فاعلية برنامج قائم على القصص المصورة لتنمية الوعى البيئى للأطفال المتأخرين عقلياً بمدارس التربية الفكرية
نهله صيام حسين عبد النبى;
Abstract
تعتبر الإعاقة العقلية هى حالة بطء ملحوظ فى النمو العقلى وتظهر قبل سن الثانية عشر من العمر ويتوقف العقل فيها عن النمو قبل اكتماله وتحدث لأسباب وراثية أو بيئية أو وراثية وبيئية معاً ويستدل عليها من انخفاض مستوى الذكاء العام بدرجة كبيرة عن المتوسط فى المجتمع ومن سوء التوافق النفسي والاجتماعى الذى يصاحبها أو ينتج عنها ، والأطفال المعاقون عقلياً القابلين للتعليم هم الأطفال غير القادرين على الاستفادة من برامج التعليم العام التى تقدم لها وبالتالى لا يستطيعون التحصيل الدراسى مما ينتج عنه تدني مستواهم دون زملائهم فى الصف الدراسى وتقع نسبة ذكائهم من ( 55 – 70 ) درجة ، وتعرفهم زينب شقير ( 2002 : 250 ) بأنهم هؤلاء الذين لا يستطيعون التحصيل الدراسى فى نفس مستوى زملائهم فى الفصل الدراسى ، وفى نفس العمر الزمنى ، وتقع نسة ذكائهم بين ( 50 – 55 ) إلى (70 – 75) .
لذلك يمكن القول أن التلاميذ المعاقون عقليا يمثلون مشكلة منفردة في تعليمهم وتعلمهم وهذه المشكلة لا تظهر لدى أي فئة أخرى من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة, حيث تتطلب عملية تعليم التلاميذ الصم أو المكفوفين – على سبيل المثال – إجراء تعديلات في طرق التدريس والتواصل التي يتعلمون من خلالها, ولكن في حالة المعاقين عقليا فإن الأمر يحتاج إلى أن يقرر المتخصصون , ما الذي ينبغي علينا أن نعلمهم, ومتى, وكيف يتم ذلك, نظرا لتأثير القدرة العقلية في عملية التعلم ( محمد محروس, التخلف العقلى , 1997, ص 429) .
وللوقوف على حجم مشكلة المتأخرين عقليا بمختلف درجاته حوالى 3% من أفراد المجتمع المصرى من أجل ذلك جاء اهتمام الدولة بهؤلاء الأطفال حيث أعلنت أن العشر سنوات (1989 – 1999 ) عقدا لحماية الطفل المصرى والتى نادت فيها بضرورة توفير قدر مناسب من الرعاية الاجتماعية والصحية للأطفال المعاقين (زياد فايد :2001، ص 240).
وقد أكدت دراسات (حمدى عطيفة 1987، عاطف فهمى، رضا درويش وLang, H.G) القصور الواضح فى تقديم الخدمات التعليمية لهذه الفئة ، وكذلك المناهج لا تلبى احتياجاتهم ، وأيضا فاعلية الأنشطة والوحدات المقترحة فى تحسين بعض مخرجات التعلم .
وبالإضافة إلى اعتبار أن تنمية الوعي البيئي للأفراد و الجماعات يعتبر الخطوة الأولى اللازمة للحصول على معلومات أكثر عمقاً عن المشكلات البيئية وتكوين الاتجاهات البيئية . وتنمية المهارات اللازمة للحفاظ على البيئة وحل مشكلاتها الحالية ، ومنع ظهور مشكلات بيئية جديدة فى المستقبل UNESCO,1980,PP4-52 )) .
ويتضح أن السلوك الخاطىء للإنسان تجاه بيئته هو الذى يؤدى إلى وجود تلك المشكلات البيئية وعليه فإنه ينبغى أن تكون هناك حلول لتلك المشكلات وأن تستهدف هذه الحلول ترشيد الأفراد و الجماعات واستخدام الطاقة إزاء بيئتهم حتى يحترموها ويقدروا أهميتها ويشعروا بالأخطار التى تتهددها بل فى حمايتها وصيانتها . ( أحمد إبراهيم شلبى : 1990 , ص101).
وإزاء الخطر المتزايد للمشكلات البيئية سنت الدولة القوانين و التشريعات المختلفة لكن هذه التشريعات لا تستطيع وحدها أن تحقق الغرض المرجو منها ولا يمكن أن تكفل التصرف السليم للإنسان تجاه بيئته ( أحمد عبدالوهاب عبدالجواد : 1995 , ص 22 ) .
