تقويم كفايات تعليم القراءة لدى معلمي اللغة العربية في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية

Abstract

يشغل فن القراءة مكاناً بارزاً بين فنون اللغة؛ فهي إحدى النوافذ الأساسية التي يدخل منها الإنسان على المعرفة والثقافة في العالم، كما تساعد في بناء شخصيته وصقلها عن طريق ما تكسبه من خبرات وما تمده من معارف، علاوة على أنها وسيلة من وسائل الاستمتاع وأداة من أدوات حل المشكلات وحافزاً من حوافز التفكير الإبداعي؛ فالقراءة المقصودة هنا لا تقف عند حد تعرف الكلمات والنطق بها بل تمتد إلى الفهم، وقد تصل إلى حد التمرد على النص ورفضه إن لم يتوافق مع المحصلة المعرفية للقارئ. وتبرز أهمية القراءة في المرحلة الابتدائية- بصفة عامة- وفى الصفوف الثلاثة الأولى منها- بصفة خاصة؛ حيث تزيد من نمو التلميذ اللغوي، وقدرته على استخدام مهارات مختلفة في عملية الإنتاج اللغوي، وتمكنه من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين. فضلاً عن أن هذه المرحلة هي القاعدة التي يبنى عليها ما يأتي من مراحل تعليمية؛ ومن ثم فالمدرسة الابتدائية تحدد بطريق أو بآخر مستقبل التلميذ، كما تحدد طاقاته وإمكاناته، وتفشل فشلاً ذريعاً إذا لم تنجح في تعليم تلاميذها القراءة تعليماً جيداً. وتحقيق هدف تعلم تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى الابتدائية القراءة بشكل صحيح يتوقف بالدرجة الأولى على المعلم ومدى تمكنه من مهاراتها؛ فالمعلم هو صانع التدريس وهو أداته التنفيذية، ويعتبر التدريس كذلك نتاج مباشر لما يتصف به المعلم من خلفيات متنوعة وخصائص وكفايات؛ ولذا يعد المعيار الحقيقي لنجاح المعلم في مهنته موقعه في الكفايات العامة والخاصة؛ حيث إن أداء المعلم التدريسي يجب أن يتوفر فيه حد معين من تلك الكفايات بشكل يحقق له مستوى من الجودة والتميز في العملية التعليمية، وهذا يعنى أن أداءه التدريسي يمكن تنميته وتقويمه في ضوء تلك الكفايات . ولقد أصبح أسلوب الكفايات من أهم الاتجاهات التربوية في إعداد المعلمين وتنميتهم مهنياً وتقويمهم . وانتقل الاهتمام في إعداد المعلم من الاهتمام بحصول الطالب المعلم على شهادة تبين نجاحه في مقررات مرتبطة بمهنة التدريس إلى الاهتمام بإتقان الطالب المعلم للكفايات الأساسية اللازمة لمهنة التدريس، والفكرة الأساسية التي تعتمد برامج الكفايات هي أن التدريس سلوك يمكن تحديد مهاراته وضبطها وقياسها، وأن النجاح في التدريس يتطلب التمكن من هذه المهارات .