تقويم محتوى منهج التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية في دولة تنزانيا في ضوء القضايا المعاصرة

Abstract

استهدف البحث الحالي إلى تقويم محتوى منهج التربية الدينية الإسلامية المقرر على طلاب المرحلة الثانوية في تنزانيا في ضوء القضايا المعاصرة. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، قام الباحث بوضع قائمة بالقضايا المعاصرة تم تحكيمها من قبل خبراء في ميدان التربية الإسلامية، واللغة العربية، والعلوم الاجتماعية، والمناهج، للاطلاع على آراء عينة الدراسة من خلالها، وتحليل المحتوى في ضوئها. أولا: مشكلة البحث وأسئلته: تتحدد مشكلة الدراسة في ضعف مراعاة محتوى منهج التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية في تنزانيا في ضوء القضايا المعاصرة المتمثلة في التطرف الديني، ومرض الإيدز، والاعتداء على الأطفال، والمخدرات، وسوء استخدام الإنترنت التي تعاني منها شرائح المجتمع التنزاني ولاسيما الشباب بداية من المرحلة المراهقة مما تتطلب أهمية تطوير مناهج الدراسية بصفة عامة، ومنهج التربية الإسلامية في تنزانيا بصفة خاصة، وللتصدي لهذه المشكلة اهتمت الدراسة الحالية الإجابة عن التساؤلات التالية: - ما القضايا المعاصرة التي ينبغي أن يتضمنها محتوى منهج التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية؟ - ما مدى توافر القضايا المعاصرة في محتوى منهج التربية الإسلامية؟ - ما التصور المقترح لمحتوى منهج التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية في ضوء القضايا المعاصرة في تنزانيا؟ ثانيا: خطوات البحث وإجراءاته: للإجابة على تساؤلات الدراسة اتبع الباحث الخطوات التالية: 1. إعداد القائمة القضايا المعاصرة الاجتماعية المتصلة بمحتوى منهج التربية الإسلامية اللازمة لطلاب المرحلة الثانوية في تنزانيا، ويتم ذلك من خلال دراسة: - الاطلاع على أهداف تدريس التربية الإسلامية في تنزانيا. - البحوث والدراسات السابقة المتعلقة بالدراسة الحالية. - الكتب ذات الصلة بالدراسة. - عرض القائمة على مجموعة من المحكّمين للتحقق من مناسبتها لطلاب الصف الثالث الثانوي. 2. تحليل محتوى منهج التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية في ضوء القائمة السابقة باستخدام أساليب تحليل المحتوى، ويتم ذلك من خلال: ‌أ- إعداد الاستمارة على محتوى منهج التربية الإسلامية في ضوء القضايا المعاصرة التي تم التوصل إليها. ‌ب- تطبيق الاستمارة على محتوى منهج التربية الإسلامية المقرر على الصف الثالث الثانوي في تنزانيا. ‌ج- التوصل للنتائج تحليل المحتوى منهج التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية. ‌د- تقديم تصور مقترح لمحتوى منهج التربية الإسلامية لطلاب الصف الثالث الثانوي في ضوء القضايا الاجتماعية، ويتم ذلك من خلال: - أهداف التصور المقترح. - مصادر التصور المقترح. - كيفية تقديم القضايا المعاصرة في مقرر التربية الإسلامية - الأسس التي روعيت عند تضمين القضايا المعاصرة في محتوى مقرر التربية الإسلامية في تنزانيا - صدق محتوى مقرر التربية الإسلامية. ثالثا: نتائج البحث: يتضح من العرض لنتائج تحليل محتوى كتب التربية الإسلامية في الصفوف الثلاثة للمرحلة الثانوية المقررة حاليا في تنزانيا بفروعها الخمسة المتمثلة في العقائد، والحديث، والفقه، والقرآن الكريم، والتاريخ الإسلامي أن هناك تدنيا في مستوى تضمين القضايا المعاصرة والمتمثلة في محاور القضايا المعاصرة التي اشتملت على المخدرات، والإيدز، والتطرف