المؤشرات الببليومترية القائمة على الاستشهادات المرجعية: دراسة تحليلية مقارنة

Abstract

أدى التطور المستمر في المؤشرات الببليومترية إلى تزايد وتيرة الاعتماد عليها عند تقييم الأداء في مختلف القطاعات البحثية، وتتناول هذه الدراسة المؤشرات الببليومترية القائمة علي الاستشهادات المرجعية بالعرض والتحليل فضلًا عن المقارنة والتقييم؛ من خلال التعرف علي موقعها من أساليب تقييم البحث العلمي المختلفة، ونشأتها وتطورها، ومحاولة حصرها وتصنيفها، والتعرف على تطبيقاتها، بالإضافة إلي الكشف عن مواطن القوة وأوجه الضعف. تعتمد الدراسة في سبيل تحقيق هدفها على المنهج الوصفي التحليلي، متوسلة في ذلك بتطبيق الاختبارات الإحصائية علي قيم (14) مؤشرًا ببليومتريًا تم اختيارها بناءً علي مدي إتاحتها وتطبيقها من قبل قواعد بيانات الاستشهادات المرجعية، ومن ثم تجميع قيم هذه المؤشرات لعينة من الدوريات بلغت (264) دورية. تحتوي الدراسة علي أربعة فصول، فضلًا عن المقدمة والنتائج والتوصيات، وقد تناول الفصل الأول تقييم البحث العلمي من حيث أهدافه، ومستوياته، ومراحله، وجوانبه، والأساليب المستخدمة لهذا الغرض؛ للتعرف علي العلاقة بين أسلوبي التحكيم والمؤشرات الببليومترية، ثم تناول الفصل الثاني نشأة وتطور المؤشرات الببليومترية، إضافة إلي عرض شامل لها، بعد محاولة الوقوف علي تصنيف جامع، وتناول الفصل الثالث وصف للمؤشرات الببليومترية عينة الدراسة، بالإضافة إلي عينة الدوريات التي تم اختيارها للتطبيق، وذلك تمهيدًا لإجراء عدد من الاختبارات الإحصائية في الفصل الرابع للتحقق من العلاقة بين المؤشرات، والتعرف علي مدي تأثر نتائجها بخصائص الدوريات المختلفة. وقد توصلت الدراسة لمجموعة من النتائج؛ أهمها:  تختلف متوسطات المؤشرات محل الدراسة بشكل بَيّن؛ نتيجة لاختلاف أساليب وخوارزميات حساب كل منها، فيتصدرها قيم مؤشر هيرتش، وتقل متوسطات المؤشرات الأخرى لتصل لأقل متوسط لقيم مؤشر معامل التميز (0.7019)، ولا يختلف الوضع فيما يتعلق بالانحرافات المعيارية والمدى لقيم المؤشرات.  سجل مؤشر منتصف عمر الاستشهاد أقل قيمة التواء (0.2)، وبذلك تقترب توزيعاته إلي التماثل، في حين ابتعدت توزيعات سائر المؤشرات عن التماثل، ويعد مؤشر تأثير الأبحاث المطبع أكثرها بعدًا عن التماثل ببلوغه أعلي قيمة التواء (9.9).  تبين أن جميع نتائج اختبارات الارتباط دالة إحصائيًا عند مستوي الدلالة (0.01)، إضافة إلي إيجابيتها جميعًا؛ مما يدل علي وجود علاقات ارتباط طردية بين جميع المؤشرات محل الدراسة بدرجات متفاوتة.  أمكن تجميع المؤشرات محل الدراسة - اعتمادًا علي التحليل العاملي - في مجموعتين رئيستين: o مؤشرات تأثير الدوريات: تضم تأثير المطبوعات، تأثير الأبحاث المطبع، معامل التأثير، معامل التأثير الخماسي، مؤشر الفورية، معامل تأثير المقال، رتب سيماجو للدوريات. o مؤشرات منزلة الدورية أو مكانتها: تشمل جميع مؤشرات هيرتش، وهيرتش الخماسي لقواعد البيانات الثلاث، إضافة إلي معامل التميز.  تبين أن مؤشري هيرتش لقاعدة بيانات عنكبوتية العلوم (WoS) ونظيره في قاعدة بيانات سكوبس Scopus لا تتأثر قيمهما بالمجال الموضوعي سواء في حالة الموضوعات الرئيسة أو التخصصات الدقيقة.  تأثرت جميع مؤشرات الدراسة بمتغيرات إتاحة الدوريات (بمقابل أو مفتوحة الوصول)،وبداية صدورها، وتتابعها، الناشرين، النطاق الجغرافي.  إضافة إلي عدم تأثر ثمانية مؤشرات باختلاف شكل إتاحة الدورية هي: معامل التأثير، ومعامل التأثير الخماسي، ومؤشر الفورية، ومعامل تأثير المقال، ومؤشر هيرتش (WoS)، تأثير الأبحاث المطبع، وتأثير المطبوعات، رتب سيماجو للدوريات.  أثبتت سبعة مؤشرات عدم تأثر نتائجها بمتغير معدل إنتاجية الدوريات من مقالات خلال عام 2014، هي: معامل التأثير، معامل التأثير الخماسي، مؤشر الفورية، معامل تأثير المقال، تأثير الأبحاث المطبع، تأثير المطبوعات، رتب سيماجو للدوريات. كما خرجت الدراسة بعدد من التوصيات، أبرزها:  تبني المجلس الأعلى للجامعات بالتعاون مع المجالس المناظرة بالدول العربية مشروع إنشاء قاعدة بيانات للاستشهادات المرجعية على غرار القواعد العالمية.  الاعتماد علي حزمة من المؤشرات الببليومترية ضمن إجراءات لجان الترقيات الأكاديمية، كمكمل لأسلوب التحكيم المتبع، بالإضافة إلي اعتمادها ضمن إجراءات منح جوائز الدولة.  دراسة جدوى إعداد البرمجيات التي من شأنها المساعدة في تطبيقات مثل هذه المؤشرات سواء من خلال تصدير البيانات اللازمة من قاعدة بيانات الاستشهادات مباشرة، أو إدخال بيانات الاستشهاد يدويًا.