المناطق المهمشة وظيفيا (دراسة حالة المقابر فى المدن المصرية)

Abstract

تُعانى المُدن المصرية حالياً من قضية محدودية الأراضي المُتاحة للتنمية، وخاصة بالمُدن التي لا تمتلك ظهير للنمو عليه، وانعكاس ذلك على ارتفاع أسعار الأراضي الحالية بها. مما استدعى تتبُع سياسة تعظيم استغلال الأرض بالبحث عن الأراضي التي يمكن إعادة تنميتها كالمناطق المهمشة وظيفيا Brownfields)). وهي أراضي مُهملة، وغير مُستغلة، وغير قادرة على أداء وظيفتها الأصلية. وأصبحت حالياً تُستخدم بشكل لا يتلائم مع الاستعمالات المحيطة بها؛ من حيث الموقع، والمُسطح، والقيمة الاقتصادية، ومنها مناطق المقابر المتمركزة داخل المدن – موضوع البحث- كإحدى أهم استعمالات الأراضي المهمشة وظيفيا المعرضة للتغير في إطار ندرة الأراضي والضغوط على تغير استخدامها لتحقيق مجموعة من العوائد الاقتصادية، والاجتماعية، والعمرانية، والبيئية، وارتباطها بعلاقات وظيفية، ومكانية، مباشرة بمُختلف قطاعات المدينة، وكذلك بالمعتقدات الدينية للمجتمع، بخلاف احتلالها لمسطحات ذات قيمة اقتصادية مرتفعة بالقرب من مراكز الخدمات والانشطة. لذا ارتكزت إشكالية البحث على عدم وجود أسلوب علمي للتدخل التخطيطي في التعامل مع مناطق المقابر، والتعارض بين القوى الاقتصادية والقوى البيئية في التعامل معها. وعليه تم دراسة الأطار النظري للمقابر، وسرد تطورها التاريخي في مصر، ومردود ذلك على العمران، وصولا الى تصنيف مناطق المقابر الموجودة في مصر. وهي نمط المقابر التاريخية والذي تتميز به مصر. ونمط المقابر المركزية الذي يخدم تجمع واحد فقط وهو النمط الاكثر شيوعا، وكذلك نمط المقابر الإقليمية والذي يخدم عِدة تجمعات محيطة بالتجمع الأوسط. وقد اعتبرت التصنيفات العمرانية لاستعمالات الأراضي، المقابر جزء لا يتجزأ من تركيب المدينة، ومرتبط بمحاور الحركة الرئيسية. كما انه لا يوجد نمط موحد للتوزيع المكاني لمناطق المقابر في هيكل استعمالات أراضي بالتجمع العمراني، واختلاف نسب مسطح المقابر، وقد ظهر ذلك من خلال استعراض لعدة أمثلة محلية وعالمية، لدراسة أنماط التوزيع المكاني للمقابر، وعلاقتها بالاستعمالات المحيطة. كما تم دراسة وتحليل التجارب المحلية والعالمية، التي تعاملت مع مناطق المقابر ونطاقها العمراني المحيط. بهدف تحديد أهم المُتغيرات المؤثرة سلباً أو إيجاباً على قرارات التدخل التخطيطي؛ والتي تشمل المُتغيرات العمرانية: كالنمو العمراني، وتكثيف الاستعمالات ونوعياتها المحيطة، ومدى الاتصالية والتداخل مع المقابر، وكذلك المتغيرات الاقتصادية: كالقيمة الاقتصادية، والمميزات النسبية، وكيفية تحديدها، والمتغيرات الاجتماعية: من خلال المعتقد الديني، وتأثيره على السلوكيات، والعادات، فيما يخص التعامل مع المقابر، ثم المتغيرات القانونية والتشريعية، وقضايا البيئة، وكذلك تحديد المُتغيرات الأكثر تأثيرا في اتخاذ قرار التعامل معها. والمداخل الفكرية المُستخدمة (المدخل الاقتصادي– المدخل البيئي). ورصد أهم أساليب التعامل المتبعة وهي (أسلوب الإزالة -Clearanceأسلوب المحافظة -Conservationأسلوب إعادة استخدام الأرض بالمدد الزمنية). هذا في إطار التحديات الحالية التي تواجه توفير أراضي المقابر في المدن المصرية، وكيفية التعامل معها، واستعراض التوصيات الرسمية، ومجهودات الدولة في هذا المجال. وأعقب ذلك إسقاط نتائج دراسة وتحليل التجارب المحلية والعالمية التي تعاملت مع المقابر ونطاقها العمراني المحيط، وتطبيقها على المقابر في المدن المصرية، وعلاقتها باستعمالات الأراضي المختلفة من خلال منهجية علمية مُحددة، بهدف تطبيق المُتغيرات المؤثرة على إمكانية استغلال المقابر أو عدم استغلالها كمواقع لإعادة التنمية، والتوصية بأسلوب التعامل، والتدخل التخطيطي الملائم لحالة المقابر بالمدن المصرية، والمساهمة في اتخاذ قرارات مباشرة للتعامل معها.