موقف الجامعة العربية من أزمة العلاقات المصرية - العربية (1977 - 1989)

Abstract

تتناول هذه الدراسة (موقف الجامعة العربية من أزمة العلاقات المصرية – العربية) "1977- 1989"، ونقطة البداية في هذه الدراسة كانت بداية دخول المنطقة لمرحلة السلام، ونبذ الحرب بزيارة السادات للقدس في نوفمبر 1977، ويرجع اختياري لهذا التاريخ بالذات لتبدأ به الدراسة إلى عدة أسباب؛ تأتي في مقدمتها الأهمية التاريخية لهذا الحدث، وما تمخض عنه من نتائج خطيرة على الأمة العربية بصفة عامة، وعلى جامعة الدول العربية بصفة خاصة، حيث أثرت بشدة في موازين السياسات والأنظمة العربية. أما نقطة النهاية التي تتوقف عندها الدراسة فهي عام 1989، وترجع أهميته إلى أنه العام الذي شهد عودة العلاقات المقطوعة بين مصر والدول العربية بعد غياب داما سنوات طويلة، وعودة الجامعة إلى مقرها الأصلي في قلب القاهرة لتبدأ رحلة عمل جديدة بعد نقلها واقتلاع جذورها وزرعها في بيئة جديدة عليها بتونس، وتستمد الدراسة أهميتها من كونها تعالج فترة انتقالية في تاريخ الجامعة العربية. ولقد ألقت الدراسة الضوء على موقف الجامعة من أزمة العلاقات المصرية - العربية، فتتبعت موقف الجامعة ودورها تجاه هذه الأزمة الشائكة التي أثرت عليها وعلى دورها وفاعليتها في المنطقة، فغدت عاجزة بعد اقتلاع مصر من أحضانها، وما بذلته من جهود في ظل ظروف حالكة أحاطت بها فكبلتها بالقيود والأغلال. عالج الفصل التمهيدي موقف الجامعة من بداية أزمة العلاقات بين مصر والدول العربية في الفترة ما بين 1973-1976، فتطرق إلى تأثير التوجه السلمي لمصر بعد حرب أكتوبر73، وبعد قمة التضامن الوفاق العربي ووحدة الصف والكلمة إلى معسكر الأعداء، والانصياع معهم نحو تحقيق سلام منفرد، وكيف وقفت الجامعة حائرة ضعيفة بين مصر والدول العربية. أما الفصل الأول ، فتناولت فيه زيارة الرئيس المصري إلى بيت العدو غير مكترث بشيء ولا من شيء ولا على شيء ، وتتبعت ردود الفعل المتباينة لدول الجامعة الأعضاء من هذه المبادرة التي تقلدها السادات في نوفمبر 1977، حيث قمت برصد موقف كل دولة على حدة من هذه المبادرة. وعالج الفصل الثاني، القمة الثلاثية في كامب ديفيد تحت رعاية الولايات المتحدة التي رغبت في ذلك الوقت تحقيق السلام الشامل على كافة الجبهات إلا أن حليفتها لم تمهلها لذلك، وإنما ساقتها للمشاركة في دعم سلام منفرد بينها وبين مصر. كما أشار هذا الفصل إلى ردود فعل دول الجامعة العربية من اتفاقيتي كامب ديفيد التي نجمت عن هذه القمة، وكذلك عالج القمة العربية التاسعة في بغداد التي كانت أقوي رد فعل عربي على الموقف المصري المناصر للأعداء. وانتقلت في الفصل الثالث إلى دراسة معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في 26 مارس 1979، وما نجم عنها من ردة فعل شرسة من قبل الدول العربية تبلورت في عقد مؤتمر وزراء الخارجية والاقتصاد والمال العرب الذي تقلدته جبهة الرفض العربية، التي طبقت فيه أبشع قرارات من الممكن أن توجه إلى دولة عربية خارجة عن الإجماع العربي اتجاه قضية شائكة مثل قضية الصراع العربي - الإسرائيلي، بأن أعلنوا المقاطعة العربية ضد مصر، بل وبتجميد عضويتها في الجامعة العربية، ونقل مقرها من القاهرة إلى تونس، ولم يكتفوا بذلك وإنما فرضوا عليه حصار شديد في كافة المجالات، فغدت مصر في عزلة حادة. أما الفصل الرابع، فتناول انفراج أزمة العلاقات المصرية – العربية بعد أن تأزم الوضع على الساحة العربية، الأمر الذي تطلب ضرورة عودة مصر إلى الخريطة العربية لتتقلد دورها الزعامي الذي لم تستطع أي دولة عربية أن تملئه، وتحتله منها رغم المحاولات العديدة التي بذلها الراغبين في الزعامة كالعراق وسوريا والسعودية إلا أنهم فشلوا فشلاً ذريع في تحقيق هذه الغاية، كما عالجت في هذا الفصل الخطوات الفعلية التي ساعدت على رأب الصدع بين مصر والدول العربية، والتي تمثلت في ما لعبته حرب الخليج الأولى من دور بارز في الوقوف على أهمية مصر في محيطها العربي القومي، هذا فضلاً عن الهجمة الإسرائيلية الشرسة من قبل إسرائيل على لبنان في عام 1982، وما كشفته من ضرورة عودة مصر إلى المنطقة، وما لعبته الجهود المصرية على الساحة الفلسطينية من دور قوي دفع نحو عودة العلاقات بين الأشقاء، إلى أن لبت في النهاية مصر بعد النداء العربي لها بضرورة العودة، فعادت المياه إلى مجاريها بين مصر والدول العربية، ورجعت في النهاية الجامعة إلى مقرها الطبيعي في القاهرة وعادت مصر لتتقلد مكانتها داخلها. وانتهت الرسالة بمجموعة من النتائج المهمة حول أزمة العلاقات المصرية – العربية في هذه الفترة الحرجة، وموقف الجامعة منها، وتأثرها من وراء هذه الأزمة.