وبعد أن تزايد خلال الأونة الأخيرة الاقتناع بدور التربية فى مواجهة مشكلات البيئة ، عقدت الكثير من الندوات و المؤتمرات على المستويين القومى و العالمى كما صدرت بعض القوانين والتشريعات لحماية البيئة وصيانتها ويعد مؤتمر البيئة الإنسانية الذى عقد فى استكهولم فى السويد عام (1997) و الذى نظمته الأمم المتحدة بمثابة أول عقد من أجل حماية البيئة وصيانتها من عبث الإنسان ، وتلا ذلك العديد من المؤتمرات منها : مؤتمر القاهرة (1972)، ومؤتمر الخرطوم ( 1972) ، ومؤتمر بغداد (1974) ، ومؤتمر بلجراد (1975) ، ومؤتمر تبليسى (1977) ، وندوة الكويت وخليج عدن بالقاهرة ( 1976 ) وكذلك (1980) Unesco على أهمية البيئة و المحافظة عليها ، نقلا عن( إبراهيم مطاوع ، 1995 : 44 ) .
ونتيجة لذلك ظهرت موجة اهتمام عالمية بالتربية وخصوصاً بالمدارس , تلك المؤسسات التربوية . وهذا يعنى أن البداية هى الإنسان و النهاية هى الإنسان أيضاً وإننا إذا أردنا أن نربى الإنسان تربية بيئية فلنبدأ به وببنائه عقلياً ووجدانياً وسلوكياً فى هذا الاتجاه وعندئذ سيكون قادراً ومقتنعاً وممارساً للسلوك البيئى المرغوب فيه ، مما ينعكس فى النهاية على البيئة بمختلف مظاهر الحياة فيها وهذه مسئولية كبيرة تقع على عاتق مؤسسات التعليم والإعلام ( صوفيا محمد محمد ، 2006 : 25 ) .
فى ضوء ما سبق تتضح الحاجة إلى الاهتمام بالدراسات التى تربط فئة المتأخرين عقليا القابلين للتعليم بالبيئة المحيطة على اتساعها . والتعرف على مدى وعيها البيئي وتنميته وخاصة فى إطار الدراسات التى تشير إلى سمات العدوانية و الانعزالية وعدم المشاركة بشكل فعال فى حركة المجتمع أو تقدمه و المحافظة على موارده و التكيف معها .
ويؤكد الاتجاه التربوى الحديث على ربط المدرسة بالبيئة فالمدرسة مؤسسة تنظيمية تهدف إلى خدمة المجتمع ودراسة البيئة بقصد التعرف عليها و الوقوف على احتياجاتها ومواردها لذا فقد اهتم خبراء المناهج بالتركيز على دراسة البيئة فى كثير من المواد الدراسية وفى جميع المراحل التعليمية و الخوض فى مشكلاتها والاهتمام بصيانة البيئة وقد لاقى هذا التجديد التربوى طريقه إلى كثير من مناهج الدول المتقدمة وكان ذلك بمثابة اتجاه جديد فى تطوير العملية التعليمية (أحمد إبراهيم شلبى ,1981, ص55 ) .
كما أكد Ruth, 1996, pp. 24-26) ) على الاتجاه باتخاذ البيئة المحيطة كمجال لتنمية الوعى البيئى بهدف مساعدة الأطفال ليصبحوا مواطنين صالحين على الكرة الأرضية .. وأنه من الأفضل إلقاء الضوء والتركيز على مشاعر الإعجاب و الخوف على البيئة بدلاً من الاعتماد على تقديم الحقائق و التحذيرات ، كما أن الخبرات المباشرة هى الطريق إلى فهم العالم واكتشاف روعة وجمال البيئة التى نعيش فيها .
ولقد أجمع علماء التربية وعلم النفس على أن الأسلوب القصصى المصور هو أفضل الطرق التى تقدم عن طريقها ما نريد تقديمه للأطفال، سواء كان ذلك قيماً دينية أو أخلاقية أو معلومات علمية أو تاريخية، جغرافية أو توجيهات سلوكية أو اجتماعية (يعقوب الشارونى، 1984، 29، 30).
يمكن للقصص المصورة أن تكسب الأطفال المتأخرين عقلياً العديد من الخبرات اليومية النابعة من الحياة التى لا يعرفونها، فهى تحدثهم عن أشياء قد تكون مبهمة بالنسبة لهم، فيعرفون الحياة من خلالها ويتعلمون كيف يتغلبون على مشكلاتهم من خلال القصة المصورة.
الأطفال يميلون للقصة ويستمتعون بها ويجذبهم ما فيها من أفكار وحوادث فإذا أضيف إلى هذا كله سرد جيد وحوار ممتع وصور جذابة كانت القصة قطعة من الفن الرفيع محببة للأطفال (حسن شحاته : 1989 , ص 33) .
