الأنساق الثقافية في شعر المتنبي

أبو القاسم سعد حسن علي;

Abstract


يعد مفهوم الثقافة من المفاهيم الإشكالية؛ إذ تعددت دلالاته نتيجة للتطور الذي لحق به تاريخيًّا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لتوزعه بين فروع ومجالات معرفية متعددة، ولعله من المفيد أن نتطرق إلى نشأة المفهوم والتطورات التي لحقت به؛ حتى يتحدد لنا إطاره المرجعي.
تعود كلمة ثقافة Culture إلى اللاتينية، وتعني حرث الأرض وتنميتها، ولعل شيشرون أول من استخدمها بمعناها اﻟﻤﺠازي، الذي شاع فيما بعد حين أطلق على الفلسفة اسم Mentis Cultura؛ أي زراعة العقل وتنميته، وقد استعار فولتير وأقرانه من المفكرين الفرنسيين استخدام شيشرون اﻟﻤﺠازي حتى باتت الكلمة تعني تنمية العقل وغرسه بالذوق والفهم وتزيينه بالمعرفة، وغير ذلك مما تشتمل عليه كلمة ثقافة، ثم انتقلت الكلمة بمعناها الجديد من الفرنسية إلى الألمانية Kultur والإنجليزية وسائر اللغات الأوروبية( ).
ويقتصر مفهوم (Culture) على مدلوله الفني والأدبي المتمثل في الدراسات التي تتناول التربية والإبداع، وذلك خلال عصر النهضة، ويفرد فلاسفة القرن السابع مضمارًا خاصًّا للقطاع الثقافي في محاولةٍ منهم لتطبيق المناهج العلمية في دراسة المسائل الإنسانية، كما اعتمد فرانسيس بيكون - في كتابه «تقدم المعرفة» - صورة التثمير الزراعي للدلالة على أحد مرامي الفلسفة الماثل في عملية التثقيف. ويستعمل توماس هوبس كلمة (تثقيف) بمعنى العمل الذي يبذله الإنسان لغاية تطورية، مميزًا بين التثقيف الذي يتناول القطاعات المادية، والتثقيف الذي يطال المضمار النفسي؛ كالنشاط التربوي مثلًا، أو التعمق في المسائل الإيمانية( ).
وتكون دلالة المفهوم بذلك هي: الغرس والزراعة والتنمية،...إلخ، سواء أكانت على المستوى المادي المتعلق بالأرض والزراعة وما شابه ذلك، أم على المستوى المعرفي المتعلق بالعقل،


Other data

Title الأنساق الثقافية في شعر المتنبي
Other Titles Cultural Patterns in Al-Mutanabbi's Poetry
Authors أبو القاسم سعد حسن علي
Issue Date 2017

Attached Files

File SizeFormat
J7245.pdf601.02 kBAdobe PDFView/Open
Recommend this item

Similar Items from Core Recommender Database

Google ScholarTM

Check

views 26 in Shams Scholar
downloads 13 in Shams Scholar


Items in Ain Shams Scholar are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.