شعر الزهد عند أبى العتاهية " دراســـة أسلوبيــــــة "
إسلام محمد على محمد;
Abstract
الحمد لله القائل : " تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ "( ) وصل اللهم وسلم على إمام المرسلين وقدوة الزاهدين سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار ، أما بعد ،،
فإن الزهد من مكارم الأخلاق التى تحظى بأهمية كبيرة فى نظر الإسلام فهو تاج الإسلام ، وعنوان السلامة ، وبه ينجو العباد من الحسرة والندامة ، فقد اختص به الأنبياء عليهم السلام ، وتفاضل فيه الصالحون ، انطلاقاً من تلك الأهمية فقد جعلت شعر الزهد عند أبى العتاهية موضوعاً لبحثى. أما الأسباب التى دفعتنى لاختيار شعر الزهد موضوعاً للتحليل الأسلوبى عند أبى العتاهية فترجع إلى عدة أمور هى :
1- إن الزهد ظاهرة أدبية انتشرت فى العصر العباسى خاصة فى شعر أبى العتاهية ، فقد فاز الزهد لديه بنصيب الأسد إذا قورن بالأغراض الشعرية الأخرى كالغزل والمدح والهجاء ، فقد شغلت الزهديات أكثر من ثلثى الديوان.
2- شعره فى الزهد يعد أغنى الموضوعات التى من بين أيدينا من حيث إنه مصور لنفسه وشخصه وتجاربه ومذهبه ، وتطور ذلك كله بعد أن انصهر فى بوتقة بيئته وعصره على حرارة معاملاته مع الناس.
3- إثراء الساحة الأدبية بعمل جديد من حيث الرؤية والتفاصيل للموضوع الذى اخترته.
4- إلقاء الضوء على جوانب الإبداع اللغوى فى شعر الزهد من خلال دراسة نصوصه الشعرية دراسة أسلوبية ترتكز على رصد بنياته اللغوية، ووصف طريقة تشكيلها ، واستبطان مدلولاتها الجمالية ، وقوتها التعبيرية.
5- إن الدراسات السابقة التى تناولت أبا العتاهية لم تركز على بحث جوانب الإبداع اللغوية لديه ، بل قصرت جهودها على تتبع حياته الخاصة ، واستقصاء أهم العوامل التى أسهمت فى تكوين شاعريته ، وتحوله المفاجئ إلى الزهد بعد أن أغمس فى تيار المجون والفسق.
وتأخذ الدراسة بأدوات التحليل الأسلوبى التى تعنى برصد الظواهر اللافتة فى لغة النص ، والوقوف إزاءها تعريفاً وتحديداً وإحصاءً وتمهيداً للكشف عن دوريها: الدلالى فى رحاب النص ، والجمالى فى إطار العلاقة الحميمة الجامعة بين النص والمتلقى.
والأسلوبية من أبرز المناهج النقدية المعاصرة ، وأكثرها قدرة على تحليل النص الأدبى تحليلاً ينأى عن الذاتية ، ويقترب ـ إلى حد كبير ـ من روح العلمية الأدبية ، دون أن تولى المؤثرات الأخرى التى تصاحب إبداع النص ـ كالمؤثرات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المؤثرات ـ كبير عناية ، لينصب اهتمامها بذلك على دراسة البنية اللغوية للنص الأدبى ، ووصف طريقة تشكيله على مستوى الصياغة والتعبير.
ومادام النص الأدبى ـ فى النهاية ـ وقائع لغوية يمكن إخضاعها للقوانين العلمية التى حققها علم اللغة الحديث ؛ ولهذا يقترح البحث دراسة النص الأدبى على مستويات لغوية ثلاث هى : الصوت ، والتركيب ، والدلالة.
وأما المستوى الدلالى فهو لا يتعلق بظواهر بعينها ، بل يضم شرائح متداخلة ؛ ومن ثم اندرج هذا المستوى فى كل مستو لغوى ؛ إذ يتم الربط بين الظاهرة ودلالتها بل " إن علم الأسلوب يعد أكفأ المناهج اللغوية أداءً وانجازاً فى هذا الصدد "( ).