الديني، الاعتداء على الأطفال، وسوء الاستخدام الإنترنت، وكل محور من هذه المحاور اشتمل على مجموعة من الفئات، حيث يتبين أن محتوى المنهج الحالي للتربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية لم تتناول القضايا المعاصرة المذكورة السابقة بشكل صريحة أو مباشرة أو مقصودة؛ وإنما جاء بها ضمنيا وبإيجاز شديد في بعض فئات التحليل حيث كان لزاما على محتوى منهج التربية الإسلامية تضمينها في مقررات كتب التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية بشكل صريح ومفصل وبيان موقف الإسلام منها إضافة إلى تقديم الحلول المناسبة وقف منظور الإسلام. وهذا يعني أن محتوى منهج الحالي للتربية الإسلامية في المرحلة الثانوية في تنزانيا في الميدان لم يبن وفقا للاتجاهات المعاصرة الحديثة التي تتلاءم مع الظروف التي تعاني منها الطلاب بحيث يلبي احتياجاتهم وفق منظور الإسلام المرتبطة بجوانب حياتهم بالصورة المرجوة الأمر الذي أدى إلى عدم إسهامها بالدور المنوط بها في رفع مستوى تحصيل طالب المرحلة الثانوية للتربية الإسلامية في تنزانيا وجذب انتباههم نحو التربية الإسلامية، والوضع الحالي لهذا المنهج قد يؤدي إلى انصراف الطلاب عنه؛ ذلك لأن إقبال الطالب لهذا المنهج وتفاعله معه وبشكل إيجابي شريطة أن يشعر الطالب أن ما يدرسه يعالج مشكلة من مشكلات المجتمع التنزاني، لذا فإن مراعاة مستجدات الأمور في الإسلام عند بناء المناهج من الأهمية بمكان وبخاصة في المرحلة الثانوية؛ لأن الطالب هذه المرحلة أكثر عرضة للتأثر بعوامل الانحراف، والمؤثرات الثقافية، إضافة للتيارات الفكرية المختلفة، لاسيما وأن نسبة كبيرة من مشكلات الشباب في هذه المرحلة ذات أبعاد دينية وثقافية واجتماعية، وأخلاقية. وقد يرجع ذلك إلى عدم اهتمام مخطّطي منهج التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية بتناول القضايا المعاصرة المتمثلة في المخدرات، والاعتداء على الأطفال، ومرض الإيدز، والتطرف الديني، وسوء استخدام الإنترنت في محتوى منهج التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية عدم إلمامهم بالأسس الدينية، والاجتماعية، والنفسية، التي تبنى عليها المناهج التعليمية، وعدم معرفتهم بأهمية ربط المناهج بالمشكلات التي يعاني منها المجتمع من حيث إنها تمثل جوهرا رئيسة في تصميم المناهج الدراسية؛ لأن تناول هذه القضايا المعاصرة من شأنها تزويد الطالب بالمعلومات الكافية وفق منظور الإسلام منها، من شأنها تحقيق النمو الشامل للطالب وعليها تتكامل شخصيته وتحدد اتجاهاته الدينية والاجتماعية والأخلاقية. كما اتضح من نتائج التحليل عدم مراعاة محتوى كتب التربية الإسلامية في الصفوف الثلاثة من المرحلة الثانوية في تنزانيا لبعض البنود قائمة القضايا المعاصرة التي قامت الدراسة الحالية ببنائها بالصورة المرجوة؛ حيث تبين إنها لم ببعض البنود مثل كالوسطية، أسباب التطرف، مظاهر التطرف، الإنترنت بين الضرر والنفع، عوامل انتشار المخدرات، قضاء وقت الفراغ، التوعية بمخاطر التطرف والإرهاب، التربية الجنسية السليمة، العفة والحياء، الزواج في الإسلام. ومن هنا إن هذه المعطيات تؤكد حاجة المحتوى لكتب التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في تنزانيا إلى إعادة النظر في تأليف مقررات كتب التربية الإسلامية بحيث يتناول التحديات ومشكلات المجتمع ويبين موقف الإسلام منها، وتزويد الطالب بالمعرفة اللازمة لهذه القضايا المعاصرة والتدليل على كل قضية من القرآن الكريم والحديث الشريف.