صـراع الـــذات في شعــر السيــاب (مقاربـة نفسيـة نصية)
إيناس رمضان عمر الشَّتيوي;
Abstract
العلاقة بين الأدب والنّفس لا تحتاج إلى إثبات؛ لأنَّه ليس هناك من ينكرها, فالنَّفس تصنعُ الأدبَ, وكذلك يصنعُ الأدبُ النَّفسَ, النَّفس تجمعٌ أطراف الحياة لكي تصنعَ منها الأدبَ, والأدب يرتاد حقائقَ الحياة لكي يضيء جوانب النَّفس, والنَّفس التي تتلقى الحياة لتصنع الأدب هي النَّفس التي تتلقى الأدب لتصنع الحياة.
وقد شكَّل هذا الموضوعُ ميدانًا فسيحًا في الدِّراسات النَّقدية و البلاغية القديمة و الحديثة, و احتوى العديد من الآراء من جانب الشَّرح و التفسير, فقد اهتم النقاد القدامى كثيرًا بدراسة علاقة النَّص الأدبي بنفسيَّة صاحبه من خلال " البحث في صحة المعاني أو فسادها في الدَّلالة على حالة الشَّاعر و ملاءمتها لمزاجه و طبعه, و في العناية بتقويم المحسنات و أساليب الجمال"( ).
وقد كان (فرويد) يرى أنَّ التحليلَ النّفسيّ يجب أن يستسلم أمام العبقرية الفنيَّة ومشكلة الأسلوب الفني. وفي كلِّ من الأدب والتحليل النَّفسيّ, يحتلُ الأسلوبُ مكانًا رفيعًا, بل هو المفتاح لفهم الدَّوافع الكامنة وراء الأصوات العديدة.
وتُعدُّ الذَّاتُ الشَّاعرة محور العملية النَّقدية في النّقد الحديث لكونها المصدر الرَّئيس للكتابة الشِّعريَّة, لدرجة أنَّ نقاد الحداثة جعلوها بدلًا عن المؤلف و أفاضوا في دراستِها والتنظير لها, حتى باتت هده الذَّاتُ ذوات لا يمكن لقارئ الشِّعر تخطي عتباتها الممهورة بلمسات الإبداع, فقالوا إنَّ الذَّاتَ الكاتبة تعيش لحظة الكتابة الشِّعريَّة حالة انشطار, فتغدو الذَّات ذاتين تكتبُ الأولى إلى الثانية, وتنتظر الرَّنين ورجع الصَّدى, إذ إنَّ المؤلف إذا ما عاد إلى نصِّه المكتوب بعد الفراغ من كتابته سيحلُ عليه ضيفًا ورقيًا؛ لأنّ الّذي كتب هو الذَّات, وأنَّ هذه الذّات الكاتبة قد تلاشت على الورق.
الكتابة إذًا عذابٌ والاسترسالُ فيها أليم كما يقول "بورس باسترناك" ولكن لابد للكاتب من الاسترسال, انطلاقًا من هذا التصور بدأنا رحلتنا مع الذَّات السيَّابيَّة تحت عنوان
(صراع الذّات في شعر السيَّاب)(مقاربة نفسيَّة نصيَّة), حاولنا خلالها الاشتغال على النَّص السيَّابي بشكلٍ يبرز الترابط و التفاعل بين مختلف مكوناته, و ذلك بمقاربةٍ تستفيد من الدِّراسات النَّصيَّة المعاصرة مع اندماجها ضمن مقاربة نفسيَّة مفتوحة و منفتحة, و الغاية ليست الكشف عن أمراض الذَّات السيَّابيَّة وعقدها, بل هي مقاربة هذه العلاقات و الرَّوابط المعقدة بين السَّردي و النَّفسيَّ, بين الكتابة و اللا شعور, و الكشف عن الدَّور الذي لعبته تلك الصِّراعات الباطنيَّة و الآليات القتاليَّة في مدِّ الصُّورة الشعريَّة بذلك الكمِّ من التجسيد و الحركة التي تجلَّت في نتاجها الأدبي و تغلغلت في دلالتها النَّصيَّة, فبدت و كأنّها تتعذب في كلِّ كلمة تكتبها, وكأنَّها ترسم هذه الصُّور بمداد القلب.
