تطوير دور المدرسة الثانوية فى تدعيم التربية من أجل السلام " تصور مقترح "

Abstract

يعد السلام مطلبًا للبشرية منذ عصور عديدة مضت، فكثيرًا ما عانت البشرية من ويلات الحروب، والصراعات، والعنف، والإرهاب لدرجة أن السلام أصبح يُشكل استثناءً فى مواجهة الحرب والصراع المتفشى فى العالم، ويواجه مجتمعنا اليوم على الصعيد العالمى والمحلى تغييرات وتحولات عديدة فى مختلف ميادين ومجالات المعرفة، منها: التقدم العلمى والتكنولوجى السريع والمتلاحق، والتقدم الكبير فى وسائل الانتقال والاتصال والتواصل والثورة المعلوماتية، وعولمة مسيطرة فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعل أخطرها المجال الثقافى لما تمثله من تهديد على الهوية الثقافية لأفراد المجتمع، وتنامٍ لظاهرة الانفجار السكانى، وما ينتج عنها من تداعيات تقود إلى تفشى العديد من المشكلات الاجتماعية، لعل أبرزها مشكلة البطالة التى أدت بنسبة ليست بالقليلة من أفراد المجتمع إلى تكوين الاتجاهات السلبية - والتى قد تصل فى بعض الأحيان إلى حد العدوانية - نحوه سواء بصورة علنية أو ضمنية. وقد انعكس العنف المجتمعى على المناخ المدرسى، وخاصة فى مرحلة التعليم الثانوى، لدرجة أن أصبح أحد معوقات تحقيق الجودة فى التعليم، وله آثاره السلبية على النمو الاجتماعى للطلاب بغض النظر عن صفتهم فى موقف العنف سواء (ضحايا أو معتدين أو ملاحظين لسلوك العنف)، ومن ثم تتجلى الحاجة الملحة للتربية من أجل السلام فى بعدها القيمى لدى طالب المدرسة الثانوية العامة، وذلك نتيجة لطبيعة الدراسة بها من ناحية، ولخصائص نموه النفسية، والانفعالية، والوجدانية، والعقلية المعرفية، والحركية، والخلقية الدينية من ناحية أخرى، حيث يهتم طالب المرحلة الثانوية العامة اهتمامًا شديدًا بالقيم والمعايير الخلقية؛ إذ يؤدى نمو قدراته العقلية إلى ازدياد وعيه بمختلف القضايا الخلقية وبقدرته على مناقشتها، كما تقوده التوقعات والمطالب الاجتماعية المتوقعة منه إلى إعادة تقييمه لقيم ومعايير مجتمعه، وذلك بصفة خاصة فى المناخ الاجتماعى الذى يتسم بتضارب القيم وتناقض ضغوطه المختلفة وتباينها، بما قد يعرض الطالب إلى مواجهة ما يُطلق عليه (أزمة الهوية)، أو أن يلجأ للبحث عن جماعة منحرفة يدين لها بالولاء والانتماء. ثانيًا - مشكلة الدراسة وأهدافها بناءً على ما سبق، فإن الدراسة الحالية تحاول وضع تصور مقترح لتطوير دور المدرسة الثانوية فى تدعيم التربية من أجل السلام، وذلك من خلال البحث فى: التوجهات النظرية والممارسات الفعلية للتربية من أجل السلام، وكيف يمكن للتربية من أجل السلام أن تواجه ظاهرة العنف لدى طلاب المدرسة الثانوية فى مصر، وواقع التزام طلاب المدرسة الثانوية بالمظاهر السلوكية العامة لقيم السلام الإيجابى الاجتماعى، وذلك من أجل وضع تصور مقترح لتطوير دور المدرسة الثانوية فى تدعيم التربية من أجل السلام لدى طلابها على ضوء بعض الاتجاهات التربوية المعاصرة. بمعنى آخر، فإن الدراسة الحالية تحاول الإجابة عن السؤال المحورى الآتى: كيف يمكن تطوير دور المدرسة الثانوية العامة فى تدعيم التربية من أجل السلام؟ وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الفرعية الآتية:  ما التوجهات النظرية والممارسات الفعلية للتربية من أجل السلام؟  كيف يمكن للتربية من أجل السلام أن تواجه ظاهرة العنف لدى طلاب المدرسة الثانوية فى مصر؟  ما واقع التزام طلاب المدرسة الثانوية بالمظاهر السلوكية العامة لقيم السلام الإيجابى الاجتماعى؟  ما التصور المقترح لتطوير دور المدرسة الثانوية فى تدعيم التربية من أجل السلام لدى طلابها فى ضوء بعض الاتجاهات التربوية المعاصرة؟ ثالثًا – أهمية الدراسة ترجع أهمية الدراسة الحالية وما تتضمنه من إطار نظرى، ونتائج، وتصور مقترح إلى ما يلى:  يمكن للدراسة الحالية مساعدة المسئولين بوزارة التربية والتعليم - خاصة القائمين بوضع السياسات التعليمية للمرحلة الثانوية العامة - على رسم السياسات المختلفة للتعليم وتطوير المناهج الدراسية وفقًا لغايات وأهداف التربية من أجل السلام الإيجابى، وتدريب المعلمين وفقًا لهذا الدور.  التـأكيد على أهمية مواجهة ظاهرة العنف، وخاصة فى