التأويل والسياق في تفسير" في ظلال القرآن " لسيد قطب

Abstract

أما عن الموضوع - التأويل والسياق - ؛ فمن المعروف أن نظرية السياق من النظريات الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين على يد ( فيرث J.R. Firth) ، والتي تُعنى بدراسة المعنى عن طريق توظيف كل ما يحيط بالموقف الكلامي من قرائن لفظية وحالية أو مقامية ؛ فهي نتاج الدرس الغربي لا مِراءَ ، لكن جذورها ممتدة ومتشعبة في تراثنا العربي العريق سواء عند البلاغيين أو النحويين أو الأصوليين ولكنها لم تحظَ بالعناية التي حظيت بها في الغرب . وهي النظرية التي اعتمد عليها المفسر في تفسيره للقرآن الكريم حيث يعتمد على السياق في فَهم القرآن كما هو واضح من اسم الكتاب ( في ظلال القرآن ) ونتيجةً لذلك نجده يخالف أحياناً أسباب النـزول وكثيراً من آراء المفسرين القدماء والمحدثين لاعتماده على السياق ، كذلك لا يدخل في الغيبيات مادام السياق لم يفصح عنها ، وغير ذلك مما ستوضحه الدراسة. كما أنه يعتمد على التأويل سواءً كان على مستوى الألفاظ ، أو على مستوى المعاني ؛ حيث يذكر أكثر من معنى مُحتمَـلٍ أو وجهٍ لبعض الآيات ، ويقول بـرأيٍ آخـرَ قد يحتمله اللفظ أو يعضّده الدليل.

1- أسباب اختيــــــــــار الموضــــــــــــــــوع : 1- دراسة المفهوم اللغوي والاصطلاحي لظاهرة التأويل وتتبعها في تاريخ الفكر العربي من تفسير وفـقه وأصوله وغيرها ومعرفة كيفية انتقاله إلى الدرس النحوي. 2- الوقوف على هذه الظاهرة في تاريخ الدرس النحوي وتوضيح أهميتها فيه ، وكيفية استخدامها في بعض النماذج النحوية. 3- كثرة دوران كلمة التأويل في كتب النحو المختلفة وكتب المفسرين - بألفاظ مختلفة - ومؤلفات إعراب القرآن الكريم ؛ خوفاً من التداعي أمام الشاهد القرآني الفصيح وغيره من كلام العرب . 4- فهم السياق بنوعيه ، والتعرف على جوانب جديدة من خلال الاستعمال اللغوي . 5- الربط بين التراث النحوي والسياق اللغوي وتغيـر الدلالة الأصلية. 6- الانتقال من نحو الجملة ليشمل نحو الفقرة أو النص بأكمله . 7- إلقاء الضوء على تفسير الظلال ، وما به من ذخائر لغوية ونحوية وغيرها. 8- تأكيد إعجاز النص القرآني وتفوقه على ما سواه . 9- الإفادة من الدراسات اللغوية الحديثة مثل نحو النص وبلاغة الخطاب ... إلخ.