فاعلية برنامج تدخـل للأمهات والأطفـال ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة في تنمية بعض مهارات السلوك التكيفي لديهم

نهي عبد الدايم سليمان شرارة;

Abstract


مقدمةالدراسة ومشكلتها:
تعتبر الإعاقة العقلية فئة رئيسية من فئات التربية الخاصة إلا أن لهذه الفئة أهمية خاصة؛ ويرجع ذلك إلي أن نسبة ذوي الإعاقة العقلية في المجتمع أعلي من نسبة أي فئة أخري؛ حيث تبلغ نسبة الإعاقة العقلية في المجتمع ما بين2-3 % وبذلك تشكل فئة غير قليلة من المجتمع؛ وحيث أنهم في معظم الأحيان غير قادرين علي إيصال أصواتهم أو التعبير عن مطالبهم بالشكل المناسب لصانعي القرار؛ ولأنهم من أكثر الفئات التي تعرضت لسوء الفهم والاضطهاد؛ لذا أصبح من الضروري الاهتمام بذوي الإعاقة العقلية من أجل تعليمهم وتدريبهم وتأهيلهم ليصبحوا مواطنين منتجين في المجتمع. (مصطفي نوري القمش وأخرون، 2011)
ولقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 ديسمبر2006؛ الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي وقعت مصر عليها في 4 ابريل 2007 وصدقت عليها في 17 ابريل 2008 و كذلك وقّعت عليها أكثر من 150 من الدول والمنظمات الإقليمية، وصدقت عليها 100 منها مثل تونس و الأردن وقطر؛ وبالتالي أصبحت تلك البلدان والمنظمات ملزمة بتذليل العقبات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة ؛ حتى يتسنى لهم المشاركة على نحو كامل في مجتمعاتهم. (الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة،2006).
لذلك يمثل تعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مبدأ إنسانياً وحضارياً نبيلاً، وتأكيداً علي ضرورة بذل المزيد من الجهود لتمكينهم وإتاحة الفرص المتكافئة لهم للمشاركة والاندماج في المجتمع مع تهيئة بيئة مواتية من شأنها تحرير طاقاتهم الكامنة واستثمارها.
تدور مشكلة الدراسة حول فاعلية برنامج تدخل للأمهات والأطفال ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة لتحسين مهارات السلوك التكيفي لديهم، فالغرض الأساسي من التركيز علي الأسرة هو مساعدة الآباء علي أن يصبحوا أكثر استقلالية ومقدرة علي رعاية أبنائهم ذوي الإعاقة، وأقل اعتمادية علي الخبراء المهنيين؛ من خلال إمدادهم بالمعلومات الصحيحة عن الإعاقة العقلية؛ وتزويدهمبالخبرات التدريبية السليمة بهدف تنمية وتطوير مهاراتهن لتساعدهن علي كيفية التعامل المبكر مع أطفالهن بشكل ايجابي وفعال وبالطرق المناسبة من خلال تهيئة بيئة منزلية مواتية ومعززة لنموه الصحي و المتكامل للوصول إلى أفضل مستوى يمكن للطفل بلوغه.
فالخدمات التي تتعلق بالأسرة كمشارك في علاج الطفل ، وبالوالدين كمعلمين له، تتركز حول كل ما يمكًن الأسرة من تهيئة المواقف والخبرات المنزلية للإرتقاء بنمو الطفل وتوافقه، وتشمل تطوير مهارات العناية الوالدية بالطفل من خلال تدريب الوالدين و إعادة تعليمهما أنسب السبل لرعاية نمو الطفل و كيفية إشباع احتياجاته، و بأساليب الاستثارة البيئية بحيث تكون أكثر ملاءمة لنمو الطفل وتربيته المبكرة في المنزل. ( عبد المطلب القريطي،2005)
وفي ضوء ما سبق فإنه يمكن بلورة مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:
ما فاعلية برنامج التدخل للأمهات والأطفال ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة في تنمية بعض مهارات السلوك التكيفي لديهم ؟
ويتفرع من هذا السؤال الرئيسي عدة أسئلة فرعية كالآتي:

1) ما أثر البرنامج المستخدم علي تنمية بعض مهارات السلوك التكيفي لدي عينة من الأطفال ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة؟
2) ما أثر البرنامج المستخدم علي تنميةمهارات الأمهات للتعامل مع أطفالهن ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة؟
3) ما مدى استمرار أثر البرنامج في الاحتفاظبمهارات السلوك التكيفي لدى عينة من الأطفال ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة؟
4) ما مدى استمرار أثر البرنامج في احتفاظ الأمهات بمهارات تعاملهن مع أطفالهن ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة ؟
هدف الدراسة :
تهدف الدراسة الحالية إلي إعداد برنامجتدخـلللأمهاتوالأطفـالذويالإعاقةالعقليةالمتوسطةلتنميةبعضمهاراتالسلوكالتكيفيلديهم.
أهمية الدراسة :
من خلال أهمية برامج التدخل المبكر المتمركزة حول الأسرة للأطفال ذوي الإعاقة العقلية يمكن أن تحقق الدراسة الحالية فوائد من الناحية النظرية والناحية التطبيقيةمن خلال النقاط التالية:
أ‌- الأهمية النظرية للدراسة:
• تكمن الأهمية النظرية للدراسة في الأهمية البالغةللسنوات الأولى من عمر الطفل وأهميتها الفائقة في اكتسابالطفل ذو الإعاقة العقلية لمهارات السلوك التكيفي في مرحلة مبكرة من العمر مما يعظم فرصته في التعلم أثناء أسرع فترات نمو الدماغ ،حيث تؤكد نتائج البحوث أن من 50% إلى 80% من ذكاء الطفل يتشكل خلال هذه الفترة فهي سنوات تكوين Formative years لقدراته وسمات شخصيته ، ولأن الأطفال ذوي الإعاقة العقلية يعتمدون على والديهم لتلبية حاجاتهم بشكل رئيسي فكلما كانت البيئة المنزلية مليئة بعوامل الاستثارة والتنبيه الحسي والعقلي والاجتماعي والعاطفي المواتية لنمو الطفل كلما أدى ذلك إلى الإسراع بنمو الطفل وتعويض نقائصه أو جوانب القصور لديه.
• يمكن الاستفادة من الدراسة الحالية كإطار نظري للتعرف علي أهم مهارات تعامل الأمهات مع أطفالهن ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة؛ وكوسيلة توجيهيه وإرشادية؛ فالأم هي أكثر فهماً واستنارة باحتياجات الطفل المعرفية واللغوية والحركية والاجتماعية ولكنها فقط تحتاج إلى الدعم والإرشاد والتدريب والمشاركة بفاعلية في تعليم طفلها و تطوير مهاراته.


Other data

Title فاعلية برنامج تدخـل للأمهات والأطفـال ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة في تنمية بعض مهارات السلوك التكيفي لديهم
Other Titles The Effectiveness of an Intervention Program for Mothers and Children with Moderate Intellectual Disability to Develop some of their Adaptive Behavior Skills
Authors نهي عبد الدايم سليمان شرارة
Issue Date 2015

Attached Files

File SizeFormat
G8068.pdf955.92 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 11 in Shams Scholar
downloads 6 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.