فعن طريق القصة المصورة يمكننا أن نزود الطفل بمجموعة مناسبة من المعلومات اللازمة للسلوك البيئي الراشد، كى يكون فرداً صالحاً لمواجهة التحديات فى كل مكان حوله، ويكون الطفل المتأخر عقلياً فرداً مشاركاً فى مجتمعه ليصبح هناك تناسق بين طبيعة الفرد وواقع البيئة والحياة من حوله .
لذلك يمكن القول أن التلاميذ المعاقون عقليا يمثلون مشكلة منفردة في تعليمهم وتعلمهم وهذه المشكلة لا تظهر لدى أي فئة أخرى من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة, حيث تتطلب عملية تعليم التلاميذ الصم أو المكفوفين – على سبيل المثال – إجراء تعديلات في طرق التدريس والتواصل التي يتعلمون من خلالها, ولكن في حالة المعاقين عقليا فإن الأمر يحتاج إلى أن يقرر المتخصصون , ما الذي ينبغي علينا أن نعلمهم, ومتى, وكيف يتم ذلك, نظرا لتأثير القدرة العقلية في عملية التعلم ( محمد محروس, التخلف العقلى , 1997, ص 429) .
وللوقوف على حجم مشكلة المتأخرين عقليا بمختلف درجاته حوالى 3% من أفراد المجتمع المصرى من أجل ذلك جاء اهتمام الدولة بهؤلاء الأطفال حيث أعلنت أن العشر سنوات (1989 – 1999 ) عقدا لحماية الطفل المصرى والتى نادت فيها بضرورة توفير قدر مناسب من الرعاية الاجتماعية والصحية للأطفال المعاقين (زياد فايد :2001، ص 240).
وقد أكدت دراسات (حمدى عطيفة 1987، عاطف فهمى، رضا درويش وLang, H.G) القصور الواضح فى تقديم الخدمات التعليمية لهذه الفئة ، وكذلك المناهج لا تلبى احتياجاتهم ، وأيضا فاعلية الأنشطة والوحدات المقترحة فى تحسين بعض مخرجات التعلم .
وبالإضافة إلى اعتبار أن تنمية الوعي البيئي للأفراد و الجماعات يعتبر الخطوة الأولى اللازمة للحصول على معلومات أكثر عمقاً عن المشكلات البيئية وتكوين الاتجاهات البيئية . وتنمية المهارات اللازمة للحفاظ على البيئة وحل مشكلاتها الحالية ، ومنع ظهور مشكلات بيئية جديدة فى المستقبل UNESCO,1980,PP4-52 )) .
ويتضح أن السلوك الخاطىء للإنسان تجاه بيئته هو الذى يؤدى إلى وجود تلك المشكلات البيئية وعليه فإنه ينبغى أن تكون هناك حلول لتلك المشكلات وأن تستهدف هذه الحلول ترشيد الأفراد و الجماعات واستخدام الطاقة إزاء بيئتهم حتى يحترموها ويقدروا أهميتها ويشعروا بالأخطار التى تتهددها بل فى حمايتها وصيانتها . ( أحمد إبراهيم شلبى : 1990 , ص101).
وإزاء الخطر المتزايد للمشكلات البيئية سنت الدولة القوانين و التشريعات المختلفة لكن هذه التشريعات لا تستطيع وحدها أن تحقق الغرض المرجو منها ولا يمكن أن تكفل التصرف السليم للإنسان تجاه بيئته ( أحمد عبدالوهاب عبدالجواد : 1995 , ص 22 ) .
وبعد أن تزايد خلال الأونة الأخيرة الاقتناع بدور التربية فى مواجهة مشكلات البيئة ، عقدت الكثير من الندوات و المؤتمرات على المستويين القومى و العالمى كما صدرت بعض القوانين والتشريعات لحماية البيئة وصيانتها ويعد مؤتمر البيئة الإنسانية الذى عقد فى استكهولم فى السويد عام (1997) و الذى نظمته الأمم المتحدة بمثابة أول عقد من أجل حماية البيئة وصيانتها من عبث الإنسان ، وتلا ذلك العديد من المؤتمرات منها : مؤتمر القاهرة (1972)، ومؤتمر الخرطوم ( 1972) ، ومؤتمر بغداد (1974) ، ومؤتمر بلجراد (1975) ، ومؤتمر تبليسى (1977) ، وندوة الكويت وخليج عدن بالقاهرة ( 1976 ) وكذلك (1980) Unesco على أهمية البيئة و المحافظة عليها ، نقلا عن( إبراهيم مطاوع ، 1995 : 44 ) .
