبتدأ والخبر, في أيام العرب والعجم والبربر, ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"( ), وابن خلدون من الشخصيات القليلة التي جالست تيمورلنك وترجمتْ له. وقد دخل معه في حوار مباشر, ظهرت فيه حنكة ابن خلدون في النجاة من الوقوع ضحية لتيمورلنك. وقد خصص ابن خلدون قسماً من كتابه للحديث عن المغول من نشأتهم وصولاً إلى تيمورلنك, كما انفرد بذكر بعض الأحداث عن بدايات العلاقة بين تيمورلنك وتوقتاميش لم نجدها عند غيره من المؤرخين, فكتابه من الكتب المهمة, وخاصة لدارسي تلك الحقبة .
2- المقريزي : (تقي الدين أحمد بن علي المقريزي, تــ845هـ/1441م), في كتابه : "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة"( ). وهذا المصدر من كتب التراجم المهمة, حيث قدّم به المقريزي تعريفاً عن جوجي خان وورثته من بعده, وصولاً إلى توقتاميش, وعلاقته مع تيمورلنك, كما يتناول شخصية تيمورلنك من مولده إلى وفاته, ذاكراً حياته وحروبه, كما تحدث عن ذريتهِ, وأنهي حديثه بالكلام على صفات تيمورلنك. وتعتبر المادة الموجود في كتاب "درر العقود", اختصاراً لما ورد في كتاب "عجائب المقدور" مع بعض الزيادات في بعض المحطات, ولكن أسلوب المقريزي كان أسهل, وبعيداً عن السجع الذي وقع فيه ابن عربشاه, فأفقد كتابه الكثير من الدقة.
3_ ابن عربشاه : (شهاب الدين أحمد بن محمد الدمشقي, تـ 854هـ\1353م), وكتابه : "عجائب المقدور في نوائب تيمور"( ), ويعد من أهم المصادر التي دونت سيرة تيمورلنك, وهو يشير إلى حوادث تيمورلنك الأولى بشيء من التشكك في صحتها, ويورد أحياناً للقصة الواحدة روايتين أو ثلاثاً. وخلال سرده كثيراً ما يتعرض لتفاصيل جغرافية عن المناطق والبلاد, وكثيراً ما يشير إلى أصل وجودها, مثل الحديث عن سراي عاصمة مغول القبجاق, وعن سكانها ودياناتهم, كما تناول في جزء كبير منه العلاقة بين تيمورلنك وتوقتاميش, وفضْل تيمورلنك عليه, ونكران توقتاميش للجميل, لكنه يدمج الحوادث في بعضها, ولا يعطينا تواريخ تلك الأحداث. كما أنه لا يقدم أسباباً منطقية للكثير من الأحداث. والقارئ لكتابه يجد سمة الكراهية واضحة لتيمورلنك . ورغم اتباعه أُسلوب السجع الذي يضعف أحياناً قوة العرض التاريخي, فإن كتابه يعدُّ من أهم المصادر التاريخية؛ لأنه كان معاصراً لتك الحقبة, وشهد كثيراً منها, خاصة مرحلة ما بعد غزو تيمورلنك لبلاد الشام.
3- ثانياً : المصادر الفارسية والمعربة :
1- مذكرات تيمورلنك( ): التي تنسب لتيمورلنك نفسه, وهي تماثل كتاب "الياسا" لجنكيزخان, حيث دوّن فيها تيمورلنك الأحداث التاريخية منذ تمرده على مغول الجتة حتى وصوله للسلطة, إضافة للنظم التي اتبعها في تأسيس دولته , والمؤسسات الإدارية التي كانت تقوم عليها تلك الدولة, كما تحدث فيها عن الحروب التي خاضها باختصار, إضافة عن علاقته مع الطوائف والمؤسسات التي تتكون منها الدولة, وخاصة الجيش, وختم كتابه بالحديث عن الخطط العسكرية الحديثة التي اتبعها في حروبه. وقد أفاد الباحث كثيراً, وخاصة من خلال المعلومات التي تتحدث عن المؤسسات الإدارية التي قامت عليها الدولة التيمورية , إضافة للأحداث التاريخية.