وعندما شرع الباحث فى دراسة الزهد عند أبى العتاهية متخذاً من المنهج الأسلوبى طريقاً للبحث لم يكن أبو العتاهية قد حظى بمثل هذه الدراسة من قبل إذ اهتمت الدراسات السابقة بحياته وعصره وطريقته فى الزهد ، وهل كان صادقاً فيه أو مرائياً ؟ ومن هذه الدراسات التى وقعت بين يدى الباحث دراسة الدكتور "محمد أحمد برانق " بعنوان " أبو العتاهية " التى صدرت بلجنة البيان العربى بالقاهرة سنة 1947 ، ودراسة الدكتور " محمد أحمد الدش " بعنوان " أبو العتاهية ـ حياته وشعره " التى صدرت بدار الكاتب العربى بالقاهرة سنة 1968 ودراسة الدكتور " محمد عبد العزيز الكفراوى " بعنوان " أسطورة الزهد عند أبى العتاهية " التى صدرت بدار نهضة مصر ، د.ت . ورسالة الماجستير بعنوان " موقف النقد العربى القديم من شعر أبى العتاهية حتى نهاية القرن الخامس الهجرى " لـ محمد محمد عبد الحاكم السحت " بكلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية عام 2007 ، ورسالة الماجستير بعنوان " شعر أبى العتاهية بين الزهد والزندقة "لــ محمود فتحى محمود عشرى بكلية الآداب ، جامعة الإسكندرية عام 2012.
وتعد هذه الدراسة ، محاولة لفهم النص الشعرى عند أبى العتاهية فى شموليته ؛ لأنها تقوم بعملية انتقاء واختيار للظواهر الأسلوبية البارزة فى شعره، التى تلعب دوراً مهماً فى تشكيل أسلوب الشاعر. ومن سمات المنهج الذى اتخذته الدراسة الاعتماد على الإحصاء ، فقد ذيلنا الإحصاء بملاحظات تحول الكم الرقمى إلى كيف دلالى ، ما أمكننا ذلك.
وتحقيقاً لهذه الغاية ، واعتماداً على هذا المنهج جاءت الدراسة فى بابين سبقهما مدخل وأعقبها خاتمة وثبت بالمصادر والمراجع.
فإن الزهد من مكارم الأخلاق التى تحظى بأهمية كبيرة فى نظر الإسلام فهو تاج الإسلام ، وعنوان السلامة ، وبه ينجو العباد من الحسرة والندامة ، فقد اختص به الأنبياء عليهم السلام ، وتفاضل فيه الصالحون ، انطلاقاً من تلك الأهمية فقد جعلت شعر الزهد عند أبى العتاهية موضوعاً لبحثى. أما الأسباب التى دفعتنى لاختيار شعر الزهد موضوعاً للتحليل الأسلوبى عند أبى العتاهية فترجع إلى عدة أمور هى :
1- إن الزهد ظاهرة أدبية انتشرت فى العصر العباسى خاصة فى شعر أبى العتاهية ، فقد فاز الزهد لديه بنصيب الأسد إذا قورن بالأغراض الشعرية الأخرى كالغزل والمدح والهجاء ، فقد شغلت الزهديات أكثر من ثلثى الديوان.
2- شعره فى الزهد يعد أغنى الموضوعات التى من بين أيدينا من حيث إنه مصور لنفسه وشخصه وتجاربه ومذهبه ، وتطور ذلك كله بعد أن انصهر فى بوتقة بيئته وعصره على حرارة معاملاته مع الناس.
3- إثراء الساحة الأدبية بعمل جديد من حيث الرؤية والتفاصيل للموضوع الذى اخترته.
4- إلقاء الضوء على جوانب الإبداع اللغوى فى شعر الزهد من خلال دراسة نصوصه الشعرية دراسة أسلوبية ترتكز على رصد بنياته اللغوية، ووصف طريقة تشكيلها ، واستبطان مدلولاتها الجمالية ، وقوتها التعبيرية.
5- إن الدراسات السابقة التى تناولت أبا العتاهية لم تركز على بحث جوانب الإبداع اللغوية لديه ، بل قصرت جهودها على تتبع حياته الخاصة ، واستقصاء أهم العوامل التى أسهمت فى تكوين شاعريته ، وتحوله المفاجئ إلى الزهد بعد أن أغمس فى تيار المجون والفسق.