وقد شكَّل هذا الموضوعُ ميدانًا فسيحًا في الدِّراسات النَّقدية و البلاغية القديمة و الحديثة, و احتوى العديد من الآراء من جانب الشَّرح و التفسير, فقد اهتم النقاد القدامى كثيرًا بدراسة علاقة النَّص الأدبي بنفسيَّة صاحبه من خلال " البحث في صحة المعاني أو فسادها في الدَّلالة على حالة الشَّاعر و ملاءمتها لمزاجه و طبعه, و في العناية بتقويم المحسنات و أساليب الجمال"( ).
وقد كان (فرويد) يرى أنَّ التحليلَ النّفسيّ يجب أن يستسلم أمام العبقرية الفنيَّة ومشكلة الأسلوب الفني. وفي كلِّ من الأدب والتحليل النَّفسيّ, يحتلُ الأسلوبُ مكانًا رفيعًا, بل هو المفتاح لفهم الدَّوافع الكامنة وراء الأصوات العديدة.
وتُعدُّ الذَّاتُ الشَّاعرة محور العملية النَّقدية في النّقد الحديث لكونها المصدر الرَّئيس للكتابة الشِّعريَّة, لدرجة أنَّ نقاد الحداثة جعلوها بدلًا عن المؤلف و أفاضوا في دراستِها والتنظير لها, حتى باتت هده الذَّاتُ ذوات لا يمكن لقارئ الشِّعر تخطي عتباتها الممهورة بلمسات الإبداع, فقالوا إنَّ الذَّاتَ الكاتبة تعيش لحظة الكتابة الشِّعريَّة حالة انشطار, فتغدو الذَّات ذاتين تكتبُ الأولى إلى الثانية, وتنتظر الرَّنين ورجع الصَّدى, إذ إنَّ المؤلف إذا ما عاد إلى نصِّه المكتوب بعد الفراغ من كتابته سيحلُ عليه ضيفًا ورقيًا؛ لأنّ الّذي كتب هو الذَّات, وأنَّ هذه الذّات الكاتبة قد تلاشت على الورق.
الكتابة إذًا عذابٌ والاسترسالُ فيها أليم كما يقول "بورس باسترناك" ولكن لابد للكاتب من الاسترسال, انطلاقًا من هذا التصور بدأنا رحلتنا مع الذَّات السيَّابيَّة تحت عنوان
(صراع الذّات في شعر السيَّاب)(مقاربة نفسيَّة نصيَّة), حاولنا خلالها الاشتغال على النَّص السيَّابي بشكلٍ يبرز الترابط و التفاعل بين مختلف مكوناته, و ذلك بمقاربةٍ تستفيد من الدِّراسات النَّصيَّة المعاصرة مع اندماجها ضمن مقاربة نفسيَّة مفتوحة و منفتحة, و الغاية ليست الكشف عن أمراض الذَّات السيَّابيَّة وعقدها, بل هي مقاربة هذه العلاقات و الرَّوابط المعقدة بين السَّردي و النَّفسيَّ, بين الكتابة و اللا شعور, و الكشف عن الدَّور الذي لعبته تلك الصِّراعات الباطنيَّة و الآليات القتاليَّة في مدِّ الصُّورة الشعريَّة بذلك الكمِّ من التجسيد و الحركة التي تجلَّت في نتاجها الأدبي و تغلغلت في دلالتها النَّصيَّة, فبدت و كأنّها تتعذب في كلِّ كلمة تكتبها, وكأنَّها ترسم هذه الصُّور بمداد القلب.
Other data
| Title | صـراع الـــذات في شعــر السيــاب (مقاربـة نفسيـة نصية) | Other Titles | Self Conflict in Al Sayyab | Authors | إيناس رمضان عمر الشَّتيوي | Issue Date | 2015 |
Attached Files
| File | Size | Format | |
|---|---|---|---|
| G10558.pdf | 431.36 kB | Adobe PDF | View/Open |
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.