2- شرف الدين يزدي : تـ (858هـ/1454م), في كتابه :"ظفرنامه"( ), حيث اعتمد يزدي لدرجة كبيرة على كتاب "ظفرنامه" لمؤرخ تيمورلنك "نظام الدين الشامي", كما نقل مادته عن أشخاص الذين كانوا على صلة مباشرة بتيمورلنك, وشاركوه حروبه, وكان لهم اطلاع خاص على بعض الحوادث. ويعد كتاب "ظفرنامه" من أهم الكتب التي تؤرخ لتيمورلنك؛ حيث حوى تفصيلات وجزئيات عن حياة تيمورلنك وحروبه, فقدم لنا معلومات نكاد لا نجدها في مصدر آخر, وظهر واضحاً تمجيده وتعظيمه لتيمورلنك, فنراه يكثر من استخدام المحسنات اللفظية والتشبيهات والاستعارات, بل والمنظومات الشعرية التي تمدح تيمورلنك. لكنه مع ذلك يبقى من أهم المصادر الفارسية لتلك الفترة, وقد أمد الباحث بكثير من المعلومات التي كانت أساساً للبحث.
3-عبد الرزاق السمرقندي, تـ (887هـ/1482م),في كتابه :"مطلع السعدين ومجمع البحرين"( ), فقد عاش السمرقندي في هراة وسمرقند إبان فترة ازدهار الحكم التيموري في عهد خلفاء تيمورلنك, ويعدّ كتابه من أمتع الكتب العلمية التي كتبت عن فترة تاريخ الأسرة التيمورية, ونرى إقلاله من مدح تيمورلنك مقارنة بظفرنامه, وقد ترجم الجزءَ الأولَ منه الباحثُ أحمد رياض عز العرب, بهدف حصوله على درجة الماجستير. وقد أفاد منه الباحث كثيراً وخاصة فيما يتعلق بالمرحلة الأولى من حياة تيمورلنك .
وقد اشتمل البحث على : مقدمة, وتمهيد, وثلاثة فصول, وخاتمة . فبدأ البحث بتمهيدٍ وعنوانه : "بلاد القبجاق وما وراء النهر... تعريف جغرافي وسياسي قبيل قيام الدولة التيمورية", تناول فيه الباحث الحديث عن أصل تسمية القبجاق, ومن أين أتت, وعن الإطار الجغرافي لهذه البلاد, مع لمحة تاريخية عن تاريخ خانية القبجاق منذ وصول المغول إلى فترة ظهور توقتاميش الذي يعد محور العلاقة مع الدولة التيمورية في عهد تيمورلنك. كما قمت بالتعريف ببلاد ما وراء النهر- مركز الدولة التيمورية - تعريفاً جغرافيًّا, مسلطاً الضوء على تاريخ تلك المنطقة في ظل خانية جغتاي, ذاكراً أهم الحكام الذين حكموا حتى ظهور شخصية تيمورلنك.
وفي الفصل الأول- وعنوانه : "قيام الدولة التيمورية في بلاد ما وراء النهر "- تحدث الباحث عن مولد تيمورلنك, وأصله, وحياته المبكرة التي نشأ فيها إلى أن اشتد عوده, ودخل في خدمة الجغتائيين, وقيامه فيما بعد بالتمرد عليهم, وتحالفه مع الأمير حسين, حتى استطاعا طرد المغول من بلاد ما وراء النهر. كما تحدث الباحث عن علاقة تيمورلنك بالأمير حسين, حيث بدأت تلك العلاقة بالتحالف ضد مغول الجتة, لطردهم مما وراء النهر, وانتهت بالحرب, والتي راح ضحيتها الأمير حسين, وانفرد تيمورلنك بحكم ما وراء النهر . كما تناول الباحث الحديث عن أهم الأعمال التي قام بها تيمورلنك لتنظيم أمور دولته الناشئة, وعن أهم المؤسسات التي اعتمد عليها في تسيير أمور دولته, إضافة للحروب التي خاضها من أجل تأمين حدود تلك الدولة الناشئة .
وأشار الباحث في الفصل الثاني - وعنوانه : "العلاقة الخارجية بين الدولة التيمورية ومغول القبجاق"- إلى بدايات العلاقة بين الدولتين, منذ لجوء توقتاميش إلى تيمورلنك هارباً من أوروس خان, وكيف قام تيمورلنك بمد يد العون له أثناء حروبه مع أوروس خان, وخلفائه من بعده, إلى أن وصل لعرش خانية القبجاق. كما تحدث عن الأعمال العسكرية التي قام بها توقتاميش لتوحيد خانية القبجاق, وإخضاعه للإمارات الروسية المتمردة على المغول. بعد ذلك تناول الحديثَ عن تحول العلاقة بين تيمورلنك وتوقتاميش, وكيف وصلت إلى قيام الأخير بالاعتداء على الأراضي التيمورية بحملتين منفصلتين؛ الأولى : على تبريز مستغلًّا بُعد تيمورلنك, والثانية : على ما وراء النهر مستغلًّا غياب تيمورلنك عن مركزه .
