التباين الثقافي لدى الأدباء العبريين المهاجرين وعرب الداخل ( دراسة تطبيقية على نماذج أدبية في ضوء النقد الاجتماعي)

Abstract

داخل حدود دولة إسرائيل، تعيش جنبا إلى جنب، بدرجات متفاوتة من التنافر، ثلاث مجموعات، اثنتين منهم متداخلتين والثالثة، فلسطيني48، مميزة ومنفصلة جغرافياً وثقافياً ودينياً وقومياً على السواء. أما المجموعات اليهودية فهم: - اليهود الغربيين وهم اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من الدول الأوروبية وأمريكا واستراليا وجنوب أفريقيا قبل قيام دولة إسرائيل وبعدها. - اليهود الشرقيون وهم اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل من بلاد آسيا وأفريقيا، ومن الأقطار العربية. - الفلسطينيون العرب هم عرب الـ48 أو عرب الداخل أو فلسطينيو 48 هي التسميات الشائعة في العالم العربي للعرب الفلسطينيين الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل ويملكون الجنسية الإسرائيلية. وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية يشار إليهم بمصطلحي "عرب إسرائيل" أو "الوسط العربي"، كما يستخدم أحيانا مصطلح "أبناء الأقليات". هؤلاء العرب هم من العرب أو أنسال العرب الذين بقوا في قراهم وبلداتهم بعد حرب 1948 وإنشاء دولة إسرائيل، أو عادوا إلى بيوتهم قبل إغلاق الحدود. ويشكل الفلسطينيون العرب حوالي نسبة 16% من كافة المواطنين الإسرائيليين. وقد انعكس هذا الاختلاف على أدباء المجتمع الإسرائيلي الذين ينتمون إلى مجتمعات مختلفة ذات أطر حضارية متباينة وظهر هذا التباين في نتاجهم الادبي بفعل عامل التاثر ومظاهر حضارة وآداب المجتمعات التي هاجروا منها. وعلى ضوء ما تقدم نشات اتجاهات ثقافية وفكرية متعددة في إسرائيل، بعضها تاريخي، وبعضها ديني، وبعضها ليبرالي، وبعضها علماني صهيوني ظهرت في الأدب العبري. وسوف تتناول الدراسة ثلاثة أدباء عبريين مختلفي النشأة والبيئة كنماذج للتعبير عن تباين التوجهات الثقافية داخل إسرائيل. حاييم هزاز ولد الكاتب حاييم هزاز فى أوكرانيا عام 1898. عاصر فى شبابه أحداثًا عدة – الحرب العالمية الأولى والثورة الروسية – وظهر تأثيرها فى أعماله. بدأ فى عام 1923 بنشر ثلاث قصص له عن الثورة الروسية حققت له شهرة كبيرة. هاجر إلى فلسطين عام 1931 وعاش فى مدينة القدس. تمتاز أعمال هزاز بعالم زاخر بالمشاهد الطبيعية والشخصيات وأنماط حياة مختلفة. تمتد أعماله من روسيا فى الشمال (رواية "بوابات نحاسية"، عبر اليمن فى الجنوب ورواية "ياعايش" وحتى باريس فى الغرب من خلال قصة "هو أوصى". يعبر إجمالى أدب هزاز عن التاريخ اليهودى من رواية "عريس الدماء" التى تدور أحداثها فى فترة العهد القديم حتى روايته عن يسوع فى نهاية فترة الهيكل الثانى. وسوف نتناول بالدراسة قصة "أفق مائل" وهي قصة تتحدث عن المهاجرين الذين وصلوا بعد إقامة الدولة إلى منطقة لاخيش. إيلي عامير: هو كاتب وناشط إسرائيلي، عراقي الأصل ولد في بغداد في 26 سبتمبر عام 1937م. اسمه في سجلات النفوس العراقية فؤاد إلياس خلاصجي. هاجر مع أسرته من العراق إلى إسرائيل عام 1950م، ونظراً للظروف الجديدة غير اسمه العربي إلى اسم عبري أكثر إسرائيلية. وفي الفترة التي بدأ فيها يهود الدول العربية في الوصول إلى إسرائيل، وحظوا بمعاملة سيئة، تم إيواء أسرة عامير في مخيم للمهاجرين. تتناول مؤلفات عامير الأدبية المواجهات الإجتماعية والثقافية في المجتمع الإسرائيلي، والصراعات بين اليهود والمسلمين، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومحاسبة النفس لدى الإنسان الإسرائيلي. كما يحرص عامير من خلال كتاباته على الدعوة للتعايش والمساواه بين اليهود والعرب. ويتميز عامير بذكر أحداث وشخصيات واقعية في رواياته. سيد قشوع ولد في 1975 هو كاتب وصحفي فلسطيني إسرائيلي يعيش في القدس ويكتب بالعبرية. ولد سيد قشوع في مدينة الطيرة، مدينة عربية وسط إسرائيل، لأب يعمل موظفا في البنك ولأم تعمل معلمة. هو الثاني من بين أربعة أبناء. حين كان في ال15 من عمره تم قبوله لمدرسة العلوم والفنون في القدس، وهي مدرسة مرموقة، تعمل باللغة العبرية ومعظم تلاميذها من اليهود. بعد انهائه تعليمه الثانوي تعلم في الجامعة العبرية في القدس موضوع الفلسفة والعلوم الاجتماعية. بعد انهائه تعليمه عمل مراسلا للصحيفة العبرية المقدسية "كول هاعير" ("כל העיר") وبعد ذلك تحول أيضا إلى ناقد تلفزيوني وصاحب عمود شخصي في صحيفة هآرتس. كتب قشوع بالعبرية فقط، على عكس غيره من الكتاب العرب في إسرائيل الذين كتبوا بالعربية. ويعالج قشوع في كتاباته مشاكل السكان العرب في إسرائيل والصراعات الداخلية والخارجية بين القوميات والعقليات وطرق المعيشة المختلفة في المجتمع الإسرائيلي.