وتأخذ الدراسة بأدوات التحليل الأسلوبى التى تعنى برصد الظواهر اللافتة فى لغة النص ، والوقوف إزاءها تعريفاً وتحديداً وإحصاءً وتمهيداً للكشف عن دوريها: الدلالى فى رحاب النص ، والجمالى فى إطار العلاقة الحميمة الجامعة بين النص والمتلقى.
والأسلوبية من أبرز المناهج النقدية المعاصرة ، وأكثرها قدرة على تحليل النص الأدبى تحليلاً ينأى عن الذاتية ، ويقترب ـ إلى حد كبير ـ من روح العلمية الأدبية ، دون أن تولى المؤثرات الأخرى التى تصاحب إبداع النص ـ كالمؤثرات السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المؤثرات ـ كبير عناية ، لينصب اهتمامها بذلك على دراسة البنية اللغوية للنص الأدبى ، ووصف طريقة تشكيله على مستوى الصياغة والتعبير.
ومادام النص الأدبى ـ فى النهاية ـ وقائع لغوية يمكن إخضاعها للقوانين العلمية التى حققها علم اللغة الحديث ؛ ولهذا يقترح البحث دراسة النص الأدبى على مستويات لغوية ثلاث هى : الصوت ، والتركيب ، والدلالة.
وأما المستوى الدلالى فهو لا يتعلق بظواهر بعينها ، بل يضم شرائح متداخلة ؛ ومن ثم اندرج هذا المستوى فى كل مستو لغوى ؛ إذ يتم الربط بين الظاهرة ودلالتها بل " إن علم الأسلوب يعد أكفأ المناهج اللغوية أداءً وانجازاً فى هذا الصدد "( ).
وعندما شرع الباحث فى دراسة الزهد عند أبى العتاهية متخذاً من المنهج الأسلوبى طريقاً للبحث لم يكن أبو العتاهية قد حظى بمثل هذه الدراسة من قبل إذ اهتمت الدراسات السابقة بحياته وعصره وطريقته فى الزهد ، وهل كان صادقاً فيه أو مرائياً ؟ ومن هذه الدراسات التى وقعت بين يدى الباحث دراسة الدكتور "محمد أحمد برانق " بعنوان " أبو العتاهية " التى صدرت بلجنة البيان العربى بالقاهرة سنة 1947 ، ودراسة الدكتور " محمد أحمد الدش " بعنوان " أبو العتاهية ـ حياته وشعره " التى صدرت بدار الكاتب العربى بالقاهرة سنة 1968 ودراسة الدكتور " محمد عبد العزيز الكفراوى " بعنوان " أسطورة الزهد عند أبى العتاهية " التى صدرت بدار نهضة مصر ، د.ت . ورسالة الماجستير بعنوان " موقف النقد العربى القديم من شعر أبى العتاهية حتى نهاية القرن الخامس الهجرى " لـ محمد محمد عبد الحاكم السحت " بكلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية عام 2007 ، ورسالة الماجستير بعنوان " شعر أبى العتاهية بين الزهد والزندقة "لــ محمود فتحى محمود عشرى بكلية الآداب ، جامعة الإسكندرية عام 2012.
وتعد هذه الدراسة ، محاولة لفهم النص الشعرى عند أبى العتاهية فى شموليته ؛ لأنها تقوم بعملية انتقاء واختيار للظواهر الأسلوبية البارزة فى شعره، التى تلعب دوراً مهماً فى تشكيل أسلوب الشاعر. ومن سمات المنهج الذى اتخذته الدراسة الاعتماد على الإحصاء ، فقد ذيلنا الإحصاء بملاحظات تحول الكم الرقمى إلى كيف دلالى ، ما أمكننا ذلك.
وتحقيقاً لهذه الغاية ، واعتماداً على هذا المنهج جاءت الدراسة فى بابين سبقهما مدخل وأعقبها خاتمة وثبت بالمصادر والمراجع.
Other data
| Title | شعر الزهد عند أبى العتاهية " دراســـة أسلوبيــــــة " | Other Titles | Asceticism poetry at Abu- l-' ATahiyia " Stylistic Study " | Authors | إسلام محمد على محمد | Issue Date | 2017 |
Recommend this item
Similar Items from Core Recommender Database
Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.