وقد ختم الباحث دراسته للموضوع في الفصل الثالث- وعنوانه : "جهود الدولة التيمورية التوسعية في بلاد القبجاق"- والذي عرضت فيه للأعمال العسكرية التي قام بها تيمورلنك ضد خانية القبجاق, مفصلاً الحديث عن حملته الأولى, والتي تمخّض عنها معركة كوندوزتشا (793ه/1389م), وعن الحملة الثانية والتي كانت بدايتها معركة تيرك (797ه/1394م), والتي أخضع بها تيمورلنك بلاد القبجاق لسيطرته, وقام بتنصيب خانٍ موالٍ له عليها, ورجع إلى بلاده بعد تدميره لعاصمة مغول القبجاق "سراي", كما قام الباحث بالحديث عن أوضاع بلاد القبجاق بعد رحيل تيمورلنك عنها, فقد تنازع الأمراء هناك فيما بينهم, وظهرت مطامع دول أوربا الشرقية في خانية القبجاق, وخاصة ليتوانيا, التي استغلت هروب توقتاميش إليها لتوسيع حدودها على حساب الخانية, بحجة إعادة توقتاميش إلى منصبه, مسلطاً الضوء على الحروب والأوضاع التي كانت سائدة, من مغادرة تيمورلنك إلى مقتل توقتاميش.
وبعد ذلك جاءت الخاتمة والتي اشتملت على نتائج البحث .
ثم أرفقت بالبحث بعضَ الملاحق المهمة المتعلقة بموضوع , والتي تلق الضوء على بعض جوانبه وتزيدها اتضاحًا .
هذا وقد استلزم إعداد هذه الدراسة الرجوع إلى الكثير من المصادر والمراجع منها :
أولاً : المصادر العربية :
اعتمد الباحث في إعداد هذا البحث على مجموعة من المصادر العربية التي تناولت الحديث عن موضوع البحث, ومن أهمها :
1- ابن خلدون : (ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد الإشبيلي التونسي, تــ 808هـ/1405م), في كتابه "العبر, وديوان المبتدأ والخبر, في أيام العرب والعجم والبربر, ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"( ), وابن خلدون من الشخصيات القليلة التي جالست تيمورلنك وترجمتْ له. وقد دخل معه في حوار مباشر, ظهرت فيه حنكة ابن خلدون في النجاة من الوقوع ضحية لتيمورلنك. وقد خصص ابن خلدون قسماً من كتابه للحديث عن المغول من نشأتهم وصولاً إلى تيمورلنك, كما انفرد بذكر بعض الأحداث عن بدايات العلاقة بين تيمورلنك وتوقتاميش لم نجدها عند غيره من المؤرخين, فكتابه من الكتب المهمة, وخاصة لدارسي تلك الحقبة .
2- المقريزي : (تقي الدين أحمد بن علي المقريزي, تــ845هـ/1441م), في كتابه : "درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة"( ). وهذا المصدر من كتب التراجم المهمة, حيث قدّم به المقريزي تعريفاً عن جوجي خان وورثته من بعده, وصولاً إلى توقتاميش, وعلاقته مع تيمورلنك, كما يتناول شخصية تيمورلنك من مولده إلى وفاته, ذاكراً حياته وحروبه, كما تحدث عن ذريتهِ, وأنهي حديثه بالكلام على صفات تيمورلنك. وتعتبر المادة الموجود في كتاب "درر العقود", اختصاراً لما ورد في كتاب "عجائب المقدور" مع بعض الزيادات في بعض المحطات, ولكن أسلوب المقريزي كان أسهل, وبعيداً عن السجع الذي وقع فيه ابن عربشاه, فأفقد كتابه الكثير من الدقة.
