المـرأة فى الأساطـير الإيــرانية من خلال النصوص الزرادشتية

Abstract

نستطيع أن نجمل ما سبق أن درسناه في الفصل الأول بأن الدين الزرادشتي اهتم بالمرأة بشكل ملحوظ، فقد وجدنا المرأة من الربات المقربات للإله أهورامزدا وكانت تتفوق على الرجال إلى حد أنهم كانوا يأتوا إليها لمساعدتهم، فالمرأة الإلهة عندهم تعكس صورة المرأة لديهم أي أنها وسيلة فهم المرأة من خلالها، حتى أن أهورامزدا كان يعتمد على الإناث الأمشا اعتماداً كبيراً وقسمهم إلى ثلاث من الإناث وثلاثة من الذكور ولم يقلل من شأن الإناث وكان يعتبر أن لهن دوراً قوياً في بناء المجتمع، فكانت المرأة في الأساطير الزرادشتية لها أقوى الأثر في الهرم اللاهوتي. كما أننا عندما تناولنا رموز المرأة الإلهة وجدنا أنها قادرة على التعبير عن الأحداث والعقائد، وقد قدس الزرادشتيون الماء إرضاء للربة آناهيتا والتي تتمثل في المرأة، فكانت آناهيتا نموذجاً أسطورياً يخفي وراءه أهمية المرأة وقيمتها، كما أن الزرادشتية قد سوا أنثوية المرأة، فكانت رمزاً موحياً دالاً على الخصب والنماء وكذلك فقد أسندوا لها المهام المميزة مثلما لاحظنا في ربة الضمير وربة الأرض وربة الماء، فالماء والأرض والضمير تشمل أهم مكونات الحياة الدنيا بالإضافة إلى العالم الأخروي. وبالتالي يتضح لنا أن الزرادشتية قد أهابو بالرمز الأنثوي وحملوه من الدلالات ما يجعله رمزاً محورياً وموحياً في حياتهم. أما عن الفصل الثالث فقد عكس الصورة الحضارية للمرأة وبين أدوارها الإجتماعية وعكس كذلك الأدوار التي لعبتها فقد صنعت الملوك ووطدت لهم سبل الحكم، كما أنها قد عملت وزيرة بالإضافة إلى إسهامها بقوة وفاعلية في الأدوار الحربية ولم يقتصر الأمر على هذا الحد بل استطاعت أن تشارك كذلك في التوجيه السياسي والفكري في المجتمع الزرادشتي.