تقويم محتوى منهج القراءة بالمرحلة الابتدائية في ليبيا في ضوء مدخل الوعي الصوتي

Abstract

تعد اللغة من أهم الظواهر الاجتماعية التي أنتجها العقل البشري خلال مراحل تطورها، وترتبط ارتباطاً عضوياً بجميع المعارف الإنسانية، وارتباطها بمعارف الإنسان يؤكد دورها في تحقيق منزلته ومكانته العليا بين الكائنات الأخرى؛ حيث يتميز الإنسان بها دون سائر المخلوقات، وفضله الله سبحانه وتعالى على سائر مخلوقاته بامتلاكه للغة ومعجزة الإدراك المعرفي التي تمكن الإنسان من تحويل التفكير إلى لغة، واللغة إلى تفكير؛ مما يتيح للإنسان استخدام اللغة كوسيلة للتفكير والتواصل بينه وبين أفراد مجتمعه. وتعد اللغة العربية أداة التواصل بين افراد المجتمع العربي، ووسيلة بناء فكرهم وشعورهم، كما أنها دعامة التفكير، وحافظة التراث العربي وناقلته متجاوزة حدود الزمان والمكان، وهي أداة تشكيل البناء القيمي للمجتمع وتنميته ونقله وحمايته. وإذا كانت القراءة مهمة في حياة الفرد ـ بصفة عامة ـ فإن أهميتها تزداد بالنسبة للتلاميذ في مراحل التعليم المختلفة، ولاسيما في المرحلة الابتدائية؛ فالقراءة فى هذه المرحلة توسع خبرة التلاميذ وتنميها، وتنشط قواهم الفكرية، وتهذب أذواقهم، وتشبع فيهم حب الاستطلاع لاكتشاف أنفسهم والآخرين، كما أنها تفتح امامهم أبواب الثقافة العامة، وكذلك يؤدي نجاح التلاميذ في اكتساب مهارات القراءة في المرحلة الابتدائية إلى نجاحهم في العملية التعليمية. في ضوء ما تمثله مرحلة التعليم الابتدائي من أهمية في بناء قدرات المتعلم، وتشكيل شخصيته، في ضوء ما ينبغي أن تحققه القراءة من أهداف لتلاميذ هذه المرحلة، في ضوء ما أكده علماء اللغة من أهمية الدقة في اختيار محتوى منهج القراءة في المرحلة الابتدائية، وتحديداً في الصف الأول الابتدائي بات أمراً ملحاً تمليه اعتبارات كثيرة تأتي في مقدمتها أهمية الكتاب المدرسي التي تجعل الخبراء يهتمون بإعداده وإخراجه وفق معايير ومواصفات علمية وتربوية، يتم من خلالها تحسين العملية التعليمية وتطويرها، التي تكشف ما يتضمنه الكتاب المدرسي من نقاط ضعف ونقاط قوة، ومن ثم تساعد على مراجعته والتدقيق فيه من وقت لآخر وفق متطلبات المجتمع وما يتناسب مع قدرات التلاميذ، وميولهم، واستعدادهم للتعلم. بما أن منهج القراءة يتكون من أهداف، ومحتوى، فإن الدراسة الحالية تهتم بتطوير هذا المنهج فى ضوء أبعاد مدخل الوعى الصوتى والتى تتمثل فى: 1- المعايير القومية والعالمية فى تعليم القراءة. 2- أبعاد مدخل الوعى الصوتى. مشكلة الدراسة: تتحدد مشكلة هذه الدراسة إلى أفتقار محتوى منهج القراءة للصف الأول بليبيا لأبعاد مدخل الوعى الصوتى، وللتصدي لهذه المشكلة تحاول الدراسة الحإلىة الإجابة عن السؤال الرئيس التإلى: كيف يمكن تقويم محتوى منهج القراءة بالمرحلة الابتدائية بليبيا في ضوء أبعاد مدخل الوعي الصوتي؟ ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية الآتية: 4- ما أبعاد مدخل الوعي الصوتي المناسبة لتلاميذ المرحلة الابتدائية؟ 5- ما مدى مراعاة محتوى منهج القراءة بالمرحلة الابتدائية فى ليبيا لأبعاد مدخل الوعى الصوتى؟ 6- ما التصور المقترح لمحتوى منهج القراءة للصف الأول الابتدائي في ضوء أبعاد مدخل الوعى الصوتى؟ إجراءات الدراسة: تسير الدراسة الحالية في الخطوات التإلىة: أولاً: تحديد أهم أبعاد مدخل الوعي الصوتي ويتم ذلك من خلال: 1- دراسة البحوث والدراسات السابقة في مجال الوعي الصوتي في تعليم القراءة. 2- دراسة الكتب، والدوريات، والمؤتمرات التي تناولت بناء المناهج الدراسية والوعي الصوتي في تعليم القراءة. 3- دراسة طبيعة منهج القراءة في الصف الأول الابتدائي. 4- دراسة طبيعة التلاميذ في الصف الأول الابتدائي. 5- دراسة بعض الاتجاهات الحديثة في تعليم القراءة. 6- بناء قائمة بأهم أبعاد الوعي الصوتي في تعليم القراءة. 7- عرض القائمة على مجموعة من المحكمين للوصول إلى الأهمية النسبية للمهارات. 8- تعديل القائمة في ضوء آراء المحكمين. 9- التوصل للقائمة في صورتها النهائية.