ونتيجة لذلك ظهرت موجة اهتمام عالمية بالتربية وخصوصاً بالمدارس , تلك المؤسسات التربوية . وهذا يعنى أن البداية هى الإنسان و النهاية هى الإنسان أيضاً وإننا إذا أردنا أن نربى الإنسان تربية بيئية فلنبدأ به وببنائه عقلياً ووجدانياً وسلوكياً فى هذا الاتجاه وعندئذ سيكون قادراً ومقتنعاً وممارساً للسلوك البيئى المرغوب فيه ، مما ينعكس فى النهاية على البيئة بمختلف مظاهر الحياة فيها وهذه مسئولية كبيرة تقع على عاتق مؤسسات التعليم والإعلام ( صوفيا محمد محمد ، 2006 : 25 ) .
فى ضوء ما سبق تتضح الحاجة إلى الاهتمام بالدراسات التى تربط فئة المتأخرين عقليا القابلين للتعليم بالبيئة المحيطة على اتساعها . والتعرف على مدى وعيها البيئي وتنميته وخاصة فى إطار الدراسات التى تشير إلى سمات العدوانية و الانعزالية وعدم المشاركة بشكل فعال فى حركة المجتمع أو تقدمه و المحافظة على موارده و التكيف معها .
ويؤكد الاتجاه التربوى الحديث على ربط المدرسة بالبيئة فالمدرسة مؤسسة تنظيمية تهدف إلى خدمة المجتمع ودراسة البيئة بقصد التعرف عليها و الوقوف على احتياجاتها ومواردها لذا فقد اهتم خبراء المناهج بالتركيز على دراسة البيئة فى كثير من المواد الدراسية وفى جميع المراحل التعليمية و الخوض فى مشكلاتها والاهتمام بصيانة البيئة وقد لاقى هذا التجديد التربوى طريقه إلى كثير من مناهج الدول المتقدمة وكان ذلك بمثابة اتجاه جديد فى تطوير العملية التعليمية (أحمد إبراهيم شلبى ,1981, ص55 ) .
كما أكد Ruth, 1996, pp. 24-26) ) على الاتجاه باتخاذ البيئة المحيطة كمجال لتنمية الوعى البيئى بهدف مساعدة الأطفال ليصبحوا مواطنين صالحين على الكرة الأرضية .. وأنه من الأفضل إلقاء الضوء والتركيز على مشاعر الإعجاب و الخوف على البيئة بدلاً من الاعتماد على تقديم الحقائق و التحذيرات ، كما أن الخبرات المباشرة هى الطريق إلى فهم العالم واكتشاف روعة وجمال البيئة التى نعيش فيها .
ولقد أجمع علماء التربية وعلم النفس على أن الأسلوب القصصى المصور هو أفضل الطرق التى تقدم عن طريقها ما نريد تقديمه للأطفال، سواء كان ذلك قيماً دينية أو أخلاقية أو معلومات علمية أو تاريخية، جغرافية أو توجيهات سلوكية أو اجتماعية (يعقوب الشارونى، 1984، 29، 30).
يمكن للقصص المصورة أن تكسب الأطفال المتأخرين عقلياً العديد من الخبرات اليومية النابعة من الحياة التى لا يعرفونها، فهى تحدثهم عن أشياء قد تكون مبهمة بالنسبة لهم، فيعرفون الحياة من خلالها ويتعلمون كيف يتغلبون على مشكلاتهم من خلال القصة المصورة.
الأطفال يميلون للقصة ويستمتعون بها ويجذبهم ما فيها من أفكار وحوادث فإذا أضيف إلى هذا كله سرد جيد وحوار ممتع وصور جذابة كانت القصة قطعة من الفن الرفيع محببة للأطفال (حسن شحاته : 1989 , ص 33) .
فعن طريق القصة المصورة يمكننا أن نزود الطفل بمجموعة مناسبة من المعلومات اللازمة للسلوك البيئي الراشد، كى يكون فرداً صالحاً لمواجهة التحديات فى كل مكان حوله، ويكون الطفل المتأخر عقلياً فرداً مشاركاً فى مجتمعه ليصبح هناك تناسق بين طبيعة الفرد وواقع البيئة والحياة من حوله .
Other data
| Title | فاعلية برنامج قائم على القصص المصورة لتنمية الوعى البيئى للأطفال المتأخرين عقلياً بمدارس التربية الفكرية | Other Titles | EFFECTIVENESS OF A PICTORIAL STORIES-BASED ON PROGRAM FOR DEVELOPMENT OF ENVIRONMENTAL AWARENESS OF MENTALLY RETARDED CHILDREN IN MENTAL EDUCATION SCHOOLS | Authors | نهله صيام حسين عبد النبى | Issue Date | 2015 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.