توفيق الطويل وفلسفته الأخلاقيـــة (1909 - 1991) دراسة تحليلية نقدية

Abstract

لم يعد ثمة شك في أن الدكتور (توفيق الطويل) من أهم رواد الفلسفة الخلقية في العالم العربي المعاصر، فهو أول من وضع دراسة عربية متكاملة في فلسفة الأخلاق لا يمكن لأي مهتم بهذا المجال تجاوزها أو التغاضي عنها، تلك الدراسة التي صدرت الطبعة الأولى منها عام 1960م، وجاءت تحت عنوان (الفلسفة الخلقية نشأتها وتطورها) سد بها مكاناً شاغراً في مكتبتنا العربية، فقد ضمت ما عرفته فلسفة الأخلاق عبر تاريخها الطويل، من قيم إنسانية رفيعة لذلك تعد المصدر الرئيس للوقوف على فلسفته الأخلاقية، فقد استعرض فيها مجمل التيارات الأخلاقية على اختلاف صورها منذ العصر الهيليني، وصولاً إلى الفلسفات المعاصرة أبان القرنيين التاسع عشر والعشرين الميلادي. تركز هذه الدراسة أساساً على الدكتور(توفيق الطويل) كشخصية فلسفية معاصرة ذات أثر بالغ الأهمية على الفلسفة الأخلاقية . وتأتي أهميتها في أنها محاولة لكشف النقاب عن فلسفته الأخلاقية لما يمثله من قيمة كبرى باعتباره فيلسوف الأخلاق في العالم العربي المعاصر . أما عن إشكالية الدراسة فهي تكمن في السؤال التالي إلى أي مدى استطاع الدكتور (توفيق الطويل) الوقوف موقفاً معتدلاً بين طرفين لا يكونا ليتلاقيا (الاتجاه الواقعي ، والاتجاه المثالي)؟ وهل هذا الموقف يعني الوقوف على قدم المساواة بين الطرفين؛ أم إنه وسط اعتباري بمعنى إنّه قد يكون أقرب للمثالية منه إلى الواقعية؟