إشكالية الموضوعية في العلوم الطبيعية

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى التدليل على وجود إشكالية في موضوعية العلوم الطبيعية أُسوة بإشكالية الموضوعية القائمة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والتي ساد الاعتقاد بأن العلوم الطبيعية بمنأً عنها. ولتحقيق ذلك يتناول الباحث العلاقة فيما بين الذات العارفة وموضوع المعرفة (أي بين الباحث في العلوم الطبيعية وبين موضوع بحثه) ليتبين أنه لم يعد هناك – مع دقة وتطور النظريات والقوانين العلمية المعاصرة – إمكانيةً للقول بالفصل بين الذات وموضوعها، بل إن القول بالوحدة أو الاندماج (الذي تفرضه الضرورة) هو القول العقلاني والمبرر. فضلاً عمّا اتّضح من التحيّز وعدم الحياد في الممارسات العلمية في العلوم الطبيعية. وبالتدليل على قيام عنصري الذاتية والتحيّز في صلب الممارسات العلمية في العلوم الطبيعية ينتفي مفهوم الموضوعية في تصوره المثالي الذي يبدو من خلال الابتعاد عن أية عناصر ذاتية أو ميول أو تحيزات من قِبَل العلماء في ممارساتهم العلمية. وعليه فإن القول بالذات – موضوع في العلوم الطبيعية هو القول العقلاني والمبرر، وهذا هو التصور البديل الذي يطرحه الباحث أو مقاربةً تمكّن من السير في درب هذه العلوم.