انعكاس المتغيرات البيئية المستجدة علي إعادة توزيع الدخل في مصر

Abstract

تشهد دول العالم الآن تطوراً صناعياً قلما يوجد في كثير من البلدان، وقد أدت هذه النهضة الصناعية إلى وضع هذه الدول في مصاف الدول ذات القيادة الاقتصادية حيث انعكس إيجابيًا على إنسان هذه المنطقة، فاستمد منه قوته ومكانته الاجتماعية والفكرية والأخلاقية، ولكن هل سيتم ذلك في حالة إغفال الجانب الصحي السلبي الذي قد ينتج بسبب الملوثات والمتغيرات البيئة التي قد تستجد بسبب هذه الطفرة الصناعية - علمًا بأن أي تطور صناعي وأي خطة إنمائية لن يتم لها النجاح في غياب الصحة المتكاملة للمواطنين أيا كان موقع عملهم، وإذا نظرنا إلى الدول التي سبقتنا في مجال التصنيع لوجدنا ما عانت منه إبان السنين الأولى من عمر التطور الصناعي، فقد انتشرت الأمراض البيئية على مختلف أشكالها ومنها مازالت آثاره موجودة ولذلك ينبغي على الدولة الاستفادة من أخطاء الغير وليس من أخطائها فقط لتفادي الخطر قبل حدوثه، فالمواطن السليم جسديا ونفسيا هو العمود الفقري لإنجاح خطط التنمية. مشكلة الدراســة: لم تبدأ الدول في إبداء اهتمامها بالتقدم الاقتصادي، الذي اعتمد على مستوى معيشة الأفراد، إلا منذ فترة قصيرة نسبيا، وذلك على الرغم من أن الاقتصاديين – منذ عصر مارشال – يعتبرون حجم الدخل الشخصى الحقيقي أفضل مقياس للتقدم الاقتصادي لدولة ما. ويعد مقدار الدخل الشخصى هو المحدد الرئيسي لمستوى معيشة الأفراد، أما المحدد الثاني فهو الطريقة التي يتم توزيعه بها. وتكمن المشكلة في تجمع كميات هائلة من الملوثات والتي قد تكون ملوثات وانبعاثات ناتجة من عمليات التصنيع المختلفة والتى تشكل خطورة على البيئة والصحة العامة كارتفاع درجات الحرارة وظهور مايعرف بالاحتباس الحرارى وتأثيراته الضاره على البيئة والمجتمع. ومن هنا وضح للباحث مشكلة الدراسة التى تمثلت فى تناول إحدى المتغيرات البيئية الهامة التى ظهرت حديثاً وهى ما يعرف بالاحتباس الحرارى وما لها من تأثير على إعادة توزيع الدخل داخل المجتمع ومن هذه التأثيرات: - تحميل الدولة أعباء إضافية لمكافحة الأمراض التى قد تنشأ نتيجة وجود الاحتباس الحراري. - وجود هذه الظاهرة أدى إلى الاضطرار إلى استخدام العديد من المبردات و المراوح وأجهزة التكييف لمدد أطول وشكل أكثر في محاولة للتعايش مع هذه الظاهرة مما شكل عبئاً مادياً على الأفراد وأستقطع جزءاً أساسياً من دخل الأسرة وبالتالى يمثل ذلك أثراً اقتصادياً سلبياً. - نتيجة لارتفاع استهلاك التكييفات والمبردات واالمراوح أدى ذلك إلى ارتفاع الضغط على خطوط الكهرباء مما قد يؤدى إلى تعطيلها فى أماكن أخرى. أهمية الدراســــة - تعود أهمية دراسـة المردود البيئي والاقتصادي للمتغيرات البيئية المستجدة وبالأخص ظاهرة الاحتباس الحرارى إلي تعدد الآراء والاتجاهات بشـأن كيفية معالجة تلك المشكلة ونظـم تطبيق الإدارة البيئيـة عليها وطرق علاجها والتخلص أو الحد من التلوث المسبب لها. - نظراً للمردود البيئى والاقتصادي السلبي على البيئة والمجتمع من نتاج الكميات الهائلة من ملوثات الهواء المسببه لظاهرة الاحتباس الحرارى التى تمثل خطراً صحياً وبيئياً والناجمة من عـدم التعامل مع الصناعات الموجودة بالطـرق العلمية السليمة، لذلك كان لابد من التعامل مع تلك الصناعات باتباع الأساليب التكنولوجية الحديثة للتخلص من الملوثات الناتجة عنها. - كذلك الكشف عن أوجه القصور في أحد من المتغيرات البيئية المستجدة (الاحتباس الحراري) بما من شأنه تعزيز فعاليتها في توزيع للدخل. - مسايرة التطور العلمي، فدراسة المتغيرات البيئية المستجدة يعد أحد أهم التطورات الهامة في مجال الدراسات العلمية. - الكشف عن أوجه القصور في المتغيرات البيئية المستجدة بما من شأنه تعزيز فعاليتها في تصحيح توزيع الدخل. - جمهورية مصر العربية تسير باتجاه نظام السوق, وهذا ما يجعل دراسة إعادة توزيع الدخل من الأهمية بمكان، لاسيما في ظل ندرة الدراسات الإقتصادية المحلية في هذا المجال.