3_ ابن عربشاه : (شهاب الدين أحمد بن محمد الدمشقي, تـ 854هـ\1353م), وكتابه : "عجائب المقدور في نوائب تيمور"( ), ويعد من أهم المصادر التي دونت سيرة تيمورلنك, وهو يشير إلى حوادث تيمورلنك الأولى بشيء من التشكك في صحتها, ويورد أحياناً للقصة الواحدة روايتين أو ثلاثاً. وخلال سرده كثيراً ما يتعرض لتفاصيل جغرافية عن المناطق والبلاد, وكثيراً ما يشير إلى أصل وجودها, مثل الحديث عن سراي عاصمة مغول القبجاق, وعن سكانها ودياناتهم, كما تناول في جزء كبير منه العلاقة بين تيمورلنك وتوقتاميش, وفضْل تيمورلنك عليه, ونكران توقتاميش للجميل, لكنه يدمج الحوادث في بعضها, ولا يعطينا تواريخ تلك الأحداث. كما أنه لا يقدم أسباباً منطقية للكثير من الأحداث. والقارئ لكتابه يجد سمة الكراهية واضحة لتيمورلنك . ورغم اتباعه أُسلوب السجع الذي يضعف أحياناً قوة العرض التاريخي, فإن كتابه يعدُّ من أهم المصادر التاريخية؛ لأنه كان معاصراً لتك الحقبة, وشهد كثيراً منها, خاصة مرحلة ما بعد غزو تيمورلنك لبلاد الشام.
3- ثانياً : المصادر الفارسية والمعربة :
1- مذكرات تيمورلنك( ): التي تنسب لتيمورلنك نفسه, وهي تماثل كتاب "الياسا" لجنكيزخان, حيث دوّن فيها تيمورلنك الأحداث التاريخية منذ تمرده على مغول الجتة حتى وصوله للسلطة, إضافة للنظم التي اتبعها في تأسيس دولته , والمؤسسات الإدارية التي كانت تقوم عليها تلك الدولة, كما تحدث فيها عن الحروب التي خاضها باختصار, إضافة عن علاقته مع الطوائف والمؤسسات التي تتكون منها الدولة, وخاصة الجيش, وختم كتابه بالحديث عن الخطط العسكرية الحديثة التي اتبعها في حروبه. وقد أفاد الباحث كثيراً, وخاصة من خلال المعلومات التي تتحدث عن المؤسسات الإدارية التي قامت عليها الدولة التيمورية , إضافة للأحداث التاريخية.
2- شرف الدين يزدي : تـ (858هـ/1454م), في كتابه :"ظفرنامه"( ), حيث اعتمد يزدي لدرجة كبيرة على كتاب "ظفرنامه" لمؤرخ تيمورلنك "نظام الدين الشامي", كما نقل مادته عن أشخاص الذين كانوا على صلة مباشرة بتيمورلنك, وشاركوه حروبه, وكان لهم اطلاع خاص على بعض الحوادث. ويعد كتاب "ظفرنامه" من أهم الكتب التي تؤرخ لتيمورلنك؛ حيث حوى تفصيلات وجزئيات عن حياة تيمورلنك وحروبه, فقدم لنا معلومات نكاد لا نجدها في مصدر آخر, وظهر واضحاً تمجيده وتعظيمه لتيمورلنك, فنراه يكثر من استخدام المحسنات اللفظية والتشبيهات والاستعارات, بل والمنظومات الشعرية التي تمدح تيمورلنك. لكنه مع ذلك يبقى من أهم المصادر الفارسية لتلك الفترة, وقد أمد الباحث بكثير من المعلومات التي كانت أساساً للبحث.
3-عبد الرزاق السمرقندي, تـ (887هـ/1482م),في كتابه :"مطلع السعدين ومجمع البحرين"( ), فقد عاش السمرقندي في هراة وسمرقند إبان فترة ازدهار الحكم التيموري في عهد خلفاء تيمورلنك, ويعدّ كتابه من أمتع الكتب العلمية التي كتبت عن فترة تاريخ الأسرة التيمورية, ونرى إقلاله من مدح تيمورلنك مقارنة بظفرنامه, وقد ترجم الجزءَ الأولَ منه الباحثُ أحمد رياض عز العرب, بهدف حصوله على درجة الماجستير. وقد أفاد منه الباحث كثيراً وخاصة فيما يتعلق بالمرحلة الأولى من حياة تيمورلنك .
Other data
| Title | السياسة الخارجية للدولة التيمورية في بلاد القَبْجَاق (771 - 807ه/1369 - 1405م) | Other Titles | The foreign policy of the State of Timorese in El Kapchak 771-807\1369-1405 | Authors | أحمد عبد المعين الدحروج | Issue Date | 2016 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G12535.pdf | 1